فرجع علي عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فتبسم النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا علي تخبرني أو أخبرك؟
فقال: منك أحسن يا رسول الله.
فقال النبي صلى الله عليه وآله: أما قولها لك: يا أول فأنت أول من آمن بالله، وقولها:
يا آخر فأنت آخر من يعاينني (1) على مغسلي، وقولها: يا ظاهر فأنت آخر (2) من يظهر على مخزون سري، وقولها: يا باطن فأنت المستبطن لعلمي، وأما العليم بكل شئ فما أنزل الله تعالى علما من الحلال والحرام والفرائض والاحكام والتنزيل والتأويل والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والمشكل إلا وأنت به عليم.
ولولا أن تقول فيك طائفة من أمتي ما قالت النصارى في عيسى لقلت فيك مقالا لا تمر بملا إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يستشفون به.
قال جابر: فلما فرغ عمار من حديثه أقبل سلمان، فقال عمار:
وهذا سلمان كان معنا. فحدثني سلمان كما حدثني عمار (3).
2 - ومن ذلك: ما رواه أيضا، عن عبد العزيز بن يحيى، عن محمد بن زكريا عن علي بن حكيم، عن الربيع بن عبد الله، عن عبد الله بن حسن، عن أبي جعفر محمد ابن علي عليهما السلام قال: بينا (4) النبي صلى الله عليه وآله ذات يوم ورأسه في حجر علي عليه السلام إذ نام رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يكن علي عليه السلام صلى العصر، فقامت الشمس تغرب فانتبه رسول الله صلى الله عليه وآله فذكر له علي عليه السلام شأن صلاته، فدعا الله، فرد عليه الشمس كهيئتها في وقت العصر، وذكر حديث رد الشمس فقال له: يا علي قم فسلم على الشمس وكلمها فإنها ستكلمك فقال له: يا رسول الله كيف أسلم عليها؟ قال: قل: السلام عليك يا خلق الله.
فقام علي عليه السلام وقال: السلام عليك يا خلق الله. فقالت: وعليك السلام يا أول يا آخر، يا ظاهر، يا باطن، يا من ينجي محبيه ويوثق (5) مبغضيه.