المخطوطات العربية المصورة قطعة من شعر الجعدي (فيض الله 1662) تقع في ست ورقات فطلبت صورتها وعكفت على جمع شعره من المظان: مطبوعها ومخطوطها فإذا بها جملة حسنة تنيف على ما جمعت المستشرقة ماريا نالينو منه سواء ما نشرته في المجلد الرابع عشر من مجلة الدراسات الشرقية بنابولي أم ما نشرته بديوان مستقل سنة 1952 بروما.
تحتوي القطعة المذكورة على رائية الجعدي ومطلعها:
خليلي غضا ساعة وتهجرا * ولو ما على ما احدث الدهر أو ذرا وتقع في مائة وعشرين بيتا، وكان صاحب جمهرة أشعار العرب روى منها خمسة وسبعين بيتا.
ولامية مطلعها:
أما ترى ظلل الأيام قد حسرت * عني وشمرت ذيلا كان ذيالا وهي سبعة وثلاثون بيتا.
وفي المخطوطة بعض الشروح والتغييرات. ورغم أنها غفل من التاريخ فإني أستطيع ارجاع نسخها إلى القرن الثامن الهجري لإشارة نقل فيها ناسخها من كافية ابن مالك.
ويبدو أن هذه القطعة كانت في مجموع مخطوط فيه قصيدة لعمر بن أبي ربيعة وديوان الحادرة وديوان لقيط بن يعمر الأيادي لتشابه الخط والنقول والتقييدات كما بان لي بعدئذ، ومن المؤكد أن نسخة دار الكتب المصرية المرقمة (1845 أدب) منسوخة عن قطعتنا.
وآخر ما ظهر عن الجعدي ما أصدره المكتب الاسلامي بدمشق معنونا ب (شعر النابغة الجعدي) وهو إعادة لمطبوعة المستشرقة الإيطالية نالينو مع إضافة مقطعتين أو ثلاث. وآمل أن أدفع بالديوان إلى الطبع قريبا - بإذن الله - والله الموفق والمستعان " انتهى ".
ولا ندري هل دفع الكاتب بالديوان إلى الطبع أم لا؟
قيس بن عمرو المعروف بالنجاشي مرت ترجمته في المجلد الثامن الصفحة 457 ونزيد عليها هنا ما يلي:
يبدو أن هذا الرجل قد ختم سيرته بالسوء فقد ورد في أكثر من مصدر انه شرب الخمر في رمضان فضربه أمير المؤمنين عليه السلام مئة سوط، ثمانين للسكر وعشرين لحرمة رمضان، فلما ضربه ذهب إلى معاوية، ونال من علي عليه السلام والظاهر أن هذا هو الذي أشار إليه صاحب كتاب (الطليعة) وهو قوله:
ونسب إليه ابن أبي الحديد هناة لا تصح.
اي أن صاحب الطليعة ينكر هذه الحادثة.
كليب الجرمي.
حدث كليب الجرمي قال فيما قال: انتهينا إلى البصرة فلم نلبث إلا قليلا حتى قيل: هذا طلحة والزبير معهما أم المؤمنين، فراع ذلك الناس وتعجبوا فإذا هم يزعمون للناس انهم انما خرجوا غضبا لقمان وتوبة مما صنعوا من خذلانه، وإن أم المؤمنين تقول: غضبنا لكم على عثمان في ثلاث: امارة الفتى وموقع الغمامة وضربة السوط والعصا، فما أنصفنا إن لم نغضب له عليكم في ثلاث جررتموها إليه:
حرمة الشهر والبلد والدم. فقال الناس: أفلم تبايعوا عليا وتدخلوا في امره؟ فقالوا دخلنا واللج على أعناقنا.
وقيل: هذا علي قد أظلكم، فقال قومنا لي ولرجلين معي: انطلقوا حتى تأتوا عليا وأصحابه فسلوهم عن هذا الامر الذي قد اختلط علينا، فخرجنا حتى انتهينا إلى علي فسلمنا عليه، ثم سألناه عن هذا الامر، فقال: عدا الناس على هذا الرجل وأنا معتزل فقتلوه ثم ولوني وأنا كاره ولولا خشية على هذا الدين لم أجبهم، ثم طفق هذان في النكث فأخذت عليهما وأخذت عهودهما عند ذلك وأذنت لهما في العمرة، فقدما على أمهما حليلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرضيا لها ما رغبا نسائهما عنه وعرضاها لما لا يحل لهما ولا يصلح، فاتبعتهما لكيلا يفتقوا في الاسلام فتقاولا يفرقوا جماعة.
ثم قال أصحابه: والله ما نريد قتالهم إلا أن يقاتلوا وما خرجنا للاصلاح.
فصاح بنا أصحاب علي: بايعوا، بايعوا، فبايع صاحباي، واما أنا فأمسكت، وقلت بعثني قومي لأمر، فلا احدث شيئا حتى ارجع إليهم، فقال علي: فإن لم يفعلوا؟ فقلت: لم افعل. فقال: أ رأيت لو أنهم بعثوك رائدا فرجعت إليهم فأخبرتهم عن الكلأ والماء، فحالوا إلى المعاطش والجدوبة ما كنت صانعا؟
قال: قلت كنت تاركهم ومخالفهم إلى الكلأ والماء، قال: فمد يدك، فوالله ما استطعت أن أمتنع، فبسطت يدي فبايعته.
وكان يقول: علي من أدهى العرب.
وقال (أي علي): ما سمعت من طلحة والزبير؟ فقلت: اما الزبير فإنه يقول: بايعنا كرها، واما طلحة فمقبل على أن يتمثل الاشعار ويقول:
ألا أبلغ بني بكر رسولا * فليس إلى بني كعب سبيل سيرجع ظلمكم منكم عليكم * طويل الساعدين له فصول فقال: ليس ذلك ولكن:
ألم تعلم أبا سمعان انا * نصم الشيخ مثلك ذا الصداع ويذهل عقله بالحرب حتى * يقوم فيستجيب لغير داع (1) الكميت بن زيد الأسدي مرت ترجمته في الصفحة 33 من المجلد التاسع ونزيد عليها هنا ما يأتي:
قال الدكتور عبد المجيد زراقط:
ولد الكميت عام 60 وهو عام كربلاء، وكان قومه بنو أسد هم الذين دفنوا الحسين عليه السلام وأنصاره. ولعل كربلاء ظلت حاضرة في أذهانهم وفي أحاديثهم وفي نفوسهم فرضعها الطفل مع الحليب ولا سيما ان بني أسد لم يكونوا راضين هذه القرشية المستأثرة والمتمثلة ببني أمية. لا سيما أنه ولد لأبوين لا يملكان من حطام الدنيا شيئا.
هذه الظروف أسهمت بقوة في فرض اختيار الكميت فشب وهو يعتقد مذهبا دينيا وسياسيا واجتماعيا... وراح يدعو له بعد أن تهيا للأمر كأفضل ما يكون، ونلمس هذا من خلال الأخبار التالية:
- يقول صاحب الخزانة: " قال بعضهم: في الكميت خصال لم تكن في شاعر، كان خطيب بني أسد وفقيه الشيعة وحافظ القرآن وكان ثبت الجنان وكان كاتبا وكان نسابة وكان جدليا ".