مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ١ - الصفحة ٢٩٠
لي على الريق كل يوم ركوب * في غبار أغص منه بريقي اقصد القلعة السحوق كأني * حجر من حجارة المنجنيق فدوابي تحفى وجسمي يضنى * هذه قلعة على التحقيق " انتهى الفوات ".
وفي سنة 631 رجع الحاج إلى الحلة من بعض المنازل إذ بلغهم أن العرب الأجاودة طموا الآبار في منزل السلمان وعزموا على أخذ الحاج، فأشير على أمير الحاج بالرجوع فاستفتى بعض من كان معه من الفقهاء فافتوه بالرجوع، وأصيب الحاج بخسائر فادحة في الأرواح والأموال. فنظم علي بن البطريق قصيدة وسيرها إلى الخليفة يحرضه على قتال العرب الذين يتعرضون للحاج منها هذه الأبيات:
الكفر في الترك دون الكفر في العرب * أليس منهم إذا عدوا أبو لهب أليس منهم أبو جهل وبنتهم * عدوة المصطفى حمالة الحطب فيا امام الهدى يا من نظمت له المدائح يا ابن السادة النجب يا أيها القائم المنصور أنت ذا * حضرت وجه رسول الله لم يغب فاغز الأعاريب بالأتراك منتقما * منهم ولا ترع فيهم حرمة النسب فقد غزاهم رسول الله في حرم الله * المنيع بإذن الله وهو نبي وما رعى فيهم إلا ولا نسبا * ولم يقل ان أمي منهم وأبي ان ادعوا انهم قد أسلموا فقد * ارتدوا بمنعهم للحج عن كثب وقال عبد الله بن يعقوب بن داود: أخبرني ابني أن المهدي حبسه في بئر وبنى عليه قبة، فمكث فيها خمس عشرة سنة، وكان يدلى له فيها كل يوم.
رغيف خبز وكوز ماء، ويؤذن بأوقات الصلاة.
وقد قال له الرشيد بعد افراجه عنه: يا يعقوب بن داود والله ما شفع فيك إلي أحد، غير اني حملت الليلة صبية لي على عنقي فذكرت حملك إياي على عنقك فرثيت لك من المحل الذي كنت به فأخرجتك. وكان يعقوب يحمل الرشيد وهو صغير ويلاعبه.
يعقوب بن داود توفي في مكة سنة 187 وقيل 182.
كان أبوه داود بن طهمان واخوته كتابا لنصر بن سيار عامل خراسان للأمويين. وقد نشأ ولده يعقوب كما يقول ابن خلكان: أهل أدب وفضل وافتنان في صنوف العلم. وأول ما عرف من تشيعه انه كاتب إبراهيم بن عبد الله بن الحسن حين خرج على المنصور، ثم انتهى الأمر بمقتل إبراهيم وفوز المنصور. وكان قد بلغ المنصور مكاتبة يعقوب لإبراهيم فقبض على يعقوب وأودعه سجن المطبق. ولا يذكر ابن خلكان شيئا عن مصير يعقوب طيلة حياة المنصور سوى قوله: ولما مات المنصور وقام بالأمر ولده المهدي جعل يعقوب يتقرب إليه حتى أدناه واعتمد عليه وعلت منزلته عنده وعظم شأنه، حتى خرج كتابه إلى الدواوين أن أمير المؤمنين المهدي قد آخى يعقوب بن داود فقال في ذلك سلم الخاسر:
قل للامام الذي جاءت خلافته تهدى إليه بحق غير مردود نعم القرين على التقوى أعنت به * أخوك في الله يعقوب بن داود ومن ذلك فإننا لا نعلم هل أن المنصور كان قد أطلقه بعد سجنه أم أنه بقي سجينا حتى تولى المهدي فاطلقه ثم قربه.
ولما حج المهدي 160 اصطحب معه يعقوب ويقول ابن خلكان: " وفي سنة احدى وستين تقدم إليه بتوجيه الأمناء إلى العمال في جميع الآفاق ففعل ذلك، فلم يكن ينفذ شئ من الكتب للمهدي حتى يرد كتاب من يعقوب إلى أمينه بانفاذه ".
ولم تأت سنة 163 حتى كان يعقوب قد أصبح وزيرا للمهدي مسيطرا على شؤون الدولة سيطرة كاملة. وعلى حد قول ابن خلكان: " وغلب يعقوب على أمور المهدي كلها ".
وفي ذلك يقول بشار بن برد:
بني أمية هبوا طال نومكم * ان الخليفة يعقوب بن داود ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا * خليفة الله بين الزق والعود ويبدو مما ذكره ابن خلكان أن بشارا لم يكن مبالغا في هذا القول، فابن خلكان يقول عن المهدي، مشيرا إلى أن يعقوب كان مغريا للمهدي فيما هو فيه: " ولما عزل - أي الوزير السابق - وولى يعقوب زين له هواه فأنفق الأموال وأكب على اللذات والشراب وسماع الغناء، واشتغل يعقوب بالتدبير ".
على أن ابن خلكان يناقض نفسه في هذا الموضوع، ويذكر كلاما يدل على أن يعقوب كان يحاول أن يكبح جماح المهدي في تصرفاته، فهو يقول: " وأراد المهدي امرا فقال له يعقوب: هذا يا أمير المؤمنين السرف، فقال: ويلك وهل يحسن السرف الا باهل الشرف ".
ثم يذكر ما يدل على أن يعقوب كان متبرما من تلك الأحوال وأنه كان يؤثر التخلي عن منصبه: " وكان يعقوب قد ضجر مما كان فيه، وسأل المهدي الإقالة، وهو يمتنع ".
وروي أن المهدي حج في بعض السنين فمر بميل وعليه كتاب، فوقف وقرأه فإذا هو:
لله درك يا مهدي من رجل * لولا اتخاذك يعقوب بن داود فقال لمن معه: اكتب تحته: على رغم أنف الكاتب لهذا وتعسا لجده.
على أنه لم يمض غير قليل حتى أوقع بيعقوب ونكبه كما يأتي. وكما يحدث لكل نافذ مسيطر من حسد الناس له ووقيعتهم فيه، حدث ذلك ليعقوب، فقد أكثر أعداؤه القول فيه وذكروا المهدي بتأييده لثورة إبراهيم على أبيه المنصور، فأراد المهدي أن يختبر حقيقة ما في نفس يعقوب من الميول الشيعية.
وندع هنا لابن خلكان أن يصف لنا ما جرى. قال ابن خلكان: " فدعا - اي المهدي - به - أي يعقوب - يوما وهو في مجلس فرشه موردة وعليه ثياب موردة وعلى رأسه جارية على رأسها ثياب موردة وهو مشرف على بستان فيه صنوف الأوراد، فقال له: يا يعقوب كيف ترى مجلسنا هذا؟ قال: على غاية الحسن فمتع الله أمير المؤمنين به. فقال له: جميع ما فيه لك، وهذه الجارية لك ليتم سرورك وقد أمرت لك بمائة ألف درهم، فدعا له. فقال له المهدي: ولي إليك حاجة، فقام يعقوب قائما وقال: يا أمير المؤمنين ما هذا القول الا لموجدة وأنا أستعيذ بالله من سخطك، فقال: أحب أن تضمن لي قضاءها، فقال:
السمع والطاعة، فقال له: والله، فقال له: والله فقال له: والله، فقال له:
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة - آتش حيدر علي فيضي - آصف الدولة - إبراهيم شرارة 5
2 إبراهيم العلوي بن حسين - إبراهيم مجتهد - أبو الحسن شمس آبادي - أبو الفضل الطهراني - أحمد القزويني بن السيد حميد 10
3 أحمد آل كاشف الغطاء - السيد أحمد الخونساري - أبو العلاء المعري 12
4 أحمد بن منير الطرابلسي 15
5 إسماعيل الصفوي 18
6 أفضل الدين الكاشاني 19
7 أسامة بن منقذ - انشاء الله خان - أنيس 21
8 باقر كاشف الغطاء - باقر أمين الورد - باقر سماكة بن الشيخ محمد - باقر عبد الغني - بدران المزيدي 22
9 البرسيين - بزرك أبو الحسن علوي 23
10 تقي الشيخ راضي - توفيق الفكيكي - جابر الشكري بن عزيز - جرأت - جعفر الخليلي 24
11 جعفر همدر 25
12 جواد علوش - جون 28
13 حبيب بن محمد - حسن علي نجابت - حسين الخادمي - ابن سينا 30
14 حسين القزويني 35
15 حسين معتوق - أبو نواس الحسن بن هاني 36
16 حسن البحراني 40
17 الحسين بن نما الحلي 41
18 حيدر الآملي 42
19 حيدري - خضر المهراني - خضر الطائي - الخطاطون في العهد الصفوي 43
20 الخليل الفراهيدي 46
21 خليل مغنية 47
22 خليل ياسين 48
23 دبير - دبيس المزيدي - دعبل الخزاعي 50
24 رجل من بني ليث - ذو فقار الدولة - راضي آل ياسين 51
25 رضي ذو النوري - راغب حرب - رحيم آرباب - زاير البرسي - سبط الحسن الجايسي - سعد صالح 52
26 سعيد نفيسي - سكينة بگم - سليم حيدر 53
27 سليمان عبد الجبار - سودا - شاكر هادي شكر - شهدة - صادق شفق 56
28 صادق الفحام - صالح الشهرستاني - صدر الدين الصدر 58
29 صدر الدين شرف الدين - صدر الدين الدهلوي - صفي 59
30 الضحاك المشرفي - ضياء الدين الخالصي - ضياء الدين العراقي 60
31 طاهر بن يحيى - طه باقر - الطفيل - طلائع بن رزيك 61
32 ظالم بن عمرو أبو الأسود الدؤلي 62
33 ظالم بن شراق - عابس الشاكري - العباسيون 64
34 عارف الحر 79
35 عباس اقبال 80
36 عباس أبو الحسن 81
37 عباس القمي - عباس الشيرازي - عباس القرشي 82
38 عباس الهمداني 83
39 عبد الحسين دست غيب - عبد الحسين الأميني - عبد الحسين الحلي 84
40 عبد الحسين نور الدين 85
41 عبد الرؤوف الأمين 86
42 عبد الرضا صادق 89
43 عبد الرضا المطبعي - عبد العزيز بن البراج 91
44 عبد الصاحب الحكيم - عبد الكريم الخليل 97
45 عبد الكريم بن طاووس - عبد الكريم الهاشمي - عبد الله الجزائري 100
46 عبد الله التستري - عبد الله الشيرازي - عبد الله الكلبي - عبد الله الطائي 101
47 عبد الله وعبد الرحمن الغفاريان - عبد الله أحمديه 102
48 عبد الله الشيرازي - عبد الله الصائغ 103
49 عبد الله بن سلمة - عبيد الله الكوفي - عبد المطلب الحلي 106
50 عبد المطلب الأمين 107
51 عبد المهدي مطر 112
52 عبد الله الجعفي - علي إبراهيم 115
53 علي رضا عباسي 117
54 علي أكبر دهخدا 119
55 علي أكبر نواب - علي الأنصاري الشيرازي - سيف الدولة علي بن حمدان 121
56 علي بن عبد الله بن العباس - علي البحراني - علي النوري 124
57 علي آل شبانة - علي البهبهاني - علي الشيرازي 125
58 علي بن الحسن شميم الحلي 126
59 علي بن حمدون - علي المراغي - علي الهمذاني 127
60 علي الميبدي - علي الخياباني - علي الأبزري - علي نياز - عطية الكوفي - عمرو الأنصاري - عمر الصيداوي - غالب 128
61 غلام رضا سرخي - فاضل الجمالي 129
62 فؤاد عباس 148
63 فتى من أهل الكوفة - الفضل بن جعفر - الفضل بن الزبير الكوفي 149
64 القاسم بن معية - القاسم بن مظاهر - قيس النابغة الجعدي 154
65 قيس النجاشي - كليب الجرمي - الكميت 155
66 لطف الله العاملي 160
67 لطف الله البحراني - ماجد الصادقي - عضد الدين المبارك الأسدي 162
68 مجيد العطار 163
69 محمد بن أبي بكر الهمذاني - محسن جمال الدين - محسن الموسوي - محمد أبو نصر الفارابي 164
70 محمد أبو النديم 174
71 محمد بن إدريس الحلي 178
72 محمد باقر - محمد حسين الكازروني - محمد الحسيني - محمد المتخلص - محمد الشيرازي - محمد معصوم - محمد الكازروني الطبيب - محمد الدهدار الشيرازي - محمد نصير الدين 179
73 محمد مهدي حجاب الشيرازي - محمد بن يوسف الشيرازي - محمد بن الحسين الشيخ البهائي 180
74 محمد الغفاري كمال الملك 181
75 محمد باقر الدهلوي - محمد صادق بحر العلوم - محمد بهشتي 183
76 محمد تقي بهار 184
77 محمد الحجة - محمد جمال الهاشمي 185
78 محمد حرز الدين - محمد الخليلي 186
79 محمد حسن الحكيم 187
80 محمد أبو جعفر الطوسي 188
81 محمد تقي الآملي 199
82 محمد جواد باهنر - محمد حسين آزاد - محمد الطباطبائي - محمد رضا الشبيبي 200
83 محمد رضا القمي - محمد شريف خان - محمد مفتح - محمد بن الأبار 204
84 محمد الشويكي 205
85 محمد شرارة 206
86 محمد حسين الشهرستاني 210
87 محمد صادق نشأت - محمد رضا شرف الدين 211
88 محمد آل شبانة - محمد صدوقي 212
89 محمد الأردوبادي - محمد علي بري - محمد الشيباني 213
90 محمد علي خاتون - محمد الصاحبي - محمد الجزائري - محمد المدرسي 218
91 محمد المعصومي - محمد بن طباطبا - محمد جواد - محمد ناصر 219
92 محمد علي اليعقوبي 221
93 محمد بن عمر الكشي - محمد قسام - محمد قطب شاه 222
94 محمد قلي قطب شاه - دول الهند الشيعية - محمد كال شعيب 223
95 محمد المقدادي القمي 225
96 محمد بن المبارك الكرخي - محمد نصير الدين الطوسي 228
97 محمد بن مكي الشهيد الأول - محمد الجبي 237
98 محمد هاشم الأشكوري 240
99 محمد بن هاني الأندلسي 241
100 محمد يوسف مقلد 243
101 محمد بن المبارك الكرخي 244
102 محمد مهدي البصير 245
103 محمود بن الياس الشيرازي - محمود الحبوبي 246
104 محمود الحمصي 249
105 محمود الشاهرودي - محمود الطالقاني - محمود بن مسعود الشيرازي - محيي الدين شمس الدين 250
106 مرتضى مطهري - مزيد المزيدي - مصطفى جواد 252
107 معاذ بن مسلم الهراء - المقداد السيوري - مهيار الديلمي 253
108 موسى الزين شرارة 268
109 موسى سيار الشيرازي - مير أمين - مير حسن - مير آبادي 270
110 ناسخ - ناصر الدين الشيخ راشد - نصر الخبز أرزي 271
111 نصير الدين ناصر العلوكي 272
112 ناصيف النصار 274
113 نصر بن علي الحلي - نصير الدين المنازي - نظير - نواب صفوي 280
114 النوار ابنة مالك - هادي النحوي - هادي كمال الدين - هاشم معروف الحسني 283
115 هبة الله بن علي - ابن الشجري 284
116 ورام الحلي - يحيى القرشي - يزدن التركي 285
117 يزيد بن قيس - يزيد بن زياد الكندي - يزيد بن مفرغ 286
118 يحيى بن البطريق 289
119 يعقوب بن داود 290
120 يوسف بن المطهر - يوسف رجيب - يونس الأردبيلي - الأمويون والإسلام والعروبة 291
121 الشيعة يحمون العالم الإسلامي 296
122 الحجاج بن يوسف 299
123 كلمة الختام 301