داود، بدون ترديد وصنعه مترددا جمع، منهم السيد التفريشي والمامقاني والزنجاني والخوئي وقد عاد هؤلاء الأعلام فعنونوا له ب " الفضيل ".
كما ورد مصحفا - كذلك - في بعض أسانيد الكتب مثل: أمالي الشيخ المفيد وإرشاد العباد له، ومقاتل الطالبيين للأصفهاني.
كما ظهر أن ما ورد في مطبوعة " الفهرست " لابن النديم بعنوان " فصل " بالصاد المهملة خطا واضح.
وقد ضبط طابع كتاب الرجال للبرقي اسمه هكذا " فضيل " بضم الفاء الموحدة وفتح الضاد المعجمة على صيغة تصغير " رجل ".
اسم أبيه ونسبه (الزبير) كذا ذكره البرقي في رجاله وكذلك الكشي وابن النديم والشيخ الطوسي و غيرهم.
وقد ضبطه طابع رجال البرقي هكذا " الزبير " بضم الزاي وفتح الموحدة على زنة " رجيل " مصغرا، لكن الشيخ المامقاني عند ترجمة ابنه ضبطه هكذا:
" الزبير " بفتح الزاي، وكسر الموحدة، على زنة " شريف " الصفة المشبهة وكذلك جاء هذا الضبط بالحركات في " مقاتل الطالبيين ".
ولم يذكر الشيخ المامقاني ما يرشد إلى وجه هذا الضبط، وما ورد في مطبوعة رجال البرقي من الضبط هو المألوف وهو الظاهر من علماء الأنساب، حيث ذكروا أبا أحمد الزبيري في عنوان المنسوب إلى " زبير " بضم الزاي وفتح الموحدة، فلاحظ " تبصير المنتبه ". لابن حجر، وأنساب السمعاني.
وقد ذكر السمعاني نسبه هكذا: " الزبير بن عمر بن درهم " كما سيأتي في ترجمة حفيده.
نسبته " الرسان " كذا نسبه البرقي والكشي وابن النديم والطوسي، قال المامقاني في ضبط الكلمة: " الرسان: بالراء المهملة المفتوحة والسين المهملة المشددة والألف والنون، المراد بائع الرسن، وهو زمام البعير، ونحوه أو صانعه ".
وقد رسمت الكلمة في رجال العلامة: الرساني بإضافة ياء النسبة، قال المامقاني: " ولم أجد له معنى صحيحا والظاهر أنه تصحيف، كما أن ما جاء في مطبوعة طبقات ابن سعد - في ترجمة ابن أخي الفضيل وهو: " الرماني " بالميم كالنسبة إلى الرمان، تصحيف أيضا، وصحفت الكلمة " ب الريان " بالياء المثناة بدل السين.
" الكوفي " نسبه الشيخ الطوسي كوفيا، والوجه فيه أنه من أهل الكوفة كما يظهر من بعض رواياته وتراجم أخيه وابن أخيه.
" الأسدي " كذا نسبوه هو وأخاه وابن أخيه والنسبة إلى قبيلة " بني أسد " الشهيرة بالكوفة وحواليها، لكن صرح كثير من الرجاليين وأهل الأنساب بان آل الزبير لم يكونوا من صلب العشيرة، وإنما كان ولاؤهم في بني أسد، قال الطوسي في ترجمة الفضيل: " الأسدي مولاهم " وقال ابن سعد في ترجمة ابن أخيه: " مولى بني أسد ".
أخوه يقترن اسم الفضيل باسم أخيه أو ابن أخيه في أكثر من مورد في كتب الرجال والتراجم والفهارس وقال الكشي: " قال محمد بن مسعود: وسألت علي بن الحسن، عن فضيل الرسان؟ قال: هو فضيل بن الزبير، وكانوا ثلاثة إخوة: عبد الله وآخر ".
والملاحظ أنهم يذكرون اسم أخيه عندما يكون الحديث عن الفضيل، ولم نجد موردا كان الحديث فيه عن أخيه فذكر فيه اسم الفضيل، وهذا يشير - من بعيد - إلى أن الأخ كان أعرف منه بحيث يعرف الفضيل به، نعم ذكر الفضيل في ترجمة ابن أخيه، معرفا له كما سيأتي.
قال أبو الفرج الأصفهاني: كان عبد الله بن الزبير من وجوه محدثي الشيعة، روى عنه عباد بن يعقوب - الرواجني المتوفى 205 - ونظراؤه، ومن هو أكبر منه.
أقول: روى عن عبد الله بن شريك العامري وعنه موسى بن يسار، وروى عن صالح بن ميثم، وعنه بشر بن آدم في رواية أوردها كل من الكنجي والحسكاني وابن عساكر وابن المغازلي، لكن اسم المروي عنه " صالح بن رستم " في الأخير.
وكان عبد الله بن الزبير شاعرا، ومن شعره:
1 - عن " أنساب الأشراف " للبلاذري، في قصة تعذيب عبد الله بن الزبير بن العوام أخاه عمرو بن الزبير، وهي طويلة، جاء في آخرها: فقال ابن الزبير الأسدي:
فلو أنكم أجهزتمو إذ قتلتمو * ولكن قتلتم بالسياط وبالسجن جعلتم لضرب الظهر منه عصيكم * تراوحه والأصبحية للبطن 2 - وهو القائل في رثاء مسلم بن عقيل رضي الله عنه وهانئ بن عروة رحمه الله:
فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري * إلى هانئ في السوق وابن عقيل في أبيات عديدة.
3 - وعن مصعب في " نسب قريش " أنه ذكر: أول من جاء بنعي الحرة الكردوس بن زيد الطائي، قال ابن الزبير الأسدي:
لعمري لقد جاء الكردوس كاظما * على خبر للمسلمين وجيع ومن المحتمل أن يكون قائل هذه الأبيات شاعرا آخر بهذا الاسم، ولا بد من المزيد من التحقيق.
وقد عنون له بعض الرجاليين.
وعبد الله كان من مناضلي الزيدية، حضر القتال مع الشهيد زيد رحمه الله، قال الكشي - في حديث عن عبد الرحمان بن سيابة - قال: دفع إلي أبو عبد الله عليه السلام دنانير، وأمرني أن أقسمها في عيالات من أصيب من عمه زيد، فقسمتها، قال: فأصاب عيال عبد الله بن الزبير الرسان، أربعة دنانير.
وروى الشيخ المفيد هذه الرواية عن أبي خالد الواسطي، قال: سلم إلي أبو عبد الله عليه السلام ألف دينار... وذكر نحوه، ولعلها واقعة أخرى غير ما جرى على يد عبد الرحمان بن سيابة.
وقد ذكر العلامة الحلي بعد نقل الرواية: إن هذه الرواية تعطي أنه كان زيديا وسيأتي مناقشة هذه الجهة في عنوان " مذهبه ".
أقول: كون عبد الله هو المستشهد مع زيد، هو المشهور، والمفهوم من هذه الروايات أنه أصيب معه، لكن أبا الفرج الأصفهاني ذكر في المقاتل ما يدل على أن عبد الله بن الزبير بقي إلى زمان محمد بن عبد الله النفس الزكية، الذي