هذين الاحتمالين ممكنان.
فيما يلي أسماء بعض الرجال الذين قد يمكن أن يكونوا من هذه العائلة:
1 - إبراهيم بن محمد أبو إسحاق التميمي قاضي البصرة. الذي أشرنا إليه من قبل وهو شقيق إسحاق واحد صاحب الفهرست.
2 - إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم التميمي وهو ابن إسحاق بن إبراهيم.
3 - أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الموصلي المعروف ب (وسواسة) وهو يروي عن والده وجده عن مخارق تلميذ إبراهيم الموصلي. أما حماد والفضل وطيآب وإبراهيم أبناء إسحاق بن إبراهيم فقد جاءت أسماؤهم مرارا في الأغاني والمصادر والمآخذ الأخرى.
النتيجة أن محمد بن إسحاق صاحب الفهرست هو من ذرية إسحاق بن إبراهيم الموصلي المغني النديم وهو لا يدري أو لم يكن يريد أن ينتسب إليه. إن أسرته كانت معروفة في بغداد وقد اشتهرت باسم (النديم أو بن النديم) وبسبب أن محمد بن إسحاق جد صاحب الفهرست كان قد ذهب من بغداد فإن سلسلة الذرية قد انقطعت ولكن اسم الأجداد بقي في سلسلة الذرية.
هل ابن النديم إيراني الأصل؟
الآن إذا كانت استطاعاتنا عن أسرة ابن النديم صاحب الفهرست صحيحة فإنه يمكن أن يستنتج منها أنه كان إيراني الأصل مثل جده إبراهيم الذي كان يغني بالفارسية والعربية.
لقد قومنا ما كان عندنا من معلومات والآن على المحققين أن يتابعوا البحث للوصول إلى النتيجة القاطعة. (1) محمد بن إدريس الحلي ذكر في المجلد التاسع الصفحة 120 ونزيد هنا ما ترجمه به صاحب كتاب (تاريخ الحلة) قال:
كان أصوليا بحتا ومجتهدا صرفا، له اثر كبير في تاريخ الفقه الشيعي، فقد ثار في وجه السائد بين فقهاء عصره من العمل بخبر الآحاد، وفتح باب الطعن على الشيخ أبي جعفر الطوسي جده من قبل الام، وندد بأقواله، وأبدى من الجرأة الفكرية تجاه فقهاء عصره امرا عجيبا فتعرض بذلك لسهام نقدهم، ولم يثنه كل ذلك عن عزمه، وكان يقصد من تلك المناوأة فتح باب الاجتهاد، فقد كاد أن يقضى على روح الاجتهاد ولم يبق منه الا رمق. فإن الفقهاء من بعد عصر الشيخ الطوسي كاد أن يتلاشى منهم روح الاستنباط والاجتهاد والتفريع، ذلك لاعتقادهم بالشيخ الطوسي وحسن ظنهم به. تأمل ما قاله السيد رضي الدين بن طاووس في كتابه (البهجة لثمرة المهجة) قال: " أخبرني جدي الصالح ورام بن أبي فراس ان سديد الدين محمودا الحمصي حدثه أنه لم يبق للامامية مفت على التحقيق، بل كلهم حاك. ثم قال السيد عقيب هذا الكلام: فقد ظهر لك الآن ان الذي يفتى به ويجاب على سبيل ما حفظ ".
وقد أكثر فقهاء عصر ابن إدريس ومن تأخر عنهم الطعن في أقواله، وممن طعن فيه سديد الدين الحمصي، قال فيه: أنه مخلط لا يعتمد على تصنيفه (2) والمحقق الحلي، والعلامة الحلي ويعبر عنه في بعض مصنفاته بالشاب المترف. (3) قال فيه صاحب أمل الآمل: " وقد اثنى عليه المتأخرون، وعلى كتابه السرائر، وعلى ما رواه في آخره من كتب المتقدمين وأصولهم ". وقال فيه الحسن بن داود الحلي في كتابه الرجال: أنه كان شيخ الفقهاء بالحلة، متقنا للعلوم كثير التصانيف لكنه اعرض عن اخبار أهل البيت بالكلية.
وقال فيه صاحب لؤلؤة البحرين: " هو أول من فتح باب الطعن على الشيخ الطوسي، والا فكل من كان في عصر الشيخ أو من بعده انما كان يحذو حذوه غالبا إلى أن انتهت النوبة إليه ".
يروي ابن إدريس عن عربي بن مسافر والحسن بن رطبة السوراوي وأبي المكارم حمزة الحسيني، ويروي بالواسطة عن خاله أبي علي ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي، وعن أم أمه بنت مسعود بن ورام، وكانت امرأة صالحة فاضلة مجازة بالرواية.
ثم يقول صاحب " تاريخ الحلة ": ذكر أرباب التراجم أن أم الشيخ ابن إدريس كانت بنت الشيخ الطوسي وانها كانت مجازة من قبل أبيها، وان ولدها صاحب الترجمة كان يروي عنها، وهذا لا يستقيم فان الزمن الذي كان بين وفاة الشيخ الطوسي وولادة المترجم له نيفا وثمانين سنة. ولكن يمكن أن تكون أمه بنت بنت الشيخ الطوسي " انتهى " وقال السيد مهدي الروحاني:
اثرت عظمة الشيخ أبو جعفر الطوسي وكثرة تلاميذه من الكبار والصغار في أن لا يتجرؤوا على مخالفته في فتاواه مدة من الزمن. فظهر ابن إدريس الحلي رحمه الله صاحب كتاب السرائر فناقش الشيخ الطوسي في عدة من فتاواه وقسم الفقهاء بعد الشيخ إلى محصلين واتباع ويسميهم بالمقلدة، وهذا وإن كان فيه بعض الاغراق الا أنه كان لثورته هذه اثر جيد، وذلك لأن الفقهاء بعد ابن إدريس وان لم يتبعوا آراءه خصوصا في رأيه الأصولي الذي يقول بعدم حجية الخبر الواحد، ولكنه جعلهم مستقلي الرأي والنظر يكثرون من التأمل في الأدلة، وبذلك كله نضج الفقه فقه أهل البيت عليهم السلام بما فيه من المأثورات الكثيرة وبما فيه من المسائل المجمع عليها وما هو غير مجمع عليه فظهر الصحيح من الروايات وغيرها في الأغلب.
مؤلفاته كتاب السرائر في الفقه. كتاب التعليقات وهو حواشي وايرادات على التبيان للشيخ الطوسي، كتاب يشتمل على جملة أجوبة مسائل كان قد سئل عنها.
عمره ووفاته قال صاحب روضات الجنات: والذي رأيته في البحار من خط الشهيد رحمه الله هكذا: قال الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الامامي العجلي: بلغت الحلم سنة 558.
وجاء في وفيات العلماء للكفعمي: " يقول ولده صالح: توفي والدي