فقلت رفاقي داؤنا اليوم معضل * فلا نظمنا يجدي ولا النثر ينفع بنا داء خلق باحتياج لمبضع * وما عندنا " للخلق " آس ومبضع وحكام هذا العهد بالاذن منهم * على عدم الاصغاء للقول اجمعوا أصموا عن الشكوى الجريئة سمعهم * فليس سوى المدح المزيف يسمع فكم شاعر أطراهم لا لأنهم * كرام وابطال وصيد كما ادعوا ولا هو غر ليس يدري بأنهم همو دمروا أرض المعاد وضيعوا ولكنه هو لرشح أكفهم * يموء وفي وصل الوظيفة يطمع ذليل إذا ما قيل في الصين ظالم * يطأطئ في لبنان هاما ويركع له الويل من يطري أبا لقوم ثائر أبي تغنيه القوافي فتبدع فها هو لبنان الحبيب كما يرى * على الصحب والأنصار فئ موزع غدا ضرع شاة رغم أنف أباته * وأحراره فيه المحاسيب ترضع تقاسمه الاقطاع فهو فريسة * تمزقه ذئبانهم وتقطع أذلوا بنيه بعد عز فكلهم * أخو حاجة في بابهم يتسكع لقد خدعونا والكريم بطبعه * وأن كان أذكى الناس بالناس يخدع فقلنا بهم ما لم يقله فرزدق * ودعبل قدما بالكرام ومربع وسرنا وإياهم نعب من المنى * كؤوسا كصهباء المدام ونكرع ونبني علالات الأماني رفيعة * ونغرس آمالا كبارا ونزرع غداة لنا " الأبواق " قالوا بأنهم * على سحق أعداء التحرر اجمعوا وان طبول الحرب منهم بقدسنا * لتطهيرها من غاصبيها ستقرع فهذي فلسطين - بفضل جهادهم - * لأعدائها دار وربع ومرتع تشرد اهلوها واخلوا مرابعا * تبللها منهم دماء وأدمع فللنار أكل دورها وقصورها * فانى أجلت الطرف قفر وبلقع " وللتائه المنبوذ " بعد حماتها * - ربوع العلى - فيها مقيل ومربع لقد نال منها فوق ما كان يشتهي * ويبغي عدو من عدو ويطمع شفى حقده منها وها هو نحونا * بمقلة ذئب جائع يتطلع ونحن - بحمد الله - ما زال شملنا * تهدمه اهواؤنا وتصدع وحكامنا بالرغم مما أصابنا * وما مثل الأعداء فينا وفظعوا وبالرغم من عار على الدهر والمدى * لبسناه بردا ضافيا ليس ينزع تواصوا ولكن بالخصام فكلهم * لصاحبه أفعى تدب وتلسع فلم تجمع الشمل المصيبة بينهم * ولم يسمعوا أن المصيبة تجمع ولم يذكروا تلك الوعود وقولهم * لمن طوردوا منا وضيموا وروعوا وزجوا بأعماق السجون كأنهم * جناة وعبوا كل صاب وجرعو غدا ينجلي هذا الظلام وشمسكم * تلوح - كما يهوى الكرام - وتسطع ويصبح كالفردوس لبنان بهجة * ونحن بها الأبرار نجني ونرتع فراحت قوافينا تشيد بمدحهم * وتهجو الذي يهجوهم وتقرع ولكنهم لما دنا الحكم منهم * وفوق الكراسي في القصور تربعوا لووا دوننا جيدا وعن ما يسيئنا * ويشمت اعدانا بنا ما تورعوا فعدنا لعهد الانتداب وأهله * نحن وندعو لو يعود ونضرع لئن ضاع حر الرأي والقول عنده * فها هو في " عهد الكرامة " أضيع وإن رفعت فيه الجواسيس للذرى * فها هي في عهد " المجاهد " ارفع وإن شفعت قدما لديه بخائن * فها هي في أحرارنا اليوم تشفع فلو دام فينا ما تكشف سترنا * ولاكثر المهجو بنا والمقرع ولا أبصر الشعب المغرر أوجها * مشوهة كانت به تتقنع بدونا لدن ولى بانت عيوبنا * كوجه دميم كان يخفيه برقع موسى بن يوسف سيار الشيرازي المشتهر ب (أبو ماهر الشيرازي) من كبار الأطباء في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع الهجريين، ومن تلاميذه علي بن عيسى الأهوازي مؤلف كتاب (كامل الصناعة).
للمترجم من المؤلفات: (1) رسالة في الآداب الجراحية (2) كتاب الأربعون بابا في الاجزاء النظرية والعملية (3) تعليقات على كتاب الاغلاقين (4) مقالة في الفقه وغير ذلك.
مير أمين ولد في دهلي وتوفي في كلكته سنة 1217.
من أدباء الهند: أديب بارع وكاتب عظيم، له على الأدب الهندي فضل خالد، وكتابه (باغ وبهار) (1215) لا يزال يقرأ ويدرس ويطبع. منهجه خطابي وحديثي عام، خال من الصناعات البديعية، وهو قصة وفي ذيل القصة إشارات إلى حياة العامة وتقاليد الأسرة وآداب الشيعة، وقد ترجم إلى عدة لغات أوروبية.
ومن مؤلفاته الكثيرة كتاب (كنج خوبي) وهو ترجمة اخلاق محسني الفارسي.
(مير حسن)، غلام حسن بن مير ضاحك ولد في حدود سنة 1140 في دهلي وتوفي سنة 1201 في لكنو.
اشتهر بمير حسن لذلك ترجمناه في حرف الميم لأنه لا يعرف بغير هذا اللقب.
من اشهر شعراء الهند ويعتبر شاعر الغزل والقصيدة والمثنوي، ولكن لقصته المنظومة رواج خاص وهي مشهورة بسحر البيان ولا مثيل لها في اللغة الأردوية. وصناعة مير حسن هي في حسن لفظها ولطافة معناها وبداعة نسجها. انه حكاية عصره المترف، انه يحرك صور ما حوله من المرايا الجميلة وحفلات الأمراء ومهرجانات الملوك وحياة قصور السلاطين، فإذا تطلعت إلى مثنوية رأيت الصور المتحركة الناطقة.
وإذا كان الشاعر مير تقي نسيج وحده في الغزل وميرزا (سودا) نسيج وحده في القصيدة فإن مير حسين نسيج وحده في المثنوي (راجع ترجمتي مير تقي ومير سودا في محلهما من هذا المجلد).
(مير) محمد تقي اكبرآبادي ولد سنة 1136 وتوفي سنة 1225 في لكنو (الهند).
من الاصطلاحات اللغوية الهندية ما اطلق في فترة من الفترات على اللغة الهندية اسم (الريختة) اي المزيج ويعتبر المترجم شاعر الريختة، وشعره من نوع السهل الممتنع، يقرأ ويفهم ويستحسن، وهو شاعر الغزل الرشيق الرقيق. في شعره أنين المغرمين وحنين العشاق ومرارة العيش وألم الحياة، يؤثر في النفس ويفعل في القلب فيشاركه القارئ أشجانه وآلامه، ولذا يطلقون على هذا الشاعر لقب (شاعر الآه) اي شاعر التأوه.
في كلياته (اي مجموعة أشعاره) عدا الغزل، مدائح الأئمة ومراثي الحسين عليه السلام وكل فنون الشعر.
وله كتاب في سيرته الذاتية (ذكر مير). وكتاب الشعر والشعراء باسم