محمد قلي قطب شاه الخامس أحد ملوك الدولة القطبشاهية في الهند. مرت ترجمته في المجلد العاشر الصفحة 41 ونزيد عليها هنا ما يلي:
هو الذي ارتفع باللغة الأردوية إلى ما وصلت، وقد كان شاعرا فكان ديوانه الشعري أول ديوان بهذه اللغة، ثم أخذ يقرب شعراءها ويغدق عليهم الجوائز، فاستطاع أن يرسي قواعدها ويجعل منها لغة شعر وأدب بعد أن كانت لغة تخاطب فقط.
ومن تأثيره أنه أخذ ينظم الشعر في مدائح أهل البيت عليهم السلام ومراثيهم، ويتفنن في الحديث عن بطولة الحسين عليه السلام ووقعة كربلا، وأخذ الشعراء يتبعون أثره في النظم مدحا لآل البيت ورثاء للحسين، ومن شعراء عاصمة محمد قلي وما يليها نستطيع أن نعد كلا من: غواصي وابن نشاطي وفائز وبحري وأشرف وولي وكلهم من شعراء مراثي الحسين عليه السلام ولهم كما لمعاصريهم المجاميع العديدة الكبيرة والصغيرة المختصة برثاء الحسين وأهل بيته، وليس لأحد غيرهم ما يمكن ان يسمى ديوانا في تاريخ الأدب الأردوي في ذلك العصر.
ومن هنا يبدو فضل الشيعة لا سيما المترجم على اللغة الأردوية التي أصبحت بفضلهم من أرقى اللغات العالمية (راجع آصف الدولة).
دول الهند الشيعية القطب شاهيون:
ولد محمد علي قطب شاه في همذان وسافر في غضارة الشباب إلى الهند ولازم حاكم (الدكن) واستزاد في العزة والمقام يوما بعد يوم لما كان يتمتع به من النشاط حتى لقب بعد مدة بلقب (قطب الملك) وأصبح عام 918 ه حاكم منطقة الدكن، وكان قطب شاه من تلامذة صفي الدين الأردبيلي، وحين أعلن الشاه إسماعيل المذهب الجعفري رسميا للدولة في إيران، تبعه في ذلك قطب الملك في الهند وعمل على نشره والتبليغ عن التشيع سعيا بليغا، وهاجر على عهدهم جمع من إيران إلى الدكن وعملوا على نشر الاسلام والتشيع. وكان أحد كبار الشخصيات العلمية التي هاجرت من إيران إلى الهند على عهد القطب شاهيين هو المير محمد مؤمن الأسترآبادي، واستمر هذا العالم مدة خمسة وعشرين عاما في منصب (وكيل السلطنة) يعمل في نشر الاسلام والتشيع الكثير، وكان يعتبر متبحرا في أكثر العلوم العقلية والنقلية على عهده بل كان من اعلم العلماء في عصره. واستمر القطبشاهيون في حكم هذه المنطقة قرنين من الزمن، ولهم تاريخ في ذلك طويل مفصل (1).
العادل شاهيون:
كان مؤسس هذه الأسرة يوسف عادل شاه الإيراني الساوجي، فقد ولد في مدينة ساوة قرب قم، وسافر إلى الهند في عنفوان الشباب ودخل في خدمة حكام بيجابور وتملك السلطة في هذه الناحية بعد مدة وعرف باسم عادل شاه الساوجي. وكان العادلشاهيون شيعة ولهم السعي الكثير في سبيل تبليغ الاسلام ونشر التشيع في الهند، وفتح عادل شاه كثيرا من مناطق الهند المركزية التي كانت بأيدي الوثنيين ونشر فيها الاسلام والتشيع.
وكان في جيشه على الدوام جماعة من العلماء الأعلام من إيران والعراق ومن المدينة المنورة، وكان هؤلاء يشرفون على الأمور الدينية في العسكر والبلاط، وكان أكثر الأمور الحكومية والسياسية في أيدي الإيرانيين.
ولهؤلاء الملوك المسلمين تاريخ طويل (2).
النظام شاهيون:
كان مؤسس هذه الأسرة رجلا هنديا اسمه تبمابهت أصبح أسيرا لدى المسلمين في عهد السلطان احمد شاه البهمني، فوجده السلطان ذا ذكاء وفطنة ودهاء واستعداد وقريحة، فوهبه لابنه محمد شاه وبعثه معه للدراسة في المدارس، فتعلم هذا الهندي الخط العربي واللغة الفارسية بمدة قليلة ولقب بالملك حسن البحري، وتوصل أخيرا إلى الحكم بما يطول ذكره، وتشيع بعد تملكه السلطة وسعى في نشر الاسلام والمذهب الشيعي سعيا بليغا.
وكان أكثر رجال بلاطة وحكومته وأكثر الشخصيات الدينية لدولة النظام شاهيين من الإيرانيين، وكان الإيرانيون هم الذين يديرون الأمور السياسية والدينية في الدولة. والملك شاه طاهر الهمذاني الدكني سافر على عهد هؤلاء إلى الهند، وكان هذا من مؤيدي الشاه إسماعيل الصفوي ثم خالفه وكاد ان يقتل على ذلك فتخفى ودخل الهند هاربا من الصفويين وعاش في بلاط النظام شاهيين معظما محترما حتى توصل إلى الحكم بنفسه.
وقد خدم هذا الرجل " شاه طاهر " في الهند خدمة هامة، فقد تربى على يديه علماء كثيرون في مختلف الفنون والفروع الاسلامية، وكانت حوزته العلمية احدى كبريات الحوزات العلمية في الهند (3).
محمد كامل شعيب ابن الشيخ وهبة المعروف بالعاملي ولد في قرية الشرقية (جبل عامل) سنة 1890 م وتوفي سنة 1980 م في صيدا ودفن فيها.
تلقى مبادئ القراءة والكتابة في الشرقية، ثم دخل مدرسة المقاصد الخيرية في صيدا ثم المدرسة الرشدية فيها، بعد أن كان والده قد انتقل إليها وسكنها.
تلقى علوم اللغة العربية على الشيخ موسى مغنية والسيد محمد إبراهيم.
وفي العام 1924 أصدر جريدة العروة الوثقى أسبوعية، كما كان قد شارك في اصدار جريدة الاتفاق أسبوعية أيضا، ولم تطل مدة صدور الجريدتين كما أصدر في تلك الفترة ديوانا صغيرا باسم (الحماسيات). وطبع له بعد وفاته ديوان شعري كبير باسم (البحار) في مجلدين.
ومما أضاع عليه ما تستحقه شاعريته وأدبه من تقدير معاصريه أنه كان مهووسا بالحديث عن المناصب العليا إلى حد الشطط... والا فقد كان في الطليعة من أدباء النهضة لا سيما في جبل عامل.
ويبقى للأجيال المقبلة التي لم تعاصره أن تنصفه وتضعه في المكان الذي تؤهله له مواهبه الشعرية والنثرية بعد أن لا يبقى لتلك الأجيال الا ما تعرفه عن تلك المواهب.
وكان يتميز في نظم الشعر بحضور البديهة وسرعة الخاطر.