كان خطيبا جريئا صداعا بالحق مناصرا لكل عامل مخلص أوله من المؤلفات كتاب الإمامة والأئمة (مطبوع) وثلاثة كتب لا تزال مخطوطة. وله شعر منه:
قوله في مدح أمير المؤمنين عليه السلام من قصيدة:
بسرك صنو المصطفى يدفع الضر * وفيك لنا السلوى إذا استفحل الأمر وفي آلك الغر الميامين عصمة * إذا ما دهانا معضل وطغى عسر ففيكم لمن يبغي الوقاية جنة * من الغم والعاني له الغوث والذخر وأنتم لمن يشكو الخصاصة وفره * وأنتم لذي كسر إذا مسه جبر وأنتم لوراد الشريعة منهل * ترقرق من حافاته النور والتبر أبا حسن يا خير من وطئ الثرى * وخير بدور حلقت فيهم فهر لئن كان غيري يكتم الحب خشية * فديني باثراء المديح لك الجهر وان كان يوما قد أعد ذخيرة * فأنت لي المأوى وأنت لي الذخر فأنى تبارى بالفضائل والعلى * وللمصطفى قد شد في بأسك الأزر وأنت لواء الله في كل موقف * يرفرف فوق المسلمين به النصر ومن قصيدة في رثاء الشيخ حسين مغنية المتوفى سنة 1359:
تقوض للهدى منه البناء * أم احتجبت عن الدنيا ذكاء أم الندب الحسين قضى فعجت * لعظم الخطب بالندب السماء لك الصدر الرحيب بكل ناد * لك الرأي المصيب لك العلاء فمن للدين بعدك مستغاث * ومن للمجد بعدك مستضاء ومن قصيدة في رثاء الشيخ محمد رضا آل ياسين المتوفى في النجف سنة 1370:
هززت كيان الشرع يا ناعي الهدى * رويدا فأرواح الأنام له الفدا أتنعى عمادا يامن الحق عنده * وعنه حديث الفضل يرويه مسندا وكم فاضل غمت عليه أصوله * يؤوب إذا ما آب منه على هدى وناشد حق لم يجد غيره حمى * يلوذ بمغناه وان بعد المدى فان ارثه ارث الفضائل والنهى * وان ابكه ابك الإمامة والهدى وابك نصوحا كان يمنحني العلى * وينشئني فضلا وخلقا وسؤددا ومن قصيدة في رثاء السيد أبو الحسن الأصفهاني المتوفى سنة 1365:
في ذمة الدهر ان يقضي أبو حسن * ويثكل الشرع والاسلام والجود وهو المدير رحى العليا بهمته * والعلم في يمنه والعطف مرصود ومن قصيدة أرسلها إلى رفيقه في الدراسة في النجف السيد علي مهدي الأمين حين عاد السيد علي إلى جبل عامل سنة 1358:
لقد غبت يا ابن الأكرمين ولم يغب * مثالك عنا بل ولا خلقك العذب وسرت عزيزا فالفضائل جمة * تزينك والآداب والراجح اللب ثوان خلسناها من الدهر فانقضت * كما ينقضي للواله الأمل الخصب أترجع يوما يا علي زواهيا * وعيش لنا رغد وناديكم رحب حنانيك يا ابن الأكرمين ترفقا * بقلب أخ اضناه من نايك الكرب ولا غرو ان أضحيت فينا مميزا * فقد عرقت فيك الغطارفة النجب الشيخ عباس القمي ابن محمد رضا ولد في قم حوالي 1290 وتوفي في النجف الأشرف سنة 1359.
قرأ مقدمات العلوم وسطوح الفقه والأصول على عدد من علماء قم. وفي سنة 1316 هاجر إلى النجف فاخذ عن علمائها لا سيما الميرزا حسين النوري.
وفي خلال اقامته في النجف ذهب إلى الحج ومن هناك عاد إلى قم فأقام فترة ثم عاد إلى النجف. وفي سنة 1322 عاد إلى إيران وأقام في قم وانصرف إلى البحث والتاليف. وفي سنة 1331 نزل مدينة مشهد الرضا واتخذها مقرا دائما له. ولما أقام الشيخ عبد الكريم اليزدي الحائري في قم وأنشأ فيها الحوزة العلمية كان المترجم من مناصريه والملتفين حوله. وفي أواخر حياته انتقل إلى النجف و أقام فيها حتى وفاته، وكان قد كف بصره.
مؤلفاته من مؤلفاته: 1 - الكنى والألقاب في ثلاثة اجزاء 2 - وقائع الأيام 3 - مقاليد الفلاح في اعمال اليوم والليلة 4 - تحفة الأحباب في نوادر آثار الأصحاب 5 - الفوائد الرضوية في أحوال علماء الجعفرية 6 - طبقات العلماء قرنا قرنا.. لم يتم 7 - شرح الوجيزة للشيخ البهائي 8 - تتمة المنتهى في وقائع أيام الخلفاء 9 - مفاتيح الجنان في الأدعية والزيارات وهو أشهر مؤلفاته 10 - سفينة البحار وغير ذلك.
الميرزا عباس الشيرازي الوارابي، المعروف ب (حكيم عباس) توفي في شيراز سنة 1300 من أساتيذ الفلسفة في شيراز، تلمذ على الحكيم السبزواري، ومن تلاميذه: الشيخ أحمد الشيرازي النجفي المعروف ب (شانه ناز) والميرزا إبراهيم التبريزي، وهما من مدرسي الحكمة في شيراز.
له حواش على كتاب الأسفار، وله شرح دعاء كميل، وشرح لقصيدة المير فندرسكي المعروفة.
الشيخ عباس القرشي مرت ترجمته في موضعها من الأعيان، وتأتي دراسة عنه في المستدركات. وقد تبين أنه جمع مختارات شريعة لعدد من الشعراء وجدت مخطوطتها في دار الكتب الظاهرية بدمشق فحققها خير الدين منصور قبلاوي ونشرتها وزارة السورية سنة 1997 فكتب عنها سعادة سوداح ما يلي:
لم يكتف علماء اللغة ورواة الشعر القدامى بجمع قصائد الشعراء في دواوين خاصة بكل شاعر، ولا حتى بجمع قصائد شعراء القبائل، بل عمدوا - أيضا - إلى تصنيف مختارات شعرية تضم ما أعجب كل واحد من أصحاب هذه الاختيارات من قصائد كاملة أو أبيات منتقاة، تدل جميعا على نظرة صاحب الاختيار إلى الشعر الجدير بالتذوق والقراءة. ولعل أقدم كتب الاختيارات هي ما قام " الاصطفاء فيه على إثبات عدد كثير أو قليل من القصائد الجياد المطولة بتمامها، وهو اختيار مطلق، لا تصنيف فيه، أو ترتيب " مثل " المفضليات " لأبي العباس المفضل بن محمد الضبي (توفي سنة 138 ه.) و " الأصمعيات " لعبد الملك بن قريب الأصمعي (سنة 216 ه).
وقد سيق ظهور هذا النوع من الاختيارات، ظهور مجموعات المعلقات التي كان الأصمعي، ضمن المعلومات المتوافرة حتى الآن، أول من جمعها وشرحها في كتاب له بعنوان " القصائد الست " كما ذكر ابن النديم في " الفهرست ". ونقل أحمد بن محمد النحاس في كتابه " شرح القصائد التسع المشهورات " عن الأصمعي في ما يقرب من مئة وخمسين موضعا. ولذلك فإن من غير الثابت ما ذهب إليه محقق " حماسة القرشي " حين قال " ولعل أقدم كتب الاختيارات هي المعلقات ". إلا إذا كان يقصد بذلك اختيارها للتعليق على أستار الكعبة كما ذكر ابن عبد ربه في " العقد الفريد "، وهي رواية يتحفظ عليها قبلاوي نفسه.