(وسوف نستوفي الكلام في هذا الصدد في قسم تحت عنوان المقارنة بين فهرست النجاشي والشيخ).
ما كتب من الكتب على محور الفهرست:
ان التذييلات والترتيبات المتعددة التي كتبت على محور هذا الكتاب فيما بعد الشيخ من أدوار، دليل بارز على اهتمام الأصحاب به. وسنذكر تحت كل ما وصلنا إليه في هذا المجال:
1 - معالم العلماء: تأليف رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني (المتوفى سنة 588) هذا الكتاب بناء على تصريح مؤلفه كتب لتتمة وتكملة " فهرست " الشيخ - رحمة الله عليه - ويشتمل علاوة على ما ورد في الفهرست من أسماء، على أسماء جماعة من المعاصرين والمتأخرين عن الشيخ أيضا. ومجموع من ورد ذكرهم فيه 990 شخصا ما عدا الشعراء. فإنهم اختصوا بفصل في الآخر لذكر أسمائهم أيضا. وهذا الكتاب ولو أنه يشتمل على أسماء 990 شخصا و 600 كتاب علاوة على المذكورين في الفهرست، الا أنه نظرا لحذف الأستاذ يبدو مختصرا في مجموعه بالنسبة للكتاب المذكور.
وأحيانا ما يعقب أسماء الأفراد بالإشارة إلى توثيقهم أو ضعفهم وكذلك تاريخ وفاتهم. وهذا امتياز آخر لهذا الكتاب على فهرست الشيخ. وفي ترتيب الأسماء روعي الحرف الأول، أما الحرف الثاني والثالث... فلم تراع. وعليه فهناك ترتيب بين " أحمد " و " وبلال " ولا ترتيب بين " إبراهيم " و " احمد ".
وطبع هذا الكتاب لأول مرة سنة 1353 في طهران بعناية المرحوم عباس اقبال الذي قام بتصحيحه ومقابلته والتقديم له. وطبع مرة أخرى سنة 1381 مع تعليق ومقدمة مفصلة للسيد صادق بحر العلوم في 153 صفحة في المطبعة الحيدرية بالنجف. وهو في متناول اليد.
2 - فهرست الشيخ منتجب الدين علي بن أبي القاسم عبيد الله بن بابويه القمي (وتوفي بعد 585). (1) اسم هذا الكتاب " أسماء مشايخ الشيعة ومصنفيهم ". وموضوعه، ذكر أصحاب الأصول والمصنفين الذين جاءوا بعد الشيخ الطوسي أو عاصروه ولم ترد أسماؤهم في " الفهرست ". فهذا يتفاوت من حيث الموضوع، لاشتماله على المعاصرين و المتأخرين عن الشيخ، مع كتاب معاصره يعني معالم العلماء المتضمن للمتقدمين على الشيخ. وبناء على تحقيق عباس اقبال في مقدمة معالم العلماء، فإن هذين الكتابين مع كونهما من عالمين معاصرين وانهما صدرا في وقت واحد تقريبا، قد كتبا دون علم لأحدهما بالآخر. وهذه الحقيقة لا تقبل الشك بالنسبة للشيخ منتجب الدين، لأنه في مقدمة كتابه بعد أن ذكر الفهرست، أضاف قوله: " ولم يصنف بعده شئ من ذلك... " وعليه، فاما أن يكون معالم العلماء في ذلك التاريخ ما زال يؤلف بعد، وأما أنه لم يصل إلى علم الشيخ منتجب الدين.
وترتيب هذا الكتاب عين ترتيب كتاب المعالم بلا زيادة ولا نقصان وحجمه أقل منه. وقد طبع مرة واحدة فقط بقطع كبير (رحلي) [*] منضما إلى الكتاب المعروف بحار الأنوار (في أول المجلد الخامس والعشرين) طبعة حجرية. وهو في حاجة إلى التصحيح وتجديد الطبع.
3 - تلخيص الفهرست، تأليف الشيخ نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى المعروف بالمحقق الحلي (المتوفى سنة 676).
اكتفى في هذا الكتاب باسم الرجال والكتاب وبعض خصوصياتهم، وحذفت أسماء الكتب وكذلك سند المؤلفين. وبناء على ما نقله العلامة الطهراني في الذريعة، فإن نسخة من هذا الكتاب توجد في المكتبة الخاصة للسيد حسن الصدر.
4 - ترتيب القهيابي:
المولى عناية الله القهيابي كما علمنا جامع الأصول الأربعة الرجالية في مجموعة " مجمع الرجال " وقد رتب جانبا من هذه الأصول أيضا على حدة، سبق أن تكلمنا عنها عند الكلام عن ترتيب اختيار الرجال. ومن بين الكتب التي رتبها " الفهرست " وقد ذكر هذا بنفسه في مقدمة مجمع الرجال. (2) 5 - ترتيب البحراني:
الشيخ علي بن عبد الله الأصبعي البحراني (المتوفى سنة 1127) هو الآخر رتب الفهرست. وهذا الكتاب ثابت برقم 277 في المجلد الرابع من الذريعة.
وليس لدينا اطلاع عن خصوصياته، وعما إذا كانت نسخة منه باقية أم لا وأين هي.
6 - شرح الفهرست:
شرح الشيخ سليمان بن الشيخ عبد الله البحراني الماحوزي (1075 - 1121) الفهرست وصححه ورتب تراجمه وأطلق عليه " معراج الكمال إلى معرفة الرجال " ولكن هذا الكتاب لم يكتمل، ولم يكتب منه إلا حرف الألف (بناء على قول الكلباسي في سماء المقال / 42) أو كتب منه حتى حرف التاء (بناء على رواية السيد صادق بحر العلوم في مقدمة رجال الشيخ عن قول الشيخ يوسف البحراني في لؤلؤة البحرين).
7 - بناء على ما نقله العلامة الطهراني في الذريعة (ج 4 / 66) فإن أحد الفضلاء رتب الفهرست بترتيب الحروف: الحرف الأول والثاني والثالث.
وفرغ منه سنة 1005، وهو نفس النسخة التي طبعت في كلكتا سنة 1271 الهجرية.
الشيخ محمد تقي الآملي ابن محمد ولد في طهران سنة 1304 وتوفي فيها سنة 1391.
درس في طهران على والده وعلى غيره من علماء طهران. ثم سافر إلى النجف الأشرف فحضر دروس النائيني والفيروزآبادي والخوانساري والعراقي والكمباني، وبعد انهاء دراسته عاد إلى طهران فأقام فيها ما يقارب الأربعين