شيراز ومنها إلى خراسان وآذربايجان، وأكمل دراسته واهتم بتعلم الرياضة والحكمة والنجوم، وبعد ذلك عاد إلى موطنه تستر وأخذ يدرس تلك العلوم، واختص بتدريس النجوم والهيئة والرياضة.
له مناظرات مع علماء المذاهب الأربعة عند سفره إلى الحج، وكان ينظم الشعر باللغتين العربية والفارسية.
توفي في سنة 1173 بمدينة تستر ودفن في مقبرة والده الملاصقة للمسجد الجامع.
الشيخ عبد الله الستري البحراني مرت ترجمته في الصفحة 57 من المجلد الثامن وذكر فيها أن وفاته سنة 1270 ولكن ذكر في (أنوار البدرين) ان وفاته كانت سنة 1281 ويقول عنه: كان من بقايا علماء البحرين الأتقياء الورعين المصطفين الزاهدين العابدين، وكان مشتغلا بالتدريس في قريته الخارجية من جزيرة ستر يحضر عنده جملة من الطلبة والعلماء، كثير المواظبة على البحث والتصنيف متواضع النفس.
ثم يصف حياته قائلا: قبل اشتغاله بالدرس كان هو والحاضرون من العلماء المستقلون يشتغلون في فتل الحبال وتمييلها لأجل صنعة الفرش المسماة ب (المداد)، وكانت معايشهم منها، وله ولأولاده من بعده دكاكين لصنعتها بالأجرة، فإذا أكمل الطلبة والعلماء الذين يدرسون عنده أخذ مما صنعوه من الميال والحبال واشتغل بالدرس.
توفي عما يقارب ثمانين سنة ودفن في جانب مسجده من الجنوب في قرية الخارجية، ودفن أولاده بعده معه.
من تلاميذه الشيخ صالح الستري البحراني والشيخ عبد الله بن أحمد الستري والشيخ عبد الله بن علي الستري.
عبد الله بن علي عسكر الشيرازي من الأطباء الجراحين الشعراء في شيراز، ذو مسلك عرفاني. كان حيا سنة 1330 ترك ديوانا شعريا.
عبد الله بن عمير الكلبي قال أبو محنف حدثني أبو جناب قال كان منا رجل يدعى عبد الله بن عمير من بني عليم كان قد نزل الكوفة واتخذ عند بئر الجعد من همدان دارا وكانت معه امرأة له من النمر بن قاسط يقال لها أم وهب بنت عبد فرأى القوم بالنخيلة يعرضون ليسرحوا إلى الحسين قال فسال عنهم فقيل له يسرحون إلى حسين بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال والله لقد كنت على جهاد أهل الشرك حريصا وإني لأرجو ألا يكون جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيهم أيسر ثوابا عند الله من ثوابه إياي في جهاد المشركين فدخل إلى امرأته فأخبرها بما سمع وأعلمها بما يريد فقالت أصبت أصاب الله بك أرشد أمورك افعل وأخرجني معك قال فخرج بها ليلا حتى أتى حسينا فأقام معه فلما دنا منه عمر بن سعد ورمى بسهم ارتمى الناس فلما ارتموا فخرج مولى زياد وسالم مولى عبيد الله بن زياد فقالا من يبارز ليخرج الينا بعضكم قال فوثب حبيب بن مظاهر وبرير بن حضير فقال لهما حسين اجلسا فقام عبد الله بن عمير فقال أبا عبد الله رحمك الله ائذن لي فلأخرج إليهما فرأى حسين رجلا آدم طويلا شديد الساعدين بعيد ما بين المنكبين فقال حسين إني لأحسبه للأقران قتالا اخرج ان شئت قال فخرج إليهما فقالا له من أنت فانتسب لهما فقالا لا نعرفك ليخرج إلينا زهير بن القين أو حبيب بن مظاهر أو برير بن حضير ويسار مستنتل امام سالم فقال له عبد الله بن عمير الكلبي يا ابن الزانية وبك رغبة عن مبارزة أحد من الناس ويخرج إليك أحد من الناس إلا وهو خير منك ثم شد عليه فضربه بسيفه حتى برد فإنه لمشتغل به يضربه بسيفه إذ شد عليه سالم فصاحوا به قد رهقك العبد قال فلم يأبه له حتى غشيه فبدره الضربة فاتقاه عبد الله بيده اليسرى فأطار أصابع كفه اليسرى ثم مال عليه عبد الله الكلبي فضربه حتى قتله وأقبل مرتجزا وهو يقول وقد قتلهما جميعا:
إن تنكروني فانا ابن كلب * حسبي ببيتي في عليم حسبي إني امرؤ ذو مرة وعصب * ولست بالخوار عند النكب إني زعيم لك أم وهب * بالطعن فيهم مقدما والضرب ضرب غلام مؤمن بالرب فأخذت أم وهب امرأته عمودا ثم أقبلت نحو زوجها تقول له فداك أبي وأمي قاتل دون الطيبين ذرية محمد فأقبل إليها يردها نحو النساء فأخذت تجاذب ثوبه ثم قالت إني لن أدعك دون أن أموت معك فناداها حسين فقال جزيتم من أهل بيت خيرا ارجعي رحمك الله إلى النساء فاجلسي معهن فإنه ليس على النساء قتال فانصرفت إليهن ولما قتل زوجها خرجت تمشي إليه حتى جلست عند رأسه تمسح عنه التراب وتقول: هنيئا لك الجنة، فقال شمر بن ذي الجوشن لغلام يسمى رستم: اضرب رأسها بالعمود، فضرب رأسها، فماتت مكانها (1).
عبد الله بن خليفة الطائي واثب عائذ بن قيس الحزمري في صفين عدي بن حاتم الطائي في الراية، وكانت حزمر أكثر من بني عدي رهط حاتم، فوثب عليهم عبد الله بن خليفة الطائي البولاني عند علي عليه السلام فقال يا بني حزمر، على عدي تتوثبون، وهل فيكم مثل عدي؟ أوفى لابائكم مثل أبي عدي؟ أليس بحامي القرية ومانع الماء يوم روية؟ أ ليس بابن ذي الرباع وابن جواد العرب؟ أليس بابن المنهب ماله ومانع جاره؟ أليس من لم يغدر ولم يفجر ولم يجهل ولم يبخل ولم يمنن ولم يجبن؟ هاتوا في لابائكم مثل أبيه، أو هاتوا فيكم مثله، أوليس أفضلكم في الإسلام، أليس وافدكم إلى رسل الله صلى الله عليه وآله وسلم أليس برأسكم يوم النخيلة ويوم القادسية ويوم المدائن ويوم جلولاء الوقيعة ويوم نهاوند ويوم تستر؟ فما لكم وله؟ والله ما من قومكم أحد يطلب مثل الذي تطلبون.
فقال له علي بن أبي طالب: حسبك يا ابن خليفة، هلم أيها القوم إلي وعلي بجماعة طئ، فأتوه جميعا، فقال علي من رأسكم في هذه المواطن؟
قالت طئ: عدي، فقال ابن خليفة: فسلهم يا أمير المؤمنين أليسوا راضين مسلمين لعدي بالرئاسة، ففعل، فقالوا: نعم فقال لهم: عدي أحقكم بالراية فسلموها له، فقال علي وضجت بنو الحزمر - إني أراه رأسكم قبل اليوم ولا أرى قومه كلهم إلا مسلمين له، غيركم، فأتبع في ذلك الكثرة، فأخذها عدي.
وكان عبد الله بعد ذلك من أصحاب حجر بن عدي (راجع ترجمة حجر) فطلبه زياد بن سمية فتوارى فبعث إليه الشرط وهم أهل الحمراء يومئذ فأخذوه فخرجت أخته النوار فقالت يا معشر طئ أتسلمون سنانكم ولسانكم عبد الله بن خليفة؟ فشد الطائيون على الشرط فضربوهم وانتزعوا