اكمال العديد من هذه الدراسات كالذي عقب بها على (فوات الوفيات) لابن شاكر الكتبي وغيره من الكتب. وتأتي له ترجمة مفصلة في مجلد قادم.
معاذ بن مسلم الهراء مرت ترجمته في الصفحة 130 من المجلد العاشر، ونزيد عليها هنا ما يلي:
جاء في رجال ابن داود: روى الكشي باسناده عنه عن أبي عبد الله (عليه السلام): بلغني انك تقعد في الجامع فتفتي الناس؟... قلت نعم وأردت ان أسألك عن ذلك قبل أن أخرج، اني اقعد في المسجد فيجئ الرجل فيسألني عن الشئ فإذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته بما يفعلون، ويجئ الرجل أعرفه بمحبتكم ومودتكم فأخبره بما جاء عنكم، ويجئ الرجل لا أعرفه ولا أدري من هو فأقول: جاء عن فلان كذا، فأدخل قولكم فيما بين ذلك. فقال (عليه السلام): اصنع كذا فاني كذا اصنع.
على أن ابن داود لقبه الفراء لا الهراء. (انتهى).
عمر طويلا - كما ذكر في ترجمته - ومات أولاد أولاده وهو باق. قال عثمان بن أبي شيبة: رأيت معاذ بن مسلم الهراء وقد شد أسنانه بالذهب من الكبر، وفيه يقول أبو السري سهل بن أبي غالب الخزرجي:
إن معاذ بن مسلم رجل * ليس لميقات عمره أمد قد شاب رأس الزمان واكتهل * الدهر وأثواب عمره جدد قل لمعاذ إذا مررت به * قد ضج من طول عمرك الأمد يا بكر حواء كم تعيش وكم * تسحب ذيل الحياة يا لبد قد أصحت دار آدم خربا * وأنت فيها كأنك الوتد تسأل غربانها إذا نعبث * كيف يكون الصداع والرمد مصححا كالظليم ترفل في * بدريك مثل السعير تتقد صاحبت نوحا ورضت بغلة ذي * القرنين شيخا لولدك الولد فارحل ودعنا لان غايتك الموت * وان شد ركنك الجلد وحكى بعض كتابه قال: صحبت معاذ بن مسلم زمانا فسأله رجل ذات يوم: كم سنك؟.. فقال: ثلاث وستون، قال: ثم مكث بعد ذلك سنين وسأله: كم سنك؟ فقال: ثلاث وستون، فقلت: أنا معك منذ احدى وعشرين سنة، وكلما سألك أحد: كم سنك؟ تقول: ثلاث وستون، فقال: لو كنت معي احدى وعشرين سنة أخرى ما قلت إلا هذا!.
ولما أراد صديقه الكميت قصد خالد بن عبد الله القسري أمير العراقين في واسط بعد أن بلغه انه أجاز الطرماح بثلاثين ألف درهم، وخلع عليه حلتي وشي لا قيمة لهما. قال معاذ للكميت: لا تفعل، فلست كالطرماح، فإنه ابن عمه، وبينكما بون: أنت مضري وخالد يمني متعصب على مضر، وأنت شيعي وهو أموي، وأنت عراقي وهو شامي، فلم يقبل إشارته، وأبى الا قصد خالد، فقصده، فقالت اليمانية لخالد: قد جاء الكميت وقد هجانا بقصيدة نونية قد خرق فيها علينا، فحبسه خالد، وقال: في حبسه صلاح، لأنه يهجو الناس ويتأكلهم، فبلغ معاذا فهمه، فقال الأبيات المنشورة في ترجمته.
وسأل شخص معاذا عن مولده، فقال: ولدت في أيام يزيد بن عبد الملك، أو في أيام عبد الملك.
والهراء: منسوب إلى الثياب الهروية لأنه كان يبيعها.
المقداد بن عبد الله السيوري الحلي مرت ترجمته في المجلد العاشر الصفحة 134 ونزيد عليها هنا ما يلي:
يروي عن الشهيد الأول ويروي عنه تلميذاه: محمد بن شجاع القطار الحلي والشيخ زين الدين علي بن الحسن بن العلالا، اجازه المترجم في جمادى الآخرة سنة 822. له عدا ما مر في ترجمته: رسالة في آداب الحج. تجويد البراعة في شرح تجريد البلاغة في علمي المعاني والبيان. شرح ألفية الشهيد.
منهاج السداد في شرح واجب الاعتقاد للعلامة الحلي. اللوامع. الأربعون حديثا ألفه لولده عبد الله. كنز العرفان في فقه القرآن. التنقيح الرائع في شرح مختصر الشرائع. شرح الباب الحادي عشر للعلامة الحلي. شرح مبادئ الأصول. نضد القواعد في الفقه.
توفي بالنجف الأشرف في 26 جمادى الثانية سنة 826.
مهيار الديلمي مرت ترجمته في الصفحة 170 من المجلد العاشر، ولم ننشر هناك شيئا من شعره، واننا نقدم هنا دراسة عنه بقلم الدكتور عبد المجيد زراقط، ثم نعقبها بشئ من شعره:
1 - ملامح عامة ومسائل أساسية في تاريخ الأدب العربي أسماء شعراء أعلام لم يتح لنا التعرف إليهم جيدا (1) قد يكون في حياة هؤلاء، أو في الظروف التي عاشوها، من الملابسات، ما يفسر غياب تلك الأسماء عن دائرة الضوء. وقد نفهم، نحن اليوم، مثل تلك الملابسات، وإن كنا نعتقد أنها مبررات غير كافية لطمس عطاءات مبدعين جديرين بالمعرفة والدراسة والتقدير. قد نفهم تلك الملابسات التي تفسر، في إطارها التاريخي العام، ولكننا لا نرتضي أن تبقى تفعل فعلها، فمن حق مبدعي تراثنا أن يوفوا حقهم، وأن ينظر إليهم بمنظار لا يجحد لأهل الفضل فضلهم.
قد يكون اعتقادنا هذا، أحد دوافعنا للتعرف إلى مهيار الديلمي الذي يدرك حقيقته ويعتب فيخاطب أهل زمانه وأهل كل زمان، وكأنه يعتذر:
إذا كان عزي طاردا عني الغنى * فلله فقر لا يجاوره الذل!
علي اجتناء الفضل من شجراته * ولا ذنب إن لم يجن حظا لي الفضل يبقى موقف مهيار الذي نلمسه، في بيتيه هذين، في الذهن طويلا، حيث ترتسم صورة إنسان فاضل أبي يعاني مشكلات عالمه ويرى إليها بعمق، الأمر الذي يتيح له اتخاذ مواقف إنسانية وامتلاك ما يحقق الذات ويسهم في بناء المجتمع.
تبدو هذه الصورة التي أشرنا إلى ملامحها العامة واضحة في ثنايا ديوان الشاعر الكبير ذي الأجزاء الأربعة.
ونحن وإن كنا نريد تلمس هذه الصورة، في بعض تفصيلاتها، إلا أننا نرى أن نلم قبل ذلك برؤية مؤرخي الأدب لهذا الشاعر وأن نتعرف إلى المسائل التي