مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ١ - الصفحة ٢٨٤
الباحثين: تعرض المؤلف للمقارنة بين الكتابين وبين أوجه الشبه والافتراق والامتيازات التي يمتاز بها كل منهما عن الآخر، في دراسة تتسم بالصراحة والتجرد والموضوعية.
وعن كتابه (الشيعة بين الأشاعرة والمعتزلة) يقول باحث آخر: دفاع عن استقلالية الشيعة عن كل من الأشاعرة والمعتزلة، ردا على خطا يساوي الشيعة بالمعتزلة.
مجد الدين الصاحب هبة الله بن علي قال اليافعي في (مرآة الجنان) وهو يتحدث عن وفيات سنة 583: فيها توفي مجد الدين الصاحب هبة الله بن علي، ولي أستاذ دار للمستضئ، ولما ولي الناصر رفع منزلته وبسط يده، وكان رافضيا سبابا لما تمكن أحيا شعار الإمامية واشتهر بأشياء قبيحة فقتل وأخذت حواصله من جملتها ألف ألف دينار (انتهى).
بهذه اللغة يتكلم هذا المؤرخ ويفتري، وليس هو وحيدا في ذلك. وكان قد قال قبل ذلك وهو يتحدث عن أحداث سنة 582: قال محمد بن القادسي فرش الرماد في أسواق بغداد وعلقت المسوح يوم عاشوراء وناح أهل الكرخ وتعدى الأمر إلى سب الصحابة، وكانوا يصيحون به ما بقي كتمان. وقال غيره: وقعت فتنة ببغداد بين الرافضة والسنية قتل فيها خلق كثير، وكان ذلك منسوبا إلى الصاحب الملقب مجد الدين.
ثم يكمل الكلام عن أحداث السنة نفسها قائلا: وفيها قتل ابن الصاحب ببغداد فذلت الرافضة.
فهل هما رجلان، أحدهما هو الصاحب، والثاني هو ابن الصاحب، مات الأول كما يدل عليه ظاهر كلام اليافعي؟ أم هما رجل واحد سماه تارة بالصاحب وتارة بابن الصاحب كما قد يتبادر إلى الذهن؟
ولا يمنع من هذا ذكره قتل ابن الصاحب، ثم قتل الصاحب، فله في هذا نظائر في أقواله المتقدمة، إذ أنه اعتاد أن يذكر أخبار القتل ضمن الأخبار المتتابعة، ثم يذكر أسماء من ماتوا خلال ذكره الوفيات على أن الكتاب مشحون بالأغلاط المطبعية فربما كان هذا من تلك الأغلاط.
السيد أبو السعادات هبة الله بن علي بن محمد بن حمزة الحسني، المعروف بابن الشجري، البغدادي مرت ترجمته في الصفحة 262 من المجلد العاشر ونضيف إليها هنا ما ذكره ابن خلكان:
كان إماما في النحو واللغة وأشعار العرب وأيامها وأحوالها، كامل الفضائل، متضلعا من الأدب، صنف فيه عدة تصانيف، فمن ذلك كتاب " الأمالي "، وهو أكبر تآليفه وأكثرها إفادة، أملاه في أربعة وثمانين مجلسا، وهو يشتمل على فوائد جمة من فنون الأدب، وختمه بمجلس قصره على أبيات من شعر أبي الطيب المتنبي تكلم عليها وذكر ما قاله الشراح فيها وزاد من عنده ما سنح له وهو من الكتب الممتعة، ولما فرغ من إملائه حضر إليه أبو محمد عبد الله المعروف بابن الخشاب المقدم ذكره، والتمس منه سماعه عليه، فلم يجبه إلى ذلك فعاداه ورد عليه في مواضع من الكتاب ونسبه فيها إلى الخطأ، فوقف أبو السعادات المذكور على ذلك الرد، فرد عليه في رده، وبين وجوه غلطه، وجمعه كتابا وسماه " الانتصار " وهو على صغر حجمه مفيدا جدا، وسمعه عليه الناس، وجمع أيضا كتابا سماه " الحماسة " ضاهى به حماسة أبي تمام الطائي، وهو كتاب غريب مليح أحسن فيه، وله في النحو عدة تصانيف " ما اتفق لفظه واختلف معناه " وشرح " اللمع " لابن جني، وشرح " التصريف الملوكي ".
وكان حسن الكلام، حلو الألفاظ، فصيحا، جيد البيان والتفهيم، وقرأ الحديث بنفسه على جماعة من الشيوخ المتأخرين مثل أبي الحسن المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم الصيرفي، وأبي علي محمد بن سعيد بن شهاب الكاتب وغيرهما.
وذكره الحافظ أبو سعيد بن السمعاني في كتاب " الذيل "، وقال: اجتمعنا في دار الوزير أبي القاسم علي بن طراد الزينبي وقت قراءتي عليه الحديث، وعلقت عنه شيئا من الشعر في المدرسة، ثم مضيت إليه، وقرأت عليه جزءا من أمالي أبي العباس ثعلب النحوي.
وحكى أبو البركات عبد الرحمن بن الأنباري النحوي، في كتابه الذي سماه " مناقب الأدباء " أن العلامة أبا القاسم محمود الزمخشري لما قدم بغداد قاصدا الحج في بعض أسفاره مضى إلى زيارة شيخنا أبي السعادات ابن الشجري، فمضينا معه إليه، فلما اجتمع به أنشده قول المتنبي:
وأستكثر الأخبار قبل لقائه * فلما التقينا صغر الخبر الخبر ثم أنشده بعد ذلك:
كانت مسامرة الركبان تخبرنا * عن جعفر بن فلاح أحسن الخبر ثم التقينا، فلا والله ما سمعت * أذني بأحسن مما قد رأى بصري قال ابن الأنباري: فخرجنا من عنده ونحن نعجب، كيف يستشهد الشريف بالشعر والزمخشري بالحديث وهو رجل أعجمي؟.
وله شعر حسن فمن ذلك قصيدة يمدح بها الوزير نظام الدين أبا نصر المظفر بن علي ابن محمد بن جهير، وأولها:
هذي السديرة والغدير الطافح * فأحفظ فؤادك إنني لك ناصح يا سدرة الوادي الذي إن ضله * الساري هداه نشره المتفاوح هل عائد قبل الممات لمغرم * عيش تقضى في ظلالك صالح ما أنصف الرشا الضنين بنظرة * لما دعا مصفى الصبابة طامح شط المزار به وبوئ منزلا * بصميم قلبك فهو دان نازح غصن يعطفه النسيم وفوقه * قمر يحف به ظلام جانح وإذا العيون تساهمته لحاظها * لم يرو منه الناظر المتراوح ولقد مررنا بالعقيق فشاقنا * فيه مراتع للمها ومسارح ظلنا به نبكي فكم من مضمر * وجدا أذاع هواه دمع سافح برت السنون رسومها فكأنما * تلك العراص المقفرات نواضح يا صاحبي تأملا حييتما * وسقى دياركما الملث الرائح أدمى بدت لعيوننا أم ربرب * أم خرد أكفالهن رواجح أم هذه مقل الصوار رنت لنا * خلل البراقع أم قنا وصفائح لم يبق جارحة وقد واجهننا * إلا وهن لها بهن جوارح كيف ارتجاع القلب من أسر الهوى * ومن الشقاوة أن يراض القارح لو بله من ماء ضارج شربة * ما أثرت للوجد فيه لواقح
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة - آتش حيدر علي فيضي - آصف الدولة - إبراهيم شرارة 5
2 إبراهيم العلوي بن حسين - إبراهيم مجتهد - أبو الحسن شمس آبادي - أبو الفضل الطهراني - أحمد القزويني بن السيد حميد 10
3 أحمد آل كاشف الغطاء - السيد أحمد الخونساري - أبو العلاء المعري 12
4 أحمد بن منير الطرابلسي 15
5 إسماعيل الصفوي 18
6 أفضل الدين الكاشاني 19
7 أسامة بن منقذ - انشاء الله خان - أنيس 21
8 باقر كاشف الغطاء - باقر أمين الورد - باقر سماكة بن الشيخ محمد - باقر عبد الغني - بدران المزيدي 22
9 البرسيين - بزرك أبو الحسن علوي 23
10 تقي الشيخ راضي - توفيق الفكيكي - جابر الشكري بن عزيز - جرأت - جعفر الخليلي 24
11 جعفر همدر 25
12 جواد علوش - جون 28
13 حبيب بن محمد - حسن علي نجابت - حسين الخادمي - ابن سينا 30
14 حسين القزويني 35
15 حسين معتوق - أبو نواس الحسن بن هاني 36
16 حسن البحراني 40
17 الحسين بن نما الحلي 41
18 حيدر الآملي 42
19 حيدري - خضر المهراني - خضر الطائي - الخطاطون في العهد الصفوي 43
20 الخليل الفراهيدي 46
21 خليل مغنية 47
22 خليل ياسين 48
23 دبير - دبيس المزيدي - دعبل الخزاعي 50
24 رجل من بني ليث - ذو فقار الدولة - راضي آل ياسين 51
25 رضي ذو النوري - راغب حرب - رحيم آرباب - زاير البرسي - سبط الحسن الجايسي - سعد صالح 52
26 سعيد نفيسي - سكينة بگم - سليم حيدر 53
27 سليمان عبد الجبار - سودا - شاكر هادي شكر - شهدة - صادق شفق 56
28 صادق الفحام - صالح الشهرستاني - صدر الدين الصدر 58
29 صدر الدين شرف الدين - صدر الدين الدهلوي - صفي 59
30 الضحاك المشرفي - ضياء الدين الخالصي - ضياء الدين العراقي 60
31 طاهر بن يحيى - طه باقر - الطفيل - طلائع بن رزيك 61
32 ظالم بن عمرو أبو الأسود الدؤلي 62
33 ظالم بن شراق - عابس الشاكري - العباسيون 64
34 عارف الحر 79
35 عباس اقبال 80
36 عباس أبو الحسن 81
37 عباس القمي - عباس الشيرازي - عباس القرشي 82
38 عباس الهمداني 83
39 عبد الحسين دست غيب - عبد الحسين الأميني - عبد الحسين الحلي 84
40 عبد الحسين نور الدين 85
41 عبد الرؤوف الأمين 86
42 عبد الرضا صادق 89
43 عبد الرضا المطبعي - عبد العزيز بن البراج 91
44 عبد الصاحب الحكيم - عبد الكريم الخليل 97
45 عبد الكريم بن طاووس - عبد الكريم الهاشمي - عبد الله الجزائري 100
46 عبد الله التستري - عبد الله الشيرازي - عبد الله الكلبي - عبد الله الطائي 101
47 عبد الله وعبد الرحمن الغفاريان - عبد الله أحمديه 102
48 عبد الله الشيرازي - عبد الله الصائغ 103
49 عبد الله بن سلمة - عبيد الله الكوفي - عبد المطلب الحلي 106
50 عبد المطلب الأمين 107
51 عبد المهدي مطر 112
52 عبد الله الجعفي - علي إبراهيم 115
53 علي رضا عباسي 117
54 علي أكبر دهخدا 119
55 علي أكبر نواب - علي الأنصاري الشيرازي - سيف الدولة علي بن حمدان 121
56 علي بن عبد الله بن العباس - علي البحراني - علي النوري 124
57 علي آل شبانة - علي البهبهاني - علي الشيرازي 125
58 علي بن الحسن شميم الحلي 126
59 علي بن حمدون - علي المراغي - علي الهمذاني 127
60 علي الميبدي - علي الخياباني - علي الأبزري - علي نياز - عطية الكوفي - عمرو الأنصاري - عمر الصيداوي - غالب 128
61 غلام رضا سرخي - فاضل الجمالي 129
62 فؤاد عباس 148
63 فتى من أهل الكوفة - الفضل بن جعفر - الفضل بن الزبير الكوفي 149
64 القاسم بن معية - القاسم بن مظاهر - قيس النابغة الجعدي 154
65 قيس النجاشي - كليب الجرمي - الكميت 155
66 لطف الله العاملي 160
67 لطف الله البحراني - ماجد الصادقي - عضد الدين المبارك الأسدي 162
68 مجيد العطار 163
69 محمد بن أبي بكر الهمذاني - محسن جمال الدين - محسن الموسوي - محمد أبو نصر الفارابي 164
70 محمد أبو النديم 174
71 محمد بن إدريس الحلي 178
72 محمد باقر - محمد حسين الكازروني - محمد الحسيني - محمد المتخلص - محمد الشيرازي - محمد معصوم - محمد الكازروني الطبيب - محمد الدهدار الشيرازي - محمد نصير الدين 179
73 محمد مهدي حجاب الشيرازي - محمد بن يوسف الشيرازي - محمد بن الحسين الشيخ البهائي 180
74 محمد الغفاري كمال الملك 181
75 محمد باقر الدهلوي - محمد صادق بحر العلوم - محمد بهشتي 183
76 محمد تقي بهار 184
77 محمد الحجة - محمد جمال الهاشمي 185
78 محمد حرز الدين - محمد الخليلي 186
79 محمد حسن الحكيم 187
80 محمد أبو جعفر الطوسي 188
81 محمد تقي الآملي 199
82 محمد جواد باهنر - محمد حسين آزاد - محمد الطباطبائي - محمد رضا الشبيبي 200
83 محمد رضا القمي - محمد شريف خان - محمد مفتح - محمد بن الأبار 204
84 محمد الشويكي 205
85 محمد شرارة 206
86 محمد حسين الشهرستاني 210
87 محمد صادق نشأت - محمد رضا شرف الدين 211
88 محمد آل شبانة - محمد صدوقي 212
89 محمد الأردوبادي - محمد علي بري - محمد الشيباني 213
90 محمد علي خاتون - محمد الصاحبي - محمد الجزائري - محمد المدرسي 218
91 محمد المعصومي - محمد بن طباطبا - محمد جواد - محمد ناصر 219
92 محمد علي اليعقوبي 221
93 محمد بن عمر الكشي - محمد قسام - محمد قطب شاه 222
94 محمد قلي قطب شاه - دول الهند الشيعية - محمد كال شعيب 223
95 محمد المقدادي القمي 225
96 محمد بن المبارك الكرخي - محمد نصير الدين الطوسي 228
97 محمد بن مكي الشهيد الأول - محمد الجبي 237
98 محمد هاشم الأشكوري 240
99 محمد بن هاني الأندلسي 241
100 محمد يوسف مقلد 243
101 محمد بن المبارك الكرخي 244
102 محمد مهدي البصير 245
103 محمود بن الياس الشيرازي - محمود الحبوبي 246
104 محمود الحمصي 249
105 محمود الشاهرودي - محمود الطالقاني - محمود بن مسعود الشيرازي - محيي الدين شمس الدين 250
106 مرتضى مطهري - مزيد المزيدي - مصطفى جواد 252
107 معاذ بن مسلم الهراء - المقداد السيوري - مهيار الديلمي 253
108 موسى الزين شرارة 268
109 موسى سيار الشيرازي - مير أمين - مير حسن - مير آبادي 270
110 ناسخ - ناصر الدين الشيخ راشد - نصر الخبز أرزي 271
111 نصير الدين ناصر العلوكي 272
112 ناصيف النصار 274
113 نصر بن علي الحلي - نصير الدين المنازي - نظير - نواب صفوي 280
114 النوار ابنة مالك - هادي النحوي - هادي كمال الدين - هاشم معروف الحسني 283
115 هبة الله بن علي - ابن الشجري 284
116 ورام الحلي - يحيى القرشي - يزدن التركي 285
117 يزيد بن قيس - يزيد بن زياد الكندي - يزيد بن مفرغ 286
118 يحيى بن البطريق 289
119 يعقوب بن داود 290
120 يوسف بن المطهر - يوسف رجيب - يونس الأردبيلي - الأمويون والإسلام والعروبة 291
121 الشيعة يحمون العالم الإسلامي 296
122 الحجاج بن يوسف 299
123 كلمة الختام 301