ما بالهم لا سمت فيهم مراتبهم * أغفوا، وقد أقنعتهم تلكم الرتب فاتتهم الفرص الأولى التي ذهبت * وكان أولى لهم لو أنهم ذهبوا عذرتهم إن كيد القوم دب لهم * يسري إليهم رويدا... وهو منتقب أعطوا بكف وبالأخرى رموا شررا * لاقاه منا ومن أعدائنا حطب كانوا ولم يملكوا غير انتدابهم * فلا تسل كيف ما لم يملكوا وهبوا إذا تصارع ذو حق ومقدرة * لا شك يغدو لرب القدرة الغلب يا شائدي العصبة الكبرى بجدهم * ندبتكم لو تقيم القاعد الندب دعوا التكتل بالآراء جامدة * تصونها وتعيها الصحف والكتب فليس تنفع آراء ولا كتب * حتى تنفذها الهندية القضب وأما قصيدته الثانية فعنوانها " مجلس الأمن و فلسطين "، نظمها عام 1948 م، يقول فيها:
يا مجلس الأمن لا حيتك أيمان * ولا رست لك في الأنداء أركان ما فيك مأوى لذي خوف فتؤمنه * وكلما بك فهو اسم وعنوان ما للضعيف الذي يأتيك مهتضما * إلا اعتلال فارهاق فحرمان (تعطي وتمنع لا بخلا ولا كرما) * لكن هوى، والهوى ظلم وكفران كأنما أنت سوق يستسام به * ما فيه، و (الأمن) فوق الباب إعلان تجمعت فيك أقوام مفرقة * أهواؤها، ولكل منهم شان يزينهم حسن سمت في مراتبهم * عداه لطف على العاتي وإحسان للحق شكل ولون واحد، ولهم * حول المطامع أشكال وألوان تنكبوا المثل العليا، وما امتثلوا * غير الذي سنه فيهم (ترومان) كأنه حين ينهاهم ويأمرهم * مسخرون لهم يوحي (سليمان) لهم عيون ولكن ما لأكرمهم * - إذا الضعيف اشتكى - قلب وآذان لا الحق حق، ولا البرهان متبع * وإنما القوة الورهاء برهان أين العروبة ليت العرب قد عدموا * حياتهم فهي إذلال وخسران لقد عجبت لهم أن يستهان بهم * وأن يدينوا لأقوام لهم دانوا هذي اليهود تنزى في مواطنهم وكيف يسكن أرض القدس شيطان عهدي بهم أنهم عند اللقا صبر * وأنهم قط ما ذلوا ولا هانوا يستعذبون الردى من دون عزتهم * كما استلذ بشرب الماء عطشان كم موقف أصحروا للموت فيه وقد * أضلهم وهو باد الناب عريان وموقف وقفوا من دون عزته * سورا له وهو أطناب وعيدان يأبى لهم شرف الأحساب أن يدعوا * عدوهم فيه يسري وهو عجلان يا قوم عطفا على أوطانكم فلقد * حلت بها محن جلت وأشجان تفجرت فتنا من كل ناحية * كما تفجر يرمي النار بركان أنت دمشق من البلوى فشايعها * يواكب الدمع والبرحاء (لبنان) و (تونس) و (طرابلس) وجارتها تشكو فيرثي لها أهل وجيران قالوا احصلوا بيننا في أمره حكما * وهل تحاكم أسياد وعبدان إذا اليهود اغتدوا شعبا بلا وطن * فأين كانوا إذن يا ليت لا كانوا في الحق أن يدعوا للعرب موطنهم * ويطلبوا وطنا ما فيه سكان لو كان للحق سلطان لما طمعوا * يوما بأرض بها للعرب سلطان قد غرهم أنهم في بغيهم وجدوا * عونا، وذو البغي للباغين معوان لاذوا بقوة قوم لا ينازلها * حتى إذا طمعت فيه وأيمان قوم رأوا أن يخونوا عهدهم وبغوا * بوعد من أفكوا قولا ومن خانوا لو كان للقوم وجدان لعنفهم * عن نصرة البغي والعدوان وجدان يا قوم عن نصرهم كفوا فقد كرهت * أرواحهم أرؤس منهم وأبدان لقد نسوا فدعونا كي نذكرهم * بنا، فداء مراضى القوم نسيان لا تخشون على البلدان إن هدمت * فسوف تبنى من الهامات بلدان القوم للقوم أنداد لو التحموا * وضم أبطالهم للحرب ميدان فحكموا السيف فيما بينهم، ودعوا * مواعدا، ملؤها زور وبهتان فالسيف أقطع حكما وهو منصلت * مما يلفق طماع وفتان به ترد وتستصفى بمنطقه * لا بالتهاويل أوطار وأوطان خلوا التهاليل عنكم جانبا ودعوا * مزاعما وعهودا ما لها شان هيهات تغدو فلسطين موزعة * ما دام للعرب فوق الأرض سلطان ولم يشأ مبدع الأكوان أن يقفا * في موقف واحد ذئب وإنسان أما قصيدة الشيخ الحلي الثالثة فعنوانها " تنظيم الرياحين "، نظمها في عام 1948 م أيضا ومطلعها:
بالروض تعبث من حين إلى حين * أموكل أنت تنظيم الرياحين يقول فيها:
وارحمتا لفلسطين وما لقيت * قومي وما هي تلقى في " فلسطين " لقد رمتها رجال الغرب لا سلمت * من النوائب بالأبكار والعون توزعوها كما يهوون فامتلكوا * شطرا، وشطر غدا ملكا لصهيون وأنزلوا أهلها في كل قاحلة * قفر، فبئس مناخ الذل والهون من كل أبلج ميمون نقيبته * ينمى لأبلج يوم الفخر ميمون سيموا على الضيم نوما في ديارهم * والضيم تأنفه شم العرانين إن طاعنوا دون أقصى أرضهم فهم بقية من مطاعيم مطاعين في كل مطرح جنب من بلادهم * دم لمنتحر منهم ومطعون أضحوا قرابينها والنفس إن كرمت * من دون أوطانها أدنى القرابين عتوا على (وعد بلفور) وهل خضعت فيما مضى (يعرب) طوعا لمأفون سل عنهم (الروم) في (اليرموك) ما صنعوا فيه وفي (القدس) الأعلى و (جيرون) وسل (فروق)، و (قسطنطين) منكمش فيها بجيش على الأسوار مرصون داسوا بأرجلهم رأس الرجا فغدت تخطو، وتسحق في (الإسبان) و (الصين) السيد عبد الحسين نور الدين مرت ترجمته في موضعها من المجلد التاسع. وقد عثرنا بعد ذلك على