أو بخلت مقلة بدمع فهي على مثله تجود وذكره ابن الفوطي في الملقبين بعضد الدين قال: " عضد الدين أبو نصر المبارك بن أبي الرضا محمد بن أبي الكرم هبة الله بن الضحاك الأسدي القرشي البغدادي المعدل أستاذ الدار. (هو) المبارك بن محمد بن هبة الله بن علي بن محمد بن الحسن بن محمد بن القاسم بن أحمد بن محمد بن الضحاك بن عثمان بن الضحاك بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي. شهد عند قاضي القضاة محمد بن جعفر العباسي في شعبان سنة خمس وثمانين وخمسمائة ورتب ناظرا بديوان الجوالي وكتب في ديوان الانشاء وأنفذ رسولا إلى العادل محمد بن أيوب سنة خمس وستمائة (1) ولما عاد من الرسالة ولي أستاذية الدار في ربيع الآخر سنة ست وستمائة فلم يزل على ذلك إلى حين وفاته ليلة الجمعة الخامس والعشرين من المحرم سنة سبع وعشرين وستمائة. ومولده سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، وله شعر ورسائل ".
وكان لقبه بهاء الدين ثم بدل لما رفعت رتبته، قال ابن الساعي في حوادث سنة 605: " وفيه (أي شهر ربيع الأول) خلع على رسولي الملك العادل ونفذ صحبتهما العدل بهاء الدين أبو نصر المبارك بن الضحاك والأمير عماد الدين أزبك الناصري "، ثم قال في حوادث ذي القعدة من السنة المذكورة: " وفي يوم الاثنين سادس عشري وصل بهاء الدين أبو نصر المبارك بن الضحاك والأمير عماد الدين أزبك من دمشق وتلقاهما حاجب الحجاب، وجماعة من الأعيان ودخلا وعليهما الخلع التي خلعهما عليهما العادل وقصد البدرية الشريفة ".
وقال في حوادث سنة " 606 " في شهر ربيع الآخر: " وفي ليلة الخميس ثاني عشري ولي بهاء الدين أبو نصر المبارك بن الضحاك أستاذية الدار العزيزة ولقب عضد الدين وأسكن الدار المقابلة لباب الفردوس المحروس وذلك بعد عزل أبي الفتح بن رزين في تلك الليلة ونقله عنها "، ثم قال في حوادث السنة المذكورة في جمادى الآخرة منها: " وفيه نفذ عضد الدين أبو نصر المبارك بن الضحاك أستاذ الدار العزيزة يومئذ رسولا إلى الملك العادل وصحبته الأمير نور الدين آقباش الناصري المعروف بالدويدار، وكان العادل إذ ذاك على سنجار محاصرا لها وأمرا أن يرحلاه عنها فمضيا ورحلاه وعادا في يوم الأربعاء ثاني شهر رمضان ". ومما قدمنا يعلم أنه أرسل رسولا إلى الملك العادل الأيوبي مرتين.
وذكره كمال الدين المبارك بن الشعار الموصلي قال: " من بيت معروف بالكتابة وتولي الأعمال الديوانية، وكان من أعيان أهل بيته دينا وفضلا ومعرفة وأدبا. شهد عند قاضي القضاة محمد بن جعفر البغدادي العباسي في شعبان سنة خمس وثمانين وخمسمائة ورتب ناظرا بديوان الجوالي ثم رتب أستاذ الدار العزيزة في شهر ربيع الأول سنة ست وستمائة، ولم يزل على ذلك إلى أن توفي في ليلة الجمعة خامس عشر محرم سنة سبع وعشرين وستمائة - رح - وصلي عليه بجامع القصر وحضر جماعة أرباب الدولة وغيرهم فصلوا عليه وحمل إلى مشهد موسى بن جعفر - (عليهما السلام) فدفن في تربة له هناك. أنشدت له بمدينة السلام هذه الأبيات، حكى لي أنه كتبها على بعض سطوح الحمام المعد للمهام ونقل الأخبار:
يا حجرة بنيت بأيمن طائر * شيدت مبانيها بأحسن منظر حفت بأطيار كأن حفيفها * ريح الشمال تضمخت بالعنبر وضعت لأصناف سوابق لم تكن * لا لابن داود ولا الإسكندر الله شادك نزهة المستبصر * ببقاء مولى خلقه المستنصر مولى زكت أعرافه وجدوده * في الأطيبين وفي المحل الأطهر فغمامه من رحمة وعراصه * من جنة ويمينه من كوثر وأنشدت له في المعنى:
برج حمام سما بحمامه * حوما على الأبراج طرا وحمامه سبق الرياح * وفاتها برا وبحرا والمبارك بن الضحاك الأسدي هذا هو خال الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي الشهير. وله أخبار كثيرة لأنه كان من شيوخ الدولة العباسية وأعيانها. وهو الذي درب ابن العلقمي على شؤون الإدارة والسياسة والوزارة، وأن لم يكن وزيرا، فإنه كان مرشحا للوزارة ولكن انقطاع أجله حال دون ذلك.
قال كمال الدين الشعار في ترجمة الوزير نصير الدين أحمد بن الناقد وتوكيل الخليفة المستنصر له: وقال له أستاذ الدار أبو نصر ابن المبارك بن الضحاك وكانا قائمين (2) بين يدي الشباك الشريف، وهو الذي قام بأمر البيعة (3) لشيخوخته وملابسته لاشغال الدار العزيزة: أن أمير المؤمنين قد وكل أبا الأزهر أحمد بن محمد بن الناقد في كل ما يتجدد من بيع وعتق وابتياع.
الحاج مجيد العطار ابن محمد ولد سنة 1282 في بغداد وتوفي في النجف الأشرف سنة 1342 نشأ في مدينة الحلة وفي سنة 1334 انتقل باهله إلى ناحية شريعة الكوفة، له شعر كثير في مدح أهل البيت ورثائهم، وله إلمام في فن التاريخ الشعري.
من شعره قوله:
من حمى المرتضى اعصمت بحصن * قد حمى منه جانب العز ليث فحبانا ببره وحمانا * فهو في الحالتين غوث وغيث وله مقرظا على عصا من عوسج أهديت إلى السيد محمد القزويني:
وان عصا من عوسج ترهق العدى * وتثمر معروفا بيمنى محمد لتلك التي يوم القيامة جده * يذود بها عن حوضه كل ملحد وله متشوقا إلى لقاء الله:
ما شاقني قرب الحمام وانما * اشتاق قرب الواحد المنان لأشم ريح العفو عند لقائه * وأذوق طعم حلاوة الاحسان وله مناجيا ربه:
امحصلا ما في الصدور بموقف * لا عذر فيه لنا عن العصيان أتقيم فينا العدل يحكم وحده * وأمرتنا بالعدل والاحسان