سمعت الصدى المكبوت من ألف حجة صدى الزحف والتكبير من صرخة الغلب تصورت ذاك الفاتح الفذ والذي مشى لسبيل الله كالصارم العضب وكان له في " الشرق " و " الغرب " دولة أنارت سبيل العدل في " الشرق " و " الغرب " ويا قوم أذنبتم بتفريق شملكم فهل يهتدي للحق مرتكب الذنب فعودوا إلى ماضيكم وتعلموا بان سبيل النصر للسيف ذي الشطب وقال في هجاء الوظيفة:
بليت بها عجفاء درت ضروعها * علي سموما مثل سم الأراقم وظيفة سوء قد تجرعت صابها * وإن كنت من جرائها غير آثم لحا الله دهرا أنزلتني صروفه * على مثل من لا يرعوي مثل كاظم وإن انس لا أنس زكيا وما وعى * من القول إلا لفظة المتشائم يبادرني في كل صبح بقوله * غدا حالنا! والويل! ضربة لازم ويا رب جار ما حمدت جواره * يجادلني في عبد شمس وهاشم كان " يزيدا " جده لا لأمه * تناسل منه أو قريب " لقاسم " ومثل " زهير " وهو في ضد اسمه * زهير ولكن فعله جد قاتم وقل عن سواهم ما تشاء فإنهم * عمالقة لكن بغير قوائم كمثل ابن حرب وابن دبس وخالد * طوال جسوم أو ضخام جماجم وكلهم في ساحة الأكل فارس * يصول بضرس لا برمح وصارم وفي عكسهم موسى وحسني ومصطفى * وأشباههم من نسل حوا وآدم وكل لهم في آخر الشهر غاية * هي الراتب المقبوض من كف " سالم " إذا طير لبنان يرف جناحه * فلا في الخوافي هم ولا في القوادم فمن مثل هؤلاء جاءت ظلامتي * (وما ظالم إلا سيبلى بظالم) ومن نكد الأيام أن تلق جاهلا * يصول ويستعلي بمنطق عالم عبد الرضا صادق بن الشيخ عبد الحسين ولد سنة 1918 م في النبطية وتوفي سنة 1997 م في بيروت ودفن في النبطية.
هو سليل أسرة علم وشعر وأدب ووجاهة، تسلسل فيها ذلك منذ جدها الأعلى الشيخ إبراهيم يحيى حتى المترجم وإخوته.
درس دراسته الأولى في النبطية ثم هاجر إلى العراق فتلقى في النجف دراسات قوت معارفه لا سيما في علوم اللغة العربية فآثر التدريس في المدارس الثانوية الأهلية في العراق، وظل مثابرا على ذلك طيلة أربع سنين.
ثم اختير للانضمام إلى بعثته دراسية أوفدتها وزارة المعارف العراقية للالتحاق بكلية (دار العلوم) في القاهرة، وهي من المعاهد الجامعية المختصة بتخريج مدرسين للغة انتمى بعدها إلى معهد التربية العالي فقضى فيه سنتين ثم عاد إلى العراق فعين مدرسا في المدارس الثانوية وظل في عمله حتى إحالته على التقاعد. ثم عرض له مرض أقعده في المنزل فآثر العودة إلى موطنه ليكون بين أهله فاستقر في بيروت حتى وفاته.
كان شاعرا متين الديباجة عذب الأسلوب، وناثرا في الطليعة من كتاب جيله ومفكريه، نرك الكثير من الآثار شعرا ونثرا، وهي مما كان ينشره في الصحف العربية، على أن شعره لم يجمع في ديوان مطبوع مستقل.
شعره:
قال بعنوان: أصداء من الموكب الحسيني:
روعت آمن سربه فارتاعا * أرباع مكة لا أمنت رباعا ماذا تحس حمامة مذعورة * حطت عليك جناحها المرتاعا أتبيت آمنة وألف دخيلة * سوداء ترصد خطوة إيقاعا يا عائذات الطير لا تتوقعي * حفظ الجوار وخير جار ضاعا أبقية السلف الخضيب حسامهم * في الحق من لشريعة تتداعى عز النصير يمكة فاحشد لها * في الكوفة الأنصار والأتباعا وأقم منار هداية واهتف به * لله واقرع فوقه الأسماعا أمدارج الحرمين يا ذكرى رؤى * غر عبرن بأبطحيك سراعا لعب النبي هنا وطاف بفسحة * خضراء ثمة واستقل بقاعا ورعى شويهات وداعب ثغره * أثداءها المتحفلات رضاعا وهفا ملاك أبيض وحبا سنا * غمر المغاني الكابيات شعاعا ما كنت هينة وندت زفرة * قلت لمثلك أن تكون وداعا الأبعدون هناك مدوا باعاهم * وضننت أنت فلم تمدي باعا أرمال هذي البيد غلس موكب * سار وأوغل في الدجى إيضاعا بثي حواليه العيون رقيبة * وتحذري في البيد أن يرتاعا وترفقي أن تستثيري في الضحى * لفحا كجالية الغضا لذاعا آل النبي جلا بهم عن مكة * أن يستباح بها الكريم ضياعا نفر كما ائتلق الضحى إشراقة * وكما تنفست الرياض طباعا حيتك فارعة النخيل غمامة * وشهدت، منها الخصب والأمراعا هذا الركاب الهاشمي أما سرى * نبأ الركاب الهاشمي وشاعا أين الرجال المؤمنون يثيرهم * أن يصبح الدين الحنيف متاعا أترى أصيب القوم في إيمانهم * فتواكلوا نظرا به وسماعا فحنت به الهام المدلة حطة * لليأس يوسع شمسها إخضاعا ماذا وراء النهر أي غمامة * سوداء تقتحم الضفاف وساعا غطت نجاد الأرض موغلة المدى * فيحاء واغتمرت ربى وتلاعا هذي الجموع الحاشدات لباطل * كانت لداعية الهدى أشياعا أكمي هاشم من يطيق على الظما * حربا ومن يقوى عليه صراعا أتقول أشلاء الرجال بديدة * كان الحسين على الفرات شجاعا يمنى هفت في المعمعان وما وهت * ضربا ولا وهنت هناك قراعا يا قصة الأيام كم من عقدة * دعت البطولة عندها الإيقاعا قضت المروءة أن يموتوا دونه * فتناثروا فوق الثرى أوزاعا أتكون آكلة الكبود ضغينة * كالت بصاع من ذحول صاعا وقال:
يا فتنة الشاعر أغفى الوجود * على سكون الليلة الغافيه وما مضى من عمرنا لا يعود * ولا نراه مرة ثانية