وما يوم " أنب " الا كيسك * بل طال بالبوع أشبارها ولما هببت " ببصرى " سمكت * باهباء خيلك ابصارها ويوم على الجون " جون السراة * عز فسعطها عارها صدمت " عريمتها " صدمة * أذابت مع الماء أحجارها وفي " تل باتر " باشرتهم * بزحف تسور أسوارها وان دالكتهم " دلوك " فقد * شددت فصدقت اخبارها واستمر نور الدين في صراعه مع الصليبيين واستمر الشاعران في تسجيل انتصارات نور الدين مما يمكن ان يعد مجموعه ملحمة من الملاحم العربية و تاريخا شعريا لفترة معينة من فترات الحروب الصليبية.
الشاه إسماعيل الأول الصفوي مرت ترجمته في الصفحة 321 من المجلد الثالث ونضيف إليها هنا ما يلي:
الشيخ قطب الدين النهروالي الحنفي الذي ورد ذكره خلال ترجمة إسماعيل الصفوي هو مؤرخ معاصر لتلك الأحداث، وبصرف النظر عما تتضمنه كتابته من التعصب المذهبي الأعمى الذميم الذي لا يتورع معه عن الاختلاق والكذب - بالرغم من ذلك - فإننا لا يمكن أن نتجاهل بعض ما ذكره من أخبار، كان لا بد لنا من وضعها بين يدي القارئ. فقد ألف الشيخ المذكور كتابا سماه (الإعلام بإعلام بيت الله الحرام) تطرق فيه إلى ذكر السلطان سليم العثماني والشاه إسماعيل الصفوي ومنه نأخذ ما يلي، مع العلم أن المؤلف المذكور انتهى من كتابة كتابه سنة 922 وأن وفاة السلطان سليم كانت سنة 936 ووفاة الشاه إسماعيل كانت سنة 930 أي أن بين تاريخ انتهاء تأليف الكتاب ووفاة السلطان سليم أربع عشرة سنة، وبين وفاة الشاه إسماعيل ثمان سنوات.
قال النهروالي عن الشاه إسماعيل:
هو شاه إسماعيل بن الشيخ حيدر بن الشيخ جنيد بن الشيخ إبراهيم بن سلطان خواجا شيخ علي بن الشيخ صدر الدين موسى بن الشيخ صفي الدين إسحاق الأردبيلي، وإليه ينسب أولاده فيقال لهم: الصفويون. وكان الشيخ صفي الدين صاحب زاوية في أردبيل وله سلسلة من المشايخ، أخذ عن الشيخ زاهد الكيلاني وينتهي بوسايط إلى الشيخ الإمام أحمد الغزالي. وتوفي الشيخ صفي الدين في سنة 735 وهو أول من ظهر منهم بطريق المشيخة والتصوف، وأول ما اختار سكنى أردبيل، وبعد موته جلس في مكانه ولده الشيخ صدر الدين موسى، وكانت السلاطين تعتقد فيه وتزوره، وممن زاره والتمس بركته تيمور لما عاد من الروم وسأله أن يطلب منه شيئا، فقال له: أطلب منك أن تطلق كل من أخذته من الروم سركنا، فاجابه إلى سؤاله وأطلق السركن جميعهم، فصار أهل الروم (1) يعتقدون الشيخ صدر الدين وجميع المشايخ الأردبيليين من ذريته إلى الآن، وحج ولده سلطان خواجا علي وزار النبي ص وتوجه إلى زيارة بيت المقدس وتوفي هناك وقبره معروف في بيت المقدس. وكان ممن يعتقده ميرزا شاه رخ بن تيمور ويعظمه. فلما جلس الشيخ جنيد مكان والده في الزاوية بأردبيل كثر مريدوه وأتباعه في أردبيل فتوهم منهم صاحب آذربيجان يومئذ وهو السلطان جهاشان بن قرا يوسف التركماني من طايفة (قره قوينلو فأخرجهم من أردبيل، فتوجه الشيخ جنيد مع بعض مريديه إلى ديار بكر وتفرق عنه الباقون. وكان من أمراء ديار بكر يومئذ عثمان بيك بن قتلق بيك بن علي بيك من طائفة (آق قوينلو) جد أوزن حسن بيك البابندري وهو أول من تسلطن من طائفة آق قوينلو، وولي السلطنة منهم تسعة أنفس، ومدة ملكهم اثنتان وأربعون سنة وأخذوا ملك فارس من طائفة قره قوينلو، وأول سلاطينهم قره يوسف بن قره محمد التركماني ومدة سلطنتهم ثلاث وستون سنة.
وانقرض ملكهم على يد أوزون حسن بيك المذكور في شوال سنة 873 وكان أوزون حسن بيك ملكا شجاعا مقداما مطاعا مظفرا في حروبه ميمونا في نزوله وركوبه، إلا أنه وقع بينه وبين السلطان محمد بن السلطان مراد خان حرب عظيم في بايبرت فانكسر أوزون حسن بيك وقتل ولده زنيل بيك وهرب هو وسلم من القتل وعاد إلى أذربيجان وملك فارس والعراقين، فلما التجأ الشيخ جنيد إلى طائفة آق قوينلو صاهره أوزون حسن بيك وزوجه بنته خديجة بيگم فولدت له الشيخ حيدر، ولما استولى أوزون على البلاد وطرد عنها ملوك قره قوينلو وأضعفهم عاد الشيخ جنيد مع ولده الشيخ حيدر إلى أردبيل وكثر مريدوه وأتباعه وتقوى بأوزون حسن بيك لأنه صهره، فلما توفي أوزون حسن بيك ولي موضعه ولده السلطان خليل ستة أشهر ثم ولده الثاني السلطان يعقوب فزوج بنته حليمة بيگم من الشيخ حيدر فولدت له شاه إسماعيل في يوم الثلاثاء الخامس و العشرين من رجب سنة 892 وكان على يده هلاك ملوك العجم طايفة آق قوينلو وقره قوينلو وغيرهم من سلاطين العجم كما هو معروف مشهور. وكان الشيخ جنيد جمع طايفة من مريديه وقصد قتال كرجستان ليكون من المجاهدين في سبيل الله فتوهم منه سلطان شروان أمير خليل الله شروان شاه فخرج إلى قتاله فانكسر الشيخ جنيد وقتل وتفرق مريدوه، ثم اجتمعوا بعد مدة على الشيخ حيدر وحسنوا له الجهاد والغزو في حدود كرجستان وجعلوا لهم رماحا من أعواد الشجر وركبوا في كل عود سنانا من حديد وتسلحوا بذلك وألبسهم الشيخ حيدر تاجا أحمر من الجوخ فسماهم الناس (قزلباش)، وهو أول من ألبس التاج الأحمر لأتباعه، واجتمع عليه خلق كثير، فأرسل شروان شاه إلى السلطان يعقوب بن أوزون حسن يخوفه من خروج الشيخ حيدر على هذه الصفة، فأرسل إليه أميرا من أمرائه اسمه سليمان بك بأربعة آلاف نفر من العسكر وأمره أن يمنعهم من هذه الجمعية فإن لم يمتنعوا أذن له أن يقاتلهم، فمضى إلى الشيخ حيدر ومنعه من هذه الجمعية فما أطاعه فاتفق مع شروان شاه فقاتلاه ومن معه فقتل الشيخ حيدر وأسر ولد شاه إسماعيل وهو طفل وأسر معه إخوانه وجماعته، وجاء بهم سليمان بك إلى السلطان يعقوب فأرسل بهم إلى قاسم بك الفرناك وكان حاكم شيراز من قبل السلطان يعقوب وأمره أن يحبسهم في قلعة إصطخر فحبسهم بها واستمروا محبوسين فيها إلى أن توفي السلطان يعقوب في سنة 896 وتولى بعده السلطان رستم ونازعه في سلطنته إخوانه وتفرقت المملكة واستقل في كل قطر واحد من أولاد السلطان يعقوب، فهرب أولاد الشيخ حيدر إلى لاهيجان من بلاد كيلان وخرج من إخوان شاه إسماعيل خواجة شاه علي بن الشيخ جنيد وجمع عسكرا من مريدي والده وقاتل بهم فقتل في أيام السلطان رستم بن يعقوب. ثم توفي السلطان رستم وتولى مكانه مراد بن يعقوب وألوند بيك ابن عمه. وكان شاه إسماعيل في لاهجان في بيت صائغ يقال له نجم زرگر، وبلاد لاهيجان فيها كثير من الفرق الضالة كالرافضة والحروفية والزيدية (2) وغيرهم فتعلم منهم شاه إسماعيل في صغره مذهب