العالية في إيران، وكان قد أنشئ سنة 1268. وفيه أنضم إلى القسم الطبي الذي كان يشرف عليه الطبيب الفرنسي (جورج غاله) فنال شهادة الدكتوراه في الطب سنة 1333 فتنقل في عدة وظائف طبية ومنها رئاسة مستشفى (أحمدية) سنة 1354 ثم أوفدته الحكومة إلى الكليات الطبية في كل من فرنسا وألمانيا وبلجيكا للاستفادة من تجاربها الطبية، ولدى عودته عين مديرا للصحة العامة في مقاطعة خراسان، ثم ترك العمل الحكومي وفتح عيادة طبية خاصة في مدينة (مشهد) كان يعالج فيها مرضاه لا بحسب دراسته الطب الحديث، بل مستندا إلى الطب القديم لاعتقاده بأن العقاقير الطبية القديمة بحشائشها ونباتاتها هي أكبر ملائمة للبيئة الطبيعية التي يعيش فيها الشرقي. وأصبح الاقبال عليه كبيرا لا سيما من الأسر العريقة والعائلات المحافظة، وكان يتلقى الرسائل من الأوساط الطبية في الشرق والغرب مستعينة باختباراته في هذا الموضوع.
ترك من المؤلفات 1 - راز درمان، باللغة الفارسية، أي (سر العلاج) 2 - درمان روماتيسم ونقرص وسيأتيك، باللغة الفارسية. أي (علاج المفاصل والنقرس وعرق النسا) ويعرض لمداواة هذه الأمراض بالحشائش والأعشاب 3 - الجزء الثاني من (راز درمان) مخطوط 4 - بيماريهاي عصبي بالفارسية. أي (الأمراض العصبية) مخطوط.
توفي في طهران سنة 1379.
السيد عبد الله الشيرازي ابن السيد محمد طاهر ولد سنة 1319 وتوفي في مشهد الرضا سنة 1405.
درس في النجف الأشرف على السيد أبو الحسن الأصفهاني والشيخ حسين النائيني والشيخ ضياء الدين العراقي. ثم استقر في النجف.
وبعد طغيان النظام العراقي سافر إلى مشهد الرضا وأقام هناك مرجعا من مراجعها حتى وفاته.
له من المؤلفات: 1 - عمدة الوسائل في شرح الرسائل 2 - ذخيرة العباد في المعاد 3 - ذخيرة الصالحين وأنيس المقلدين 4 - كتاب القضاء 5 - حاشية على العروة الوثقى 6 - الاحتجاجات وغير ذلك.
الشيخ عبد الله بن علي بن عبد الله الوايل الأحسائي المعروف بالصائغ قال الشيخ جعفر الهلالي في العدد الرابع من السنة الأولى (ربيع 1406) من نشرة (تراثنا) الفصلية ما يلي:
إن مما يؤسف له حقا: أن هذه الرقعة من الأرض والتي عرفت ب (الأحساء) اليوم، وقد كانت تعرف قديما ب (هجر)، أو (هجر البحرين)، والتي إليها يشير المثل المشهور " كناقل التمر إلى هجر " قد أغفلها الدارسون والمتصدون لكتابة التاريخ والآداب بالخصوص.
يقول أحد أبناء تلك المنطقة: " فأنت إذا جئت تبحث في صفحات التاريخ فلا تجد ما يبرد ظماك ولا ما يبل صداك، وليس حظك من كتب التراجم والآداب بأحسن من حظك من صفحات التاريخ " (1).
وقد صدر قبل فترة ديوان باسم " ديوان هجر "، جمع فيه صاحبه أشعار جماعة من شعراء الأحساء، وهي خطوة حسنة، وكنت أظن أن هذا الديوان سيحتضن بين دفتيه قصائد وأشعارا لبعض هؤلاء الشعراء المنسيين ضمن من تصدى لنشر شعرهم في هذا الديوان، ولكن يظهر أن العامل المذهبي عند جامع الديوان كان قد أثر عليه فاسقط من حسابه أن يعني بنشر شعر هؤلاء الشعراء، أو ذكرهم ولو ببعض ما يدل على وجودهم كشعراء يعيشون في هذه المنطقة.
وهذا العامل في إغفال هذا النوع من الشعراء كان قد تأثر به غير واحد من كتاب الأدب وأصحاب المعاجم، فالمعروف عن صاحب كتاب " نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب " أنه أهمل الكثير من الشعراء الذين عرفوا بموالاتهم لأهل البيت (عليهم السلام)، وهكذا الحال بالنسبة لصاحب " الذخيرة " العماد الإصفهاني، فقد أسقط هو الآخر من حسابه مجموعة من هؤلاء الشعراء، وعلى هذه الوتيرة مضى الثعالبي في " اليتيمة "، والميداني في " معجم الأدباء ".
والذي نحن بصدده الآن هو ضياع هذا الأدب لمدينة الأحساء، ونسيانه.
وتتلخص الأسباب بما يلي:
1 - عدم تصدي الدارسين للتاريخ والأدب، وعدم التوجه منهم، وإغفالهم هذه المنطقة إلا القليل النادر.
2 - التأثر بالعامل المذهبي لدى بعض من تصدى لجمع شعر شعراء هذا القطر كما بينا ذلك.
3 - عامل الخوف الذي ساد رجال العلم والأدب في تلك البلاد، وهذا ناتج عن الحملة الوهابية في أول مجيئها، فقد تعرض الناس وأهل العلم والأدب - بالخصوص - إلى الامتهان والقتل أحيانا، مما دعا البعض من رجال العلم والأدب أن يغادروا وطنهم ويهاجروا إلى سائر البلدان كإيران والعراق والبحرين وغيرها، واضطر الباقون إلى إخفاء ما لديهم من تآليف علمية أو دواوين شعرية، وذلك بدفنها في الأرض.
وأما ما سلم من هذا التراث وانتقل إلى يد الورثة من أبناء العلماء والأدباء، فقد قام هؤلاء بسبب العامل نفسه باتلاف ما ورثوه من تلك المأثورات العلمية والأدبية وخصوصا الشعر منها، وإذا أحسنوا رموها بين سفوح الجبال أو وضعوها في المساجد مع نسخ القرآن الممزقة.
4 - جهل من انتقل إليهم ذلك التراث، وحرص بعضهم حتى تلف كثير من تلك الكتب والدواوين، ولعل الجهل والحرص لم يختصا ببلاد دون أخرى، فهناك الكثير من التراث العلمي والأدبي قد ضاع في كثير من البلدان لهذا السبب أيضا.
وبالرغم من كل هذا فقد وقفت في إحدى سفراتي إلى بلاد الأحساء على مجموعة لا بأس بها من الآثار الأدبية والدواوين الشعرية لبعض الشعراء هناك، وقد نقلت كثيرا من القصائد والمقاطيع الشعرية وبعض البنود، وقد استنسخت بعض الدواوين بكاملها، من ذلك ديوان الشيخ محمد البغلي من شعراء القرن الثالث عشر... وكثير من شعراء هذا القرن والقرن الذي قبله، وممن نقلت كثيرا من قصائده وتخاميسه وتشطيره الشيخ عبد الله الصايغ، كما نقلت له ملحمة مطولة في المعصومين الأربعة عشر، تبلغ 1526 بيتا حسب