وتعمد بطحاء مكة واهتف * ببني فاطم ركينا ركينا وعلى الحي من نزار وقحطان * فعج وامزج الهتاف حنينا الحراك الحراك يا فئة الله * إلى الحرب لا السكونا السكونا ومنها:
يا ابن ودي عرج بإيران فينا * انها اليوم نهزة الطامعينا قف لنبكي استقلالها بعيون * تنزف الدمع في الخدود سخينا وعلى مشهد (الرضا) عج ففيه * فعل الروس ما اشاب الجنينا تركوا المسلمين فيه حصيدا * واستباحوا منه الرواق المصونا لا تحدث بما جرى فيه اعلانا * فان الحديث كان شجونا وقال يرثي الشيخ كاظم الخراساني من قصيدة:
نعم هكذا تفنى السيوف القواضب وتنقاد للموت القروم المصاعب وترمي المنايا السود عن قوس غدرها بسهم حمام لا يقي منه حاجب فيغتال حد السيف والسيف مصلت وتستل نفس الليث والليث واثب ومنها:
لقد بات ينوي الحرب لا العزم نأكل ولا الرأي عن طرق البصيرة ناكب يعبي لهم من بأسه وحفاظه مقانب لا تقوى عليها المقانب واقلامه هن القنا وجنوده هي الكتب والآراء هن القواضب قضى ليله شطرين شطرا محاربا وشطرا به باتت تضيئ المحارب فما ابيض وجه الصبح الا وسودت مآتم في فقدانه ومنادب وأضحت ركاب السير وهي مناخة وهل ثائر فيه تثار الركائب ولو أمهلته النائبات لأصبحت به تترامى للجهاد النجائب إذا انتدبت لم تبق للروس عسكرا ولا فيلقا الا لهم فيه نادب اسالب تيجان الملوك كفى جوى بموتك ان الكفر للدين سائب قضيت فاما حزننا فهو قاطن مقيم واما صبرنا فهو ذاهب مؤلفاته شرح ديوان مهيار الديلمي الذي طبع في بغداد بثلاثة أجزاء سنة 1330 وعليه بعض الحواشي بقلم عمه السيد حيدر. وجمع شعر عمه المذكور في ديوان ووضع له مقدمة ضافية، وجمع ديوان جده السيد مهدي في جزأين، وجمع ديوان شعره.
السيد عبد المطلب الأمين مرت ترجمته في المجلد الثامن الصفحة 101 وهنا دراسة عنه بقلم الأستاذ محمد علي مقلد:
أحد الذين عرفوه عن قرب، حين طلب إليه أن يختار لعبد المطلب من بين مواهبه لقبا، راح يحصي: الشعر، الشريعة، القانون، السياسة والحقل الدبلوماسي، النقد والصحافة... الخ ثم اختار له لقب المفكر، واردف:
نعم لقد كان مفكرا، منظرا، بل لقد كان مجتهدا، وربما كان أحد كبار المفكرين، أحد أدمغة سوريا في أيامه، مع أنه لم يتخصص في ميدان معين ولم يحجز ثقافته في حقل واحد من الحقول.
أحد أصدقائه السوريين قال فيه: " كان عبد المطلب نموذجا فريدا للمواهب المتجمعة في شخص " وقال: " نحس فيه أن ما فقدناه لا يعوض ".
وقال عنه حسن شرارة: " يوم يولد تولد دنيا جديدة لا تخوم لها ولا حدود... ويوم يموت: تموت طيوف ابداع وأدوات خلق ومفاتيح رؤى...
يموت الفكر الحالم المتوقد... والوجدان المتفتح... تموت الطيوف والرؤى.
ولقد قيل فيه الكثير وأجمعت الأقوال دون استثناء على أن عبد المطلب شخص هفت إليه الأسماع وأنشدت إليه الأذهان وكانت تميل القلوب حيث يميل... والذين عرفوه كان الواحد منهم في حالة دائمة من الانتظار إلى أن يأتي عبد المطلب.
على أن لكل لقب، أي لكل موهبة، ولكل وظيفة نوعا من العلاقة مع الناس وإذا تنوعت وتمايزت علاقات الشاعر والقاضي والناقد والصحافي والسياسي فلأن نافذة الشاعر على جماهيره هي نافذة صاحب الموهبة والشفافية والخيال ومن خلالها يحكم على الشاعر أنه يرى ما لا يراه الآخرون وبصره يخترق الحجب ولسانه يعزف على أوتار القلب... و... و... و...، والصحافي أمام جماهيره قابض على السياسة دون أن يغرق فيها ملكة الفضول عنده كسلاح الهندسة في الجيوش، يتبعها على الخيط ويعود من الكواليس ليجد الأذان في انتظاره... شأنه شان الشاعر يعرف ما لا يعرفه الآخرون، أو على الأقل، هكذا كان شانه منذ عقدين وما سبق.
والقاضي، في قلمه اللحظة التي يميز فيها بين الأسود والأبيض الجريمة والبراءة، السجن والحرية، وذاكرته خزانة لغرائب الناس ومساكينهم، أشرارهم وعقلائهم، وهو جزء من السلطة محاط بمهابتها، ينهار لقبه إذا انهارت، ولكن إذا قويت وتماسكت فويل لمن يقع فريسة القانون...
والسياسي كما قال الشاعر: واحد يملك الشرفات وآخر يملك الحبال، واحد يملك اللآلئ وآخر يملك النمش والتواليل... واحد السفن وآخر الأمواج... ولكل منهما طريقة إلى القلوب ولكل منهما موقع وأثر، واحد يجيب الذين يسألون: كم الساعة الآن... والآخر يعرف كم ستكون الساعة...
واحد يصنع زعامته بين الرؤساء والوزراء والسفراء ويصفع بها وجوه الناس وأحلامهم، وآخر يمشي على خط طويل يمتد بين الحي الشعبي أو المدرسة أو