وأحالها التشبيه لما * شبهت بدم الحسين خففت لها شمسان من * لألاتها في الخافقين وبدت لنا في كأسها * من لونها في حلتين فاعجب هداك الله من * كون اتفاق الضرتين في ليلة بدأ السرور * بها يطالبنا بدين ومضى طليق الراح من * قد كان مغلول اليدين في زينة الأحياء في * الدنيا وزينة كل زين وسألته أن ينشدني شيئا آخر فقال لي قد صنفت كتابا سميته: أنيس الجليس في التجنيس في مدح صلاح الدين فانا أنشدك منه، أنشدني لنفسه:
ليت من طول بالشام * نواه وثوى به جعل العود إلى الزوراء * من بعض ثوابه أترى يوطئني الدهر * ثرى مسك ترابه وارى اي نور عيني * موطئا لي وترى به وأنشدني غير ذلك مما ضاع مني أصله. ثم سألته عمن تقدم من العلماء فلم يحسن الثناء على أحد منهم، فلما ذكرت له المعري نهرني وقال لي: ويلك كم تسئ الأدب بين يدي من ذلك الكلب الأعمى حتى يذكر في مجلسي.
فقلت يا مولانا ما أراك ترضى عن أحد ممن تقدم، فقال كيف أرضى عنهم وليس لهم ما يرضيني. قلت فما فيهم أحد قط جاء بما يرضيك؟ فقال: لا اعلمه الا أن يكون المتنبي في مديحه خاصة، وابن نباتة في خطبه، وابن الحريري في مقاماته.
ثم قال ياقوت: حدثني الآمدي الفقيه فأبلغني أنه لما قدم من بغداد إلى الموصل انثال عليه الناس يزورونه، وأراد نقيب الموصل وهو ذو الجلالة المشهورة زيارته فقيل له أنه لا يعبأ بأحد ولا يقوم لزائر ابدا، فجاءه رجل وعرفه ما يجب من احترام النقيب لحسبه ونسبه وعلو منزلته من الملوك فلم يرد جوابا، وجاءه النقيب ودخل وجرى على عادته من ترك الاحتفال به ولم يقم عن مجلسه، فجلس النقيب ساعة ثم انصرف مغضبا، فعاتبه الرجل الذي أشار عليه باكرامه فلم يرد عليه جوابا، فلما كان من الغد جاءه وفي يد الحلي كسرة خبز يابسة وهو يعض من جانبها ويأكل، فلما دخل الرجل عليه قال له: يا رقيع من يقنع من الدنيا بهذه الكسرة اليابسة لأي معنى يذل للناس مع غناه عنهم و احتياجهم إليه.
ثم ذكر ياقوت نماذج من نظمه وعدله من المصنفات ما ينيف على أربعين كتابا منها: الحماسة من نظمه. مناح المنى في ايضاح الكنى. أنيس الجليس.
التعازي في المرازي. أنواع الرقاع في الأسجاع. الأماني في التهاني. المخترع في شرح اللمع. المحتسب في شرح الخطب. المهتصر في شرح المختصر.
رسائل لزوم ما لا يلزم. كتاب خلق الآدمي. المنايح في المدايح. الخطب الناصرية. شعر الصبا. مناقب الحكم في مثالب الأمم. اللماسة في شرح الحماسة. المناجاة.
قال ابن خلكان: توفي ليلة الأربعاء الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة 601 بالموصل ودفن بمقبرة المعافى بن عمران. وقال ياقوت: مات الموصل عن سن عالية.
علي بن علي بن حمدون أبو الحسن بن أبي القاسم الكاتب من أهل الحلة السيفية.
قال عنه صاحب كتاب (انسان العيون في مشاهير سادس القرون) (1) تصرف في الأعمال الديوانية، وكان فاضلا أديبا مدح الأكابر وسافر إلى الشام، وكان غاليا في التشيع مبالغا في الرفض خبيث العقيدة مجاهرا بتكفير الصحابة!!.
نقول: يكفي في الرجل أن ينسب إلى التشيع لتنهال عليه التهم الباطلة ثم أورد له قصيدة منها:
أصف السيد الذي يعجز الواصف * عن عد فضله في السنين خاصف النعل خائض الدم في بدر وأحد والفتح خوض السفين والقضايا التي بها حصل التمييز * بين المفروض والمسنون سل براءة عمن تولت وفكر * ان طلبت النجاة فكر ضنين ان في مرحب وخيبر والباب * بلاغا لكل عقل رصين وكفى فتح مكة لمن استيقظ * أو نال رشده بعد حين حين ولى النبي رايته سعد * المفدي من قومه بالعيون فرأى أن عزله بعلي * هو احمى لمجده من افون توفي على عهد الخليفة الناصر.
علي بن عبد القادر المراغي قال الشيخ عبد القادر بدران في كتابه (منادمة الأطلال) وهو يتحدث عن (خانقاه السميساطية) في دمشق وعن مشاهير صوفييها، وذكر منهم المترجم، ما يأتي:
علي بن عبد القادر المراغي ثم الدمشقي الصوفي المعتزلي. قال ابن حجي:
كان فاضلا في العلوم العقلية ويعرف العربية ويقرئ المنهاج في الأصول، وكان بارعا في الطب ويدري النجوم وما يتعلق بها، ويقرئ (الكشاف)، وكان معتزليا وينسب إلى التشيع والرفض، وكان أولا صوفيا بالسميساطية، فقام جماعة وشهدوا عليه بالاعتزال، وأخرجوه ورفعوه إلى الحاكم فعزره واستتابه، ثم قدره بخانقاه خاتون فنزل بها إلى أن مات. وحصل له استيحاش من الفقهاء، وربما كان يقرأ عليه من يأنس به. أخذ عنه التقي ابن مفلح، والتقى ابن حجي، توفي سنة ثمان وثمانين وسبعمائة. (انتهى) ووصفه بالمعتزلي هو ما اعتادوه في وصف كثير من أعلام الشيعة بالاعتزال، لاتفاق الشيعة مع المعتزلة في بعض الأمور، وإلا فأين الاعتزال من التشيع.
ملا علي الهمذاني ولد سنة 1313 في قرية من قرى همذان وتوفي سنة 1401 في همذان درس على علماء همذان ثم على علماء طهران، ثم انتقل إلى قم فتابع دراسته فيها على الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي. ثم استقر في همذان حتى وفاته.
له من المؤلفات: الاجتهاد والتقليد، الاحباط والتكفير، حاشية على