محمد بك أبي الذهب، من بلاد الشام إلى إعطاء السلطان العثماني حرية الحركة (1). وفي الثاني عشر من رجب 1185 ه / 22 تشرين الأول (أكتوبر) 1771 م صدر فرمان سلطاني بنقل عثمان باشا وأبنائه من ولاياتهم (2)، وجعلت الدولة محمد باشا العظم واليا على دمشق (3)، وقدمت إلى الباشا الجديد الولاء والطاعة القوى المحلية في مدينة دمشق وأجزاء الولاية، لكنه ظل عاجزا عن ممارسة المهام الملقاة على عاتقه بصفته واليا على دمشق. وبدا ذلك واضحا عند حلول هو عد القيام بالدورة السنوية المعتادة لجمع الضرائب المتوجبة على أجزاء ولايته بغرض تأمين مصاريف قافلة الحج الشامي، فقد بلغ ضعفه إلى حد الطلب من ظاهر العمر أن يأذن له بالتجول في أجزاء ولاية دمشق أثناء موعد الدورة، لكن الأخير أبلغه أن لا داعي لذلك وسوف يقوم هو أي الشيخ ظاهر بإرسال عائدات أقاليم دمشق إليه (4).
ولم تعين السلطات العثمانية ممثلا لها في ولاية صيدا بديلا عن درويش باشا، لأن معظم أجزاء الولاية بما فيها العاصمة صيدا كانت قد تخلصت من السيطرة العثمانية وخضعت لحكم المتمردين. ولقد ضاعف قلق الباب العالي فقدان السلطات العثمانية لمدينة صيدا، نظرا لما كان للمدينة من مكانة لدى رعايا جبل الدروز، الذين استمروا بالمطالبة بإعادتها لهم، فهي كانت تخص أجدادهم، وهي منفذ بحري لهم على الخارج يصدرون منه إنتاجهم من القطن ويستوردون ما يحتاجه الجبل من مواد غذائية. ومن هنا نظر الباب العالي نظرة تشاؤم لما قد يقع بعد رفع النفوذ العثماني عن هذه المدينة، وبعد أن كان يتكل على رعايا جبل الدروز أحيانا في التصدي لخصومه، أما الآن بعد زوال سيطرته على المدينة وخضوعها للمتمردين فقد يشك بإخلاصهم له. وتوقع الباب العالي أن يتخلى رعايا جبل الدروز عن محالفة السلطان، وأن ينحازوا إلى جانب علي بك بمجرد أن يلوح لهم بورقة المدينة، لأنها كانت أملهم الوحيد ولم ينسوا بعد علاقة أجدادهم بها (5).
ولكن لم يكن من خصال الشيخ ظاهر العمر إعادة ما أخذه بالقوة، هذا إلى جانب الكراهية المتبادلة بينه وبين الأمير يوسف، فقد كان الشيخ يفضل أن تعود مدينة صيدا إلى سلطة العثمانيين، على أن تكون من نصيب رعايا جبل الدروز الذين تحولوا بموقعهم إلى أعداء طبيعيين له. ولكن بالرغم من أحقاد فقد كانت المصلحة المشتركة أن يتفقا (6).
وأدى سقوط صيدا بأيدي المتمردين، والاضطرابات التي كانت تسود ولايتي دمشق وصيدا، أن انقطعت المواصلة بين المدينتين وتوقفت التجارة (7).
واتفق الحليفان على كيفية إدارة حكم المدينة، فقد كلف علي بك الكاشف مصطفى بك أن يكون حاكما للمدينة من قبله، وهذا القائد المملوكي أصله من جورجيا، وكانت تبدو عليه الطيبة والكرم وكان كل الجنود من أتباعه.
وكان يمثل سلطة ظاهر أحمد آغا الدنكزلي، وهو من أصل مغربي أو تونسي شرير ويعاقب بدم بارد يعادل قسوته، وكانت السلطة الفعلية في المدينة في يده، وقد أسند إليه مهمة حراسة القلعتين وكان الجمركي مصريا ويجمع الضرائب لأمر علي بك، الذي يقوم من جهته بتموين الجانب الأكبر من احتياجات الحامية، المؤلفة من مصريين ومغاربة وعدد مماثل لهم من الصفديين رعايا الشيخ ظاهر العمر. وكانت الحامية تتناقض يوما بعد يوم، ولم تشكل قوة قادرة على الصمود، بالرغم من مجاورة العامليين لها، الذين كانوا على استعداد لنجدتها بقوة مؤلفة من ثلاثة إلى أربعة آلاف رجل. وتوقع المحاصرون إذا توجهت قوة عثمانية مهما كانت درجة ضعفها، يمكنها استعادة المدينة بكل سهولة، لأن القائدين لن يستطيعا منع قواتهما التي تقوم بالحراسة من الهرب، إذا لم يبادر بنفسيهما إلى الهرب قبلهم (8).
نصر بن علي بن منصور النحوي الحلي أبو الفتوح المعروف بالخازن، كان حافظا للقرآن المجيد عارفا بالنحو واللغة. قدم بغداد واستوطنها مدة، وقرأ على ابن عبيدة وغيره وسمع الحديث على أبي الفرج بن كليب وغيره ولم يبلغ أوان الرواية.
توفي شابا في الحلة في ثالث عشر جمادى الآخرة سنة 600 ودفن في مشهد الحسين عليه السلام (9).
نصير الدين بن أحمد بن علي المنازي مرت ترجمته في الجزء العاشر الصفحة 221 ونزيد عليها هنا ما يأتي:
ومن شعره قوله:
ودار خراب قد نزلت بها * ولكن نزلت إلى السابعة فلا فرق بين ان أكون * بها أو أكون على القارعة وأخشى بأن أقيم الصلاة * فتسجد حيطانها الراكعة إذا ما قرأت " إذا زلزلت " خشيت بان تقرأ " الواقعة " نظير، ولي محمد اكبرآبادي اشتهر بلقبه (نظير) لذلك ترجمناه في حرف النون.
هو شاعر الحياة الشعبية ولسان العامة يصور مواسمهم وأسواقهم وأشواقهم، وشعره منتم إلى أفكار الفقراء والمعوزين وطبقاتهم، لذلك يحبه الناس في الهند وينشدونه في مهرجاناتهم واحتفالاتهم.
نواب صفوي اسمه السيد مجتبى نواب صفوي ولد سنة 1343 في بلدة خاني آباد الواقعة قريبا من طهران واعدم سنة 1375 في طهران. هذا ما قاله أحد المصادر عن مكان ولادته ولكن مصدرا آخر قال إنه ولد في محلة فقيرة من محلات طهران نفسها وكان أبوه من طلبة العلم ثم أصبح محاميا سجن أيام الشاه رضا بهلوي كما أن مصدرا آخر قال إنه ولد في قرية من قرى أصفهان.
دخل مدرسة الصناعة بعد اكمال الدراسة الابتدائية، وكان خلال دراسته هذه يتابع دراسة اللغة العربية والعلوم الدينية، وكانت أمنيته ان يدرس في النجف الأشرف ولكن أحواله المادية لم تسمح له بذلك، فذهب إلى الأهواز واشتغل بما تخصص به في مدرسة الصناعة، ولكن لم تطل اقامته هناك إذ ساهم بمظاهرات وخطب بالمتظاهرين فأرادت السلطات القبض عليه فاستطاع الفرار حتى وصل النجف الأشرف وكان احمد كسروي قد جاهر بدعوته الالحادية