وستة وعشرين رجلا. ثم سيق من بقي من الناس وفيهم الشيوخ والعجائز والأطفال مشيا على الأقدام إلى ديار بكر في الأناضول فمات الكثيرون منهم في الطريق. وبقي الذين استطاعوا النجاة قبل دخول عاكف إلى المدينة منتشرين حيث حلوا حتى سقوط بغداد بيد الانكليز فعادوا إلى الحلة.
ولم يكن بين استباحة الحلة وسقوط بغداد أكثر من خمسة أشهر وكان المترجم فيمن نزحوا إلى بلدة جناجة وهناك التقى بالشاعر الشيخ محمد حسن أبي المحاسن الكربلائي فاتصل به وتخرج عليه. وبعد احتلال بغداد من الإنكليز عاد إلى النجف فأقام فيها، ثم سكن الكوفة ثم الحيرة. وبعد سنة 1340 استقر في النجف خطيبا حسينيا مؤثرا، منصرفا في الوقت نفسه إلى البحث والمطالعة ونظم الشعر، واختير عميدا لجمعية الرابطة الأدبية حتى آخر حياته.
وقد ذاع اسمه بالخطابة الحسينية في جميع انحاء العراق، وصار سمة من سمات النجف البارزة.
ترك آثارا منها: 1 - المقصورة العلوية وهي قصيدة تناهز (450) بيتا من الشعر في سيرة أمير المؤمنين عليه السلام 2 - عنوان المصائب في مقتل الإمام علي عليه السلام. 3 - البابليات في ثلاثة اجزاء وهو في تراجم شعراء الحلة. 4 - الذخائر ديوان شعري خاص بأهل البيت عليهم السلام 5 - ديوان شعره.
وقد حقق عدة دواوين شعرية طبعت باشرافه. وله تعليقات على بعض كتب التاريخ والتراجم، كما أن له كثيرا من البحوث في المجلات في التراجم.
شعره مرت له قصيدة رثائية في الصفحة 41 من المجلد الثامن، وقصيدة رثائية أخرى في الصفحة 440 من المجلد العاشر، وله ديوان مطبوع في حياته قال الشيخ محمد رضا الشبيبي في المقدمة التي كتبها للديوان: " تجد الشاعر يستوحي احداث العالم العربي من العراق إلى المغرب، وهي احداث ومآس جلبها استعمار المستعمرين الغربيين على العالم المذكور ".
ويقول أيضا: " جبل اليعقوبي على شئ غير قليل من لطف الطبع وخفة الروح وحرارة النكتة والفكاهة وانك لتجد في شعره شواهد يتناولها الرواة، على أن بعض أبياته في المداعبة والمباسطة تعد نقدا سياسيا لاذعا ".
قال في الحفلة التي اقامتها جمعية الرابطة الأدبية في مركزها العام في النجف احتفاء بأعضاء النادي العربي بدمشق يوم زيارتهم النجف في 3 شوال سنة 1357:
عسى وحدة للعرب أنتم رعاتها * يلم بكم عما قريب شتاتها وليس عجيبا ان نهضتم بعبئها * فإنكم اكفاؤها وكفاتها سعيتم لتحقيق الأماني لقومكم * ورب أمان لا تخيب سعاتها وأيقظتم للعز أشرف أمة * على الذل لم يعهد قديما سباتها تحن بلاد الرافدين لوصلكم * ودجلتها تشتاقكم وفراتها سقى الله في ارض الشام مغارسا * من العز فينا أينعت ثمراتها فروع علا من دوحة عربية * تطاول جوزاء السماء نبعاتها وارواح بشرقي العراق تضوعت * ولكن سرت من جلق نفحاتها تحييكم منا الوجوه ضواحكا * وأنفسنا مطوية حسراتها ولو كان يروي الدمع غلة واجد * رأيتم عيونا ثرة عبراتها حدادا لما قاست فلسطين انها * عليها الرزيات التقت حلقاتها إذا اليوم لا يطفى شرار لهيبها * فهيهات تطفى في غد جذواتها تئن فيبكي العالمين أنينها * وتشكو فتشجي السامعين شكاتها توالى عليها الظلم والكرب والبلا * ولا تنجلي الا بكم كرباتها ومن عجب يغدو حماها مقسما * ومن دونها تفدي النفوس حماتها كماة إذا فلت مواضي سيوفها * كفتها بماضي حدها عزماتها تضحي لاولى القبلتين نفوسها * وتلك أضاحيها وذي قرباتها تفانى العدى في غصبها بعد ما غدت * بفيض الدما مغمورة جنباتها فلا عجب فالخود تسبي مشوقها * إذا ما بدت محمرة وجناتها ولما نبا عن صوتها سمع خصمها * اتتها تلبي صوتها أخواتها وما موتنا بين الورى وحياتنا * مدى الدهر الا موتها وحياتها وقال حين وقف على ضريح مؤلف (أعيان الشيعة) سنة 1374:
قد كنت آمل أن أراك * إذا دخلت الشام حيا ويقر طرفي ان رأى * لمعان ذياك المحيا واليوم زرتك ثاويا * بثرى له تعنو الثريا ما المسك أطيب من شذى * عبقاته نفحا وريا فلئن طوتك يد الردى * فبنشر ذكرك سوف تحيا لم يسل ذكرك غدوة * ابد الحياة ولا عشيا محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي ذكر في الصفحة 27 من المجلد العاشر، ولم يشر إلى عصره. ونقول هن أنه توفي في حدود منتصف القرن الرابع. ويراجع بشأن كتابه (معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين) ما جاء في هذا المجلد فيما استدرك على ترجمة الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي (شيخ الطائفة).
الشيخ محمد قسام ابن محمد علي ولد في النجف سنة 1299 وتوفي في بغداد سنة 1373 ودفن في النجف.
توفي أبوه وهو ابن عامين فكفله اخوه الشيخ قاسم ودرس في النجف ثم اتجه إلى الخطابة الحسينية وتخرج فيها على الشيخ محمد تأمر.
سكن الحيرة خطيبا ناجحا يلتف الناس حول منبره، ولما هاجم الانكليز العراق في الحرب العالمية الأولى واحتلوه كان صوته مدويا في الدعوة إلى مقاومتهم في خطبه التي كان يلهب بها الجماهير. وبعد احتلال النجف توارى عن الأنظار والتجا إلى (بدرة) وبعد توسطات ومداخلات سمح له بالعودة إلى النجف على أن يمتنع عن الخطابة. ولما قام الحكم الوطني زالت عنه القيود وعاد إلى المنبر الحسيني واقبل عليه الناس وعمت شهرته العراق كله.
ترك: (الأخلاق المرضية في الدروس المنبرية) طبع بعد وفاته والحق به بعض قصائده في رثاء أهل البيت عليهم السلام. وله غيرها من النظم والنثر.
محمد قطب شاه السادس مرت ترجمته في المجلد العاشر الصفحة 41 ونزيد عليها هنا ما يلي:
كان شاعرا فذا مرب للشعراء. وله في شعره الكليات، وفيها الشعر الغنائي والوجداني وقصائد في مدح أئمة أهل البيت ع ورثاء الحسين عليه السلام. ويعتبر مؤسس الاحتفالات السنوية بذكرى استشهاد الحسين عليه السلام في الهند.