وأهبط الوادي وأغواره * ناحية أطوي إلى ناحية أمحو بكفي رسوم الهوى * - وضاحة - والصور الباقية أقول والآهة في أضلعي * محبوسة والأنة الكاوية هنا أقمنا من عناء السرى * نرتاح من جولتنا النائية تمتد بالأطياب من حولنا * أنفاس هذي القمة العالية وفوق هذا السفح غنيتها * أنشودة مشبوبة القافية مرت على الزنبق ألحانها * فاستيقظت أوراقه الغافيه وهاهنا طافت بأذيالها * تشكو هواها النسمة الغادية وهاهنا والطير تشدو لها * أغفت على تمتمة الساقيه وقال:
ما تظنين ولي حس وشعر وشباب ومنى غر وأحلام عذاب ورغاب ما تظنين ولي هذا الربيع المستطاب أأنا أمشي على الزهر أم الدرب يباب ربما يحجب عن عينيك مأساتي حجاب هذه النظرة في وجهي خداع وكذاب والدعاب المرح الضاحك هم واكتئاب ووراء الهدأة الخرساء في نفسي اضطراب لا يغرنك في الشاعر أن يندى اهاب فلقد يعرض عذب الماء في القفر سراب ويبل الحطب اليابس في الفجر ضباب وقال:
تولى الظلام فكم نسهر * حنانك، قد تعب السمر أرقن لذكرك أجفانهم * أنكرى وأنت التي تذكر وطال فمثل نوازي الرحيق * تظل بأحشائهم تخطر خيالك يا ضلة العبقري * وفتنته عالم نير تألق فانغمر السامرون * وشع فملء الدجى أنور وجل فأحقر نعمائه * نفوس تعيش ولا تشعر عبدتك يا صبوة الشاعرين * خلودا بألآئه يزخر ودنيا تزاحم بالطيبات * وتندى نعيما بما يغمر وكونا تظل الأماني العذاب * توشح منه بما يبهر جمالك، أي العيون المراض * تعيب جمالك أو تحقر أتنكره، أي ألواحه * وأي مظاهره ينكر؟
تسامى فكل أديم به * يهز، وكل ثرى يسحر وعم فحتى المعرى السليب * يروع وحتى المدى المقفر تحير ما ينشئ الألمعي * بهذا الجلال، وما يخبر أيبدع أنك فوق الكمل * وأنك في فنه أكبر؟
وكيف ينالك وصف البليغ * وغر صفاتك لا تحصر أبنت الطبيعة هل عبقر * سواك، وأين ترى عبقر أتملك مثلك هذا الفتون * وهذا الجمال الذي يأسر أيخطر فيها الربيع الجميل * فيبتسم الورق الأخضر وتألق العدوات الفساح * وتجري بأحضانها الأنهر وتندي على الربوات العذاب * ورود بصافي الندى تقطر تخطر في خطرات النسيم * عذارى تحب وتستهتر أتعرف ما نزوات الخريف * وكيف عواصفه تجأر تكسر من وقعهن الغصون * وينتثر الورق الأصفر تهب أعاصيره الجامحات * تباعا، ويرتفع العثير أيطغي بها من توازي الشتاء * جنون بقسوته منكر يجوش، فلا ألق للضحى * ولا كوكب للدجى يظهر ويرضى فللقمم العاليات * نصيب بهذا الرضا أوفر يزنرها بالضباب الندي * فتعلقه العين إذ تنظر وتعتم أرؤسها بالثلوج * لينثرها العارض الممطر وماذا، أللصيف في عبقر * مقام تظل به تعمر ينام الرعاة على خصبه * وملء العيون رؤى تزهر ويصحو الصباح على جلجل * يرن وشبابة تزمر ويبدو المساء بآفاقه * يوشحه الشفق الأحمر بلادي وإنك معنى الحياة * أتزهو بغيرك أو تنضر؟
سلام على عهدك المستطاب * وشوق لأيامه مسعر ضللت فذا كبدي خافق * يئن بأحنائه يزفر سيبقى بهيكل آلامه * يسبح فيه ويستغفر وقال شقيقه القاضي محمد علي يرثيه من قصيدة:
جفاني تبياني فقم عنه وافيا * ونب عن لسان رده الخطب بابيا فما زلت نورا في الخواطر مشرقا * وما زلت وحيا في الضمائر ساريا قصائد من معناك صيغت فرائدا * وآيات حسن من حلاك حواليا فهذا الخثال الحر بات مصفدا * بواقعك الدامي يعاني المآسيا وما كان قبل اليوم إلا أخ السهى * يسامر في الأفق النجوم الحوانيا فأللوى به الخطب الجليل فرده * حطاما بصحراء الفجيعة خاويا أخ الروح غاض الأنس بعدك وانطوت * ليال بها كنت السمير المناجيا يحيطك أهل كالسوار بمعصم * فلا كنت مشكوا ولا كنت شاكيا فخلفت ما بين الضلوع مجامرا * تزاحم في دفق الدموع المآقيا هتكت حجاب الصبر ملء قلوبهم * وقد ضارعوا فيه الجبال الرواسيا يبرحك الداء العياء بشدة * فتمضي بأحكام المشيئة راضيا سنذكر والذكرى تعله واله * عهودا كما شاء الزمان زواهيا أقمت بها ملء النواظر ماثلا * ورحت بها ملء المسامع شاديا تمد رواقا للأحبة جامعا * وتبسط كفا بالمحبة جاريا تناوبها الأحباب أندى من الندى * وأطيب من فوح الأزاهر زاكيا وتسمو بصرح الضاد عزا وسؤددا * وتحفظ صرحا للثقافة ساميا عبد الرضا المطبعي بن محمد ولد في النجف سنة 1927 وتوفي سنة 1970.
كان كاتبا شاعرا قاصا من مؤلفاته: 1: - سمير الناس 2: - قلوب قاسية 3: - من سجل الحياة 4: - رسائل الرسول (ص) 5: - عكركوف وما جرى للصعكوك وغير ذلك.
عبد العزيز بن البراج مرت له ترجمة موجزة في المجلد الثامن الصفحة 18 وهي من الترجمات التي توفي المؤلف قبل أن يكملها. وقد نشر له الشيخ جعفر السبحاني ترجمة مفصلة في نشرة (تراثنا) التي تصدر في مدينة (قم) نأخذها فيما يلي:
سعد الدين أبو القاسم عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز بن براج