يدعو إلى الحركة والعمل والتقدم وترك القعود.
وهو شاعر خطيب مصلح في شعره، دعا إلى اصلاح ما فسد من الأمور وتنظيم الجهود، فقامت بدعوته المؤسسات الشيعية الكبرى في لكنو مثل: كلية الشيعة، ودار الأيتام، ومدرسة الصنائع، وقاعة القومية.
وكان هو صاحب قيادة " شيعة كانغرس " وان كانت الزعامة في أيدي الأمراء والسياسيين، ولكن الحركة والدعوة كانت بيد الصفي وحده لحرارة شعره واثره العميق في النفوس.
كان شاعرا كبيرا نظم في تاريخ البلاد وصور أوضاع الشيعة وحاجاتها الراهنة، وهو شاعر أخلاقي اصلاحي.
الضحاك بن عبد الله المشرفي.
قال أبو مخنف: حدثني عبد الله بن عامر عن الضحاك بن عبد الله المشرفي قال: لما رأيت أصحاب الحسين قد أصيبوا وقد خلص إليه والى أهل بيته ولم يبق معه غير سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثغمى وبشير بن عمرو الحضرمي قلت له يا ابن رسول الله قد علمت ما كان بيني وبينك قلت لك أقاتل عنك ما رأيت مقاتلا فإذا لم أر مقاتلا فأنا في حل من الانصراف فقلت لي نعم قال فقال صدقت وكيف لك بالنجاء ان قدرت على ذلك فأنت في حل قال فأقبلت إلى فرس وقد كنت حيث رأيت خيل أصحابنا تعقر أقبلت بها حتى أدخلتها فسطاطا لأصحابنا بين البيوت وأقبلت أقاتل معهم راجلا فقتلت يومئذ بين يدي الحسين رجلين وقطعت يد آخر وقال لي الحسين يومئذ مرار لا تشلل لا يقطع الله يدك جزاك الله خيرا عن أهل بيت نبيك فلما أذن لي استخرجت الفرس من الفسطاط ثم استويت على متنها ثم ضربتها حتى إذا قامت على السنابل رميت بها عرض القوم فافر جوالي وأتبعني منهم خمسة عشر رجلا حتى انتهيت إلى شفية قرية قريبة من شاطئ الفرات فلما لحقوني عطفت عليهم فعرفني كثير بن عبد الله الشعبي وأيوب بن مشرح الخيواني وقيس بن عبد الله الصائدي فقالوا هذا الضحاك بن عبد الله المشرقي هذا ابن عمنا ننشدكم الله لما كففتم عنه فقال ثلاثة نفر من بني تميم كانوا معهم بلى والله لنجيبن إخواننا وأهل دعوتنا إلى ما أحبوا من الكف عن صاحبهم قال فلما تابع التميميون أصحابي كف الآخرون فنجاني الله.
الشيخ ضياء الدين الخالصي ابن الشيخ محمد صادق اسمه عبد الحسين لكنه لم يعرف به مطلقا بل اشتهر بلقبه، وإن كان توقيعه في رسائله: عبد الحسين ضياء الدين.
ولد في الكاظمية سنة 1315 وتوفي فيها سنة 1370.
كان من أطيب الناس ذاتا وأعفهم يدا وأكرمهم خلقا وأصدقهم لهجة وأكثرهم وفاء. سليل البيت العلمي العريق. درس في الكاظمية، ثم واصل التتبع والبحث والمطالعة فأخرج مجموعة نفيسة من المؤلفات.
ولكن لأنه كان أبي النفس بعيدا عن التملق والتزلف، عاش فقيرا معدما بينما كان الجهلاء المنافقون المدجلون ينعمون بأموال الشعب. ولو قدر لهذا الرجل من يحتضنه ويقيه غائلة الجوع ويضمن له نوعا من كفاف العيش لا أكثر، لكان منه رجل علم وفضل وتحقيق تثرى بانتاجه المكتبة الإسلامية. ومع ذلك، ومع أنه كان له من فاقته شاغل أي شاغل، فقد أخرج الكتب الآتية:
1 - الدروس الاعتقادية 2 - تنقيح وتلخيص شروح الألفية 3 - مخازي بني أمية 4 - تمرين الطلاب في مشاكل مسائل في النحو والصرف واللغة والاعراب 5 - خلاصة الحاشية على تهذيب المنطق 6 - قواعد التجويد 7 - تهذيب كتب الفقه 8 - حول تقريرات الشيخ مرتضى الأنصاري 9 - تحفة الحبيب 10 - الصحيفة المهدوية 11 - ضياء الايمان 12 - أربعون حديثا، في أصول الدين والفقه والأخلاق 13 - الملاحظات، حول كتاب (تنزيه القرآن عن المطاعن) لعبد الجبار المعتزلي 14 - النقد الجميل على تفسير أنوار التنزيل للقاضي البيضاوي، وهو ما فات الشيخ البهائي من نقده 15 - تحفة الاخوان في نقد كتاب آلاء الرحمن في تفسير القرآن 16 - تعليقات على عدة كتب 17 - الفوائد المتفرقة، وهو على نهج الكشكول، وجله نقد لكتب دينية وأدبية يمكن أن يرتب وينوع إلى عدد من الكتب، وقد تم منه ستة مجلدات كبار.
وقد كان يقرأ كل كتاب يقع في يده وشذ أن لا يعلق عليه أو يصحح ما فيه فقد كانت هوامش كتبه مملوءة بالفوائد. ولما اشتد به الضيق باع ذلك كله بثمن بخس.
وقد كنت خلال إقامتي في العراق وزيارتي للكاظمية لا أفعل شيئا بعد زيارة الجوادين قبل أن أسعى للقيا الشيخ ضياء الخالصي فالتقي به في إحدى حجر الصحن أو في مكتبة النجاح فتمتلئ نفسي سعادة بمطالعة ذلك الوجه الذي يشع إيمانا ووداعة وإيناسا وحكمة، واحرص على أن لا أتكلم بكلمة كي لا أقطع حديثه العذب الرائق المؤنس. وقد كنت أعلم أنه ضيق الحال ولكن لم أكن أدري أنه على تلك الدرجة من الضيق لأنه كان يحاول جهده أن لا يظهر عليه أمام أصدقائه أنه مكروب، بل كانت الابتسامة المشعة تملأ وجهه دائما لئلا يكدرهم.
وزرت العراق بعد انقطاع وجئت الكاظمية للزيارة ولرؤية الشيخ ضياء الخالصي، فسالت صديقا عنه، فقال: لقد مات وأؤكد لك أنه مات جوعانا بل لقد مات من الجوع.
هكذا كان مصير العالم الباحث الأديب المؤرخ ذي الشمم والأباء والنزاهة، هكذا كان مصيره على مرأى ومسمع من الدولة البترولية، وإلى جوار القصور الشامخة والعمائم المنتفخة التي تشكو هي واتباعها من التخمة.
الشيخ ضياء الدين العراقي مرت ترجمته في الصفحة 392 من المجلد السابع ونزيد هنا عليها ما يلي:
ولد في سلطان آباد (إيران) سنة 1278 فدرس الأوليات، ثم قرأ المقدمات على والده وغيره ثم هاجر إلى النجف الأشرف فأدرك بحث السيد محمد الفشاركي وغيره، ثم حضر دروس الميرزا حسين الخليلي والشيخ محمد كاظم الخراساني والسيد محمد كاظم اليزدي وشيخ الشريعة الأصفهاني وغيرهم.
واستقل بالتدريس بعد وفاة الخراساني سنة 1329 وكان لمجلس درسه اقبال ملحوظ لا سيما في علم الأصول الذي اشتهر به، وظل متوليا التدريس أكثر من ثلاثين سنة تخرج عليه خلالها العدد الكبير من المجتهدين.
تلاميذه من تلاميذه: السيد محمد تقي الخونساري والسيد عبد الهادي الشيرازي والسيد أبو القاسم الخوئي والسيد محسن الحكيم والسيد علي الكاشاني اليثربي و الشيخ عبد النبي العراقي والشيخ محمد تقي الآملي والميرزا حسن اليزدي والشيخ محمد تقي البروجردي وغيرهم كثيرون.