للعرب... وليست للروم، فكيف جعلها للروم؟ " فضحكت من قوله، وقلت له: " الضمير في " مثلها " إلى أين يعود؟ أليس إلى البيض وهي السيوف؟ فلم يدر ما قلت ".
وبذا يتبين لنا أن أبا الطيب المتنبي في الأبيات التي أوردها الكاتب في مقالة، يصف فيها جيش الروم، وليس جيش سيف الدولة، فجيش سيف الدولة كانت وحداته متجانسة تماما - كما قلت سابقا - ويجمع بين الصورة الأولى التي رسمها الكاتب للمحاربين العرب في العصر الجاهلي، لأن جيش سيف الدولة بمعظمه كان من أفخاذ قبيلة بكر بن وائل، والصورة الثانية للمحاربين المسلمين الأوائل، الذين كانوا يقاتلون لهدف سام، وتأدية رسالة عظيمة خالدة هي رسالة الاسلام...
علي بن عبد الله بن العباس جد السفاح والمنصور توفي سنة 114 وقيل 119 وقيل 118.
قال اليافعي: كان سيدا شريفا بليغا، وكان أصغر أولاد أبيه وأجمل قرشي على وجه الأرض وأوسمه وأكثره صلاة وكان يدعى السجاد لذلك.
وروي أنه لما ولد أتى علي بن أبي طالب عليه السلام إلى أبيه فهناه وقال:
شكرت الواهب وبورك في الموهوب، ما سميته؟ قال: أو يجوز لي أن أسميه حتى تسميه، فامر به وأخرج إليه فحنكه ودعا له ثم رده إليه وقال خذ إليك أبا الأملاك، وقد سميته عليا وكنيته أبا الحسن، فلما كان زمن ولاية معاوية قال ليس لكم اسمه وكنيته وقد كنيته أبا محمد فجرى عليه، هكذا قال المبرد.
وقال الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء: لما قدم على عبد الملك بن مروان قال له: غير اسمك وكنيتك فلا صبر لي عليهما، فقال:
أما الاسم فلا وأما الكنية فاكنى بأبي محمد، فغير كنيته. قيل وإنما قال عبد الملك هذه المقالة لبغضه في علي بن أبي طالب، إذ اسمه وكنيته كذلك.
وذكر الطبري في تاريخه أنه دخل على عبد الملك بن مروان فأكرمه وأجلسه على سريره وسأله عن كنيته فأخبره، فقال لا يجمع في عسكري هذا الاسم وهذه الكنية لأحد، وسأله هل له من ولد فأخبره بولده محمد وكناه أبا محمد.
على أن الواقدي يقول: ولد أبو محمد يعني علي بن عبد الله المذكور في الليلة التي قتل فيها علي بن أبي طالب.
وقال المبرد: ضرب علي المذكور بالسياط مرتين، كلتاهما ضربه الوليد بن عبد الملك، أحدهما في تزوجه لبابة بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وكانت عند عبد الملك فعض تفاحة ثم رمى بها إليها وكان أبخر فدعت بسكين، فقال ما تصنعين بها؟ فقالت أميط عنها الأذى فطلقها وتزوجها علي بن عبد الله المذكور فضربه الوليد وقال إنما يتزوج بأمهات الخلفاء ليضع منهم، إن مروان بن الحكم إنما تزوج بأم خالد بن يزيد بن معاوية ليضع منه، فقال علي بن عبد الله إنما أرادت الخروج من هذا البلد وأنا ابن عمها فتزوجتها لأكون لها محرما.
وأما ضربه إياه في المرة الثانية، فقد حدث محمد بن شجاع بإسناد متصل، قال: رأيت علي بن عبد الله مضروبا بالسوط يدار به على بعير ووجهه مما يلي ذنب البعير وصائح يصيح: هذا علي بن عبد الله الكذاب (إلى آخر ما قال...).
وكان عظيم المحل عند أهل الحجاز حتى روي أنه كان إذا قدم مكة حاجا أو معتمرا عطلت قريش مجالسها في المسجد الحرام وهجرت مواضع حلقها ولزمت مجلسه إعظاما وإجلالا وتبجيلا، فان قعد قعدوا وإن نهض نهضوا وإن مشى مشوا جميعا حوله حتى يخرج من الحرم. وكان طويلا جسيما ذا لحية طويلة وقدم عظيم جدا لا يوجد له نعل ولا خف حتى يستعمله. مفرطا في طوله، إذا طاف كأنما الناس حوله مشاة وهو راكب.
الشيخ علي البحراني بن لطف الله توفي سنة 1099 من أدباء البحرين، من شعره ما قاله متشوقا إلى وطنه وإخوانه:
يا نسيم الريح أن جئت المقاما * فأبلغن عني أحباي السلاما بلغيهم قبل ما ان تحملي * من هداها الروض شيحا وخزامى سفر قد صار من أهواله * فيه كل المستحبات حراما طال حتى ملت الروح به * الجسم والقلب به حل المقاما ولقد صليت نحو الشرق والغر * ب في السير ولن أخشى الآثاما ولعمري جاز من تطويله * لو به صمنا وصلينا تماما فكأني صار قصد السدلي * مثل ذي القرنين في السير مراما غربة قد عرف القلب بها * ربه من بعد ما عنه تعامى وقال في (أنوار البدرين): الظاهر أنه هو صاحب المسائل التي أجاب عنها الشيخ أحمد بن عصفور والد الشيخ يوسف في العطارة والتجارة. والظاهر أنه من أهل حد حفص من البحرين والله العالم.
الملا علي النوري المازندراني الأصفهاني منشأ ومسكنا توفي سنة 1247.
ذكر اسمه وتاريخ وفاته في الصفحة 368 من المجلد الثامن ولم تذكر ترجمته فقد سقطت خلال الطباعة، واختلطت ترجمته مع ترجمة الذي يليه (علي بن هارون) الذي سقطت ترجمته هو الآخر، وبقي منها مقطوعتان شعريتان.
لذلك نذكر هنا ترجمة الأول، ثم نتبعها بترجمة الثاني.
أما ترجمة الأول فهي:
انتقل في أوان الطلب من وطنه إلى أصفهان وانصرف فيها إلى درس الفلسفة، اخذ فنونها أخذا عن فلاسفة عصره إلى أن صار إماما في هذا الشأن وصارت الرحلة إلى أصفهان بسببه. اخذ عنه جماعة من الفلاسفة منهم السبزواري.
صنف حاشية على شرح الارشادات ولما مات نقل إلى النجف.
أما ترجمة الثاني فهي:
أبو الحسن علي بن هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم في معجم الشعراء للمرزباني: من بيت الأدب ومعدنه ومعاني الشعر وموطنه وهو القائل: