حام حول الشباك يشبه جاسوسا * يروم العبور خلف الحدود ما الذي ضر لو منحتم جوازا * (لفؤاد) من الهوى مفئود وفتاة لا أقصد الشمس لا بل * فضلتها بقامة وبجيد أرأيت الغزال يبدي نفورا * أرأيت انعطافة الآملود؟
ما ائتلاق الياقوت من شفتيها * ما الثنايا بلؤلؤ منضود تلك أحياء هذه جامدات * أفحي كميت ملحود؟
لبست مثل طهرها حلة بيضاء * تزري بناصع من جليد كشكشتها بمنتهى كتفيها * وانتهى الكم بانتهاء الزنود وبدت والدلال يعبث فيها * كجناح الملاك عند الصعود يثب النهد تحتها أسجين * باذل جهده لكسر القيود أم كقلبي لما دنت وتدلت * بعد حر الجوى ومر الصدود أم كفرخ في البيض ينقر قشرا * يبتغي مخرجا لهذا الوجود مد منقاره يريد غذاء * وهواء لذا الوليد الجديد فانالته وردة قلت مهلا * هل طعام الطيور حمر الورود فأجابت: لا ليس ذاك طعاما * بل حجابا من شر عين الحسود وقال معزيا أحد أصدقائه بزوجته:
عهدتك من جزع أكبرا * ومن جل من صبروا أصبرا فكم قد أغارت عليك الهموم * وكم رجعت ظلعا حسرا بلى صادفت منك جلد الرجال * ولاقت بك الليث ليث الشري فيا علما قد أغار الثريا * ويا جعفرا قد أغاث الثرى إليك بمن قد مضى أسوة * نبي الهدى ووصي الورى خديجة فارقت المصطفى * وفاطمة فارقت حيدرا وأخرى (أبو حسن) قالها * إلى أشعث يوم قد ذكرا أعيذك بالله مستعبرا * وأرجو لك الله أن تؤجرا عميد الدين أبو الفرج الفتح بن عبد الله بن محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام:
الكاتب البغدادي، ذكره ابن الدبيثي في أصل تاريخه، ولكن لم يوجد بل وجد مختصر الترجمة في مختصر تاريخه للذهبي، قال: من أهل بيت حديث وكلهم ثقات، سمع محمد بن أحمد الطرائفي ومحمد بن علي بن الداية وأبا الفضل الأرموي وأبا منصور نشتكين وغيرهم، سمعنا منه. ولد يوم عاشوراء من سنة سبع وثلاثين وخمسمائة. قلت روى عنه أبو عبد الله البرزالي وأبو الفتح بن الحاجب والقاضي شمس الدين ابن العماد والسيف أحمد بن عيسى وأبو إسحاق بن الواسطي وأبو الفرج بن الزين وأبو المعالي الابرقوهي وعبد الرحمان المكبر البغدادي وجماعة كثيرة، وكتب عنه أبو الفتح بن الحاجب وقال: شيخنا بقية بيته، صارت إليه الرحلة من البلاد وتكاثر عليه الطلبة وكان من ذوي المناصب والولايات وترك الخدمة وقنع بالكفاف وأضر باخرة وكان كثير الأمراض حتى أقعد، وكان محققا لسماعاته إلا أنه لم يكن يحب الرواية لمرضه واشتغاله بنفسه وكان كثير الذكر ذا هيبة ووقار، وكان يتوالى (1) ولم يظهر لنا منه ما نكره بل كان يترحم على الصحابة ويلعن من يسبهم، وكان صحيح السماع ثقة، سمع جده وأبا القاسم بن أبي شريك وعلي بن نور الهدى الحسين الدبيثي وأبا الكرم الشهرزوري وأبا لوقت. وذكر الذين ذكرهم ابن الدبيثي وقال:
توفي في رابع عشر محرم سنة أربع وعشرين وستمائة. وعده الضياء محمد في الشيوخ الذين أجازوا له، وشيوخ الفتح في مشيخة جده أبو الفتح وأحمد بن محمد ابن الاخوة وابن الداية ونور الهدى الزبنبي وابن الطرائفي وأحمد الميهني وأبو الكرم الشهرزوري ونوشتكين والارموي وابن الحاسب وسعيد البناء وأبو بكر الذاغوني وأبو الوقت وابن خضير وابن الخل " اه ".
وذكره المنذري في وفيات سنة 624 وقال: كان شيخا حسنا كاتبا أديبا بليغا وله شعر وتصرف في الأعمال الديوانية ولنا منه إجازة كتب بها الينا من بغداد غير مرة. " اه ".
وقال ابن الفوطي: " ولي الاعمال الجليلة وسار فيها السيرة الجميلة ".
فتى من أهل الكوفة.
أخذ علي عليه السلام مصحفا يوم الجمل فطاف به في أصحابه، وقال: من يأخذ هذا المصحف يدعوهم إلى ما فيه وهو مقتول؟ فقام إليه فتى من أهل الكوفة عليه قباء أبيض محشو، فقال: أنا، فاعرض عنه، ثم قال: من يأخذ هذا المصحف يدعوهم إلى ما فيه وهو مقتول؟ فقال الفتى: أنا، فاعرض عنه ثانية. ثم أعاد القول للمرة الثالثة، فقال الفتى: أنا، فدفعه اليه، فدعاهم، فقطعوا يده اليمنى، فاخذه بيده اليسرى، فدعاهم، فقطعوا يده اليسرى، فأخذه بصدره والدماء تسيل على قبائه، فقتل. فقال علي: الآن حل قتالهم فقالت أم الفتى بعد ذلك:
لا هم أن مسلما دعاهم * يتلو كتاب الله لا يخشاهم وأمهم قائمة تراهم * يأتمرون الغي لا تنهاهم قد خضبت من علق لحاهم (2) الفضل بن جعفر بن الفضل بن يونس أبو علي البصير عد ابن شهرآشوب في المعالم أبو علي البصير في شعراء أهل البيت المتقين. وأورد له في المناقب قوله:
بنفسي وما لي من طريف وتالد * وأهلي أنتم يا بني خاتم الرسل بحبكم ينجو من النار من نجا * ويزكو لدى الله اليسير من العمل أواصل من واصلتموه وان جفا * واقطع من قاطعتموه وان وصل عليه حياتي ما حييت فان أمت * فلست على شئ سوى ذاك اتكل الفضيل بن الزبير بن عمر بن درهم الكوفي الأسدي هو مردد بين أن يكون زيديا أو جعفريا، وإذا صحت زيديته فهو على كل حال من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام.
قال السيد محمد رضا الحسيني الجلالي متحدثا عنه:
" فضيل " كذا عنونه البرقي في رجاله في أصحاب الإمام الباقر عليه السلام، وفي أصحاب الإمام الصادق عليه السلام، وهكذا الكشي لكنه ذكره مع " أل " أيضا، وكذا الشيخ الطوسي بدون " أل " ومعها.
فظهر التصحيف في عنوانه ب " الفضل " بدون ياء، كما صنعه الشيخ ابن