رحال السفر إلى مصر وسائر الأقطار العربية يحمل المشروع الذي تضمن ما يلي بالتلخيص:
" ان يقسم كل نائب دائرة انتخابية إلى اقسام تؤلف في كل منها لجنة لتعميم التعليم الابتدائي. وأخرى اختصاصية لترتيب برنامج لاصلاح هذه المدارس على أن تسلك خطة التوحيد، وان يعقد النواب مؤتمرا عاما يحددون زمانه خلال السنة ذاتها 1911 يحضره مندوبون عن هذه اللجان لدراسة جميع البرامج الموضوعة واستخلاص برنامج واحد منها يكون دستورا للعمل في سائر البلاد العربية، وان يبحث المؤتمر مسألة توحيد الكتب والتربية لايجاد شعور واحد في نفوس طلاب جميع البلاد العربية وانشاء مدرسة لتخريج المعلمين - دار للمعلمين - بطريق الإعانات وقد تعهد المنتدى بتضحيات مادية وأدبية في سبيل تهيئة المعلمين لهذه الدار وبتطوع أعضاء المنتدى المثقفين للتدريس في المدارس علاوة على وظائفهم أو أعمالهم العادية.
" ولقد قوبل هذا البرنامج بالترحيب والارتياح في البلاد العربية وخاصة في مصر التي كانت أول من رحب به ونهض لمساعدته فتألفت لجنة فيها ضمت سبع عشرة شخصية كبرى من أبرزهم: احمد تيمور باشا، محمد باشا الشريعي، رفيق بك العظم، الدكتور شبلي شميل، الخ، للقيام به والعمل بموجبه.
" في الواقع كان اهتمام المنتدى الأدبي منصبا إلى الناحية الاجتماعية والاصلاح الأساسي للنهوض بالأمة العربية من حيث الثقافة قبل كل شئ لتتبوأ مكانها اللائق في السلطنة العثمانية فكان بهذا الوصف عبارة عن معهد علمي وناد أدبي في آن واحد، حيث كانت تعطى فيه الدروس الليلية وتعلم الطلاب اللغة التركية واللغات الأجنبية ويستفيدون من مكتبته الحافلة بالكتب العلمية في سائر فروع الثقافة إنما لم يقتصر الطلاب والمنتسبون إليه على هذا الأمر بل كانوا يتناقشون في المسائل الاجتماعية والوطنية التي تجري على مسرح السياسة في الآستانة وفي تقدير قيم الرجال وتفضيلهم بعضهم على بعض وانتقاد أقوال الجرائد والتنديد بأعمال رجال السياسة ويبحثون في الأحزاب السياسية في مجلس الأمة وحقوق العرب، ويعللون العلائق السياسية بين الدولة العثمانية ودول الغرب، وفي ميزانية الدولة وغير ذلك من المواضيع.
فالمنتدى الأدبي كان أول مؤسسة تعهدت فكرة القومية العربية بعنايتها ورعتها منذ أول نشوئها وظهرت هذه الفكرة بنوع من الوضوح في أذهان أعضائها وفي أحاديثهم ومناقشاتهم، ولكن في اطارها العثماني العام، وتلمست طريقها الصحيح طريق العلم والمعرفة والثقافة، ففي الخطاب الذي ألقاه عبد الكريم الخليل في الحفلة التي دعا إليها نواب العرب، ترددت على لسانه كثيرا عبارة الأمة العربية وتوحيد قوى الأمة، وحدد فيه معالم وأركان القومية وروابطها مثل وحدة اللسان، وحدة التاريخ، ووحدة الوطن، ووحدة المنفعة، وبين أن هذه الروابط موجودة في الأمة العربية، لكنه قال: ان هذه الروابط غير كافية ما لم ترتكز على أساس متين من الثقافة الموحدة والعلم الراسخ "، فكان بذلك من أوائل الذين دعوا إلى الوحدة العربية، أو الجامعة العربية وعرفوا الطريق الصحيح إليها وشرع فعلا في العمل نحو تحقيقها عن طريق المشروع الذي تحدثت عنه.
وقد بقي المنتدى الأدبي حتى عام 1915، وقت أن شنق جمال باشا رئيسه أثر محاكمات ديوان الحرب العرفي في عالية مع شهداء العرب.
عبد الكريم بن جمال الدين أحمد بن طاووس مرت ترجمته في المجلد الثامن الصفحة 42 ونضيف إليها ما يلي:
درس على عمه رضي الدين وعلى المحقق الحلي وعلى الخواجة نصير الدين الطوسي ويحيى بن سعيد والمفيد بن الجهم الحلي والسيد عبد الحميد بن فخار الموسوي والشريف أبي الحسن علي بن محمد بن علي العلوي العمري النسابة مؤلف كتاب المجدي في انساب الطالبيين والشيخ حسين بن اياد النحوي.
وتلمذ عليه جماعة منهم أحمد بن داود الحلي والشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش الحنبلي والشيخ علي بن الحسين بن حماد الليثي.
له من المؤلفات: الشمل المنظوم في مصنفي العلوم، فرحة الغري (1) وجاء في كتاب تاريخ الحلة أن قبره مشهور لدى أهل الحلة واقع بالقرب من قبر السيد علي بن طاووس في جهة الجنوب.
ونقول: كيف يتفق هذا مع ما ذكر في كتاب (الحوادث الجامعة) ونقله صاحب تاريخ الحلة نفسه من أنه توفي في مشهد موسى بن جعفر وحمل إلى جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. ومع ما ذكر كذلك في الترجمة المنشورة في المجلد الثامن.
ويقول في " روضات الجنات ": حائري المولد، حلي المنشأ بغدادي التحصيل كاظمي الخاتمة. اه ولم يذكر موضع قبره.
السيد عبد الله الجزائري مرت له ترجمة في المجلد الثامن الصفحة 87 ونزيد عليها هنا ما يلي:
ولد في سابع شعبان سنة 1112، تعلم القراءة والكتابة ثم بدأ بقراءة العلوم الدينية عند أبيه وعلماء آخرين، وفي سنة 1128 ذهب إلى أصفهان ثم