وارحمتاه، وهل تجدي استغاثتهم * بنا، وهم بحراب الجور قد عدموا ضيموا بدارهم، فاستنهضوا شمما * والعرب يأبى لها أن تخضع الشمم وحاولوا غصب ما قد أورثته لها * آباؤها، فاستشارت عزمها الهمم وشاطرتهم " بنو صهيون " أرضهم * وكيف ترقى إلى أسيادها الخدم يأبى الفتى العربي الحر منقصة * فكيف يرضى إذا ما حقه اهتضموا وهل تنام إذا ريع الحمى أسد * وفي الصدور شواظ العزم تضطرم لله كيف ترى أوطانها علنا * " مقسومة وبعين الله تقتسم " ثقي فلسطين أن العرب أجمعهم * إن تهضمي هضموا أو تسلمي سلموا فالجسم إن سقمت إحدى جوارحه * نال الجميع كما قد ناله الألم السيد محمد حسن الحكيم المشتهر بالشهرستاني قال السيد صالح الشهرستاني:
- أسرة الحكيم الحائرية:
أسرة علوية عريقة، ينتهي نسبها بالإمام الشهيد الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهما السلام، وقد استوطنت هذه الأسرة مدينة كربلاء منذ أواخر القرن الثاني عشر الهجري وتصاهر أفرادها بمرور الأيام مع بعض الأسر الكبيرة في مدينة الحسين عليه السلام كالأسرة الشهرستانية وغيرها.
وأسرة الحكيم الحائرية هذه لا تمت بصلة باسرة الحكيم الطباطبائية التي تسكن النجف الأشرف وسائر أرجاء العراق إذ أن أسرة الحكيم الحائرية حسينية النسب وأسرة الحكيم الطباطبائية حسنية النسب.
لقد اشتهر أفراد أسرة الحكيم الحائرية الحسينية منذ أواخر القرن الثالث عشر الهجري بلقب الشهرستاني عن طريق الشقيقتين (حافظة) و (ليلوة) ابنتي أحد كبار شيوخ القبائل المقيمة في ضواحي مدينة كربلاء، لأن الأولى السيدة (حافظة) المتوفاة في 6 جمادى الثانية سنة 1298 ه تزوجها كبير الأسرة الشهرستانية السيد الميرزا صالح الموسوي الشهرستاني المتوفى سنة 1309 فولدت له السيد الميرزا محمد مهدي الموسوي الشهرستاني الثاني المتوفى سنة 1333 ه وأخوة وأخوات له. كما أن السيدة (ليلوة) تزوجها السيد خليل بن السيد إبراهيم الحسيني الحائري الذي اشتهر بالحكيم (جد صاحب الترجمة)، فولدت له السيد مهدي الحكيم (أبو المترجم) وبذلك أصبح السيد مهدي الحكيم الحائري هذا ابن خالة السيد الميرزا محمد مهدي الموسوي الشهرستاني الثاني. ومن هذه النسبة السببية وعلى أثر الاتصالات التي توثقت بين السيد مهدي الحكيم وابن خالته السيد الميرزا محمد مهدي الشهرستاني الثاني وللعلاقات المتينة التي وجدت بين العديليين السيد خليل الحكيم الحائري والسيد الميرزا صالح الموسوي الشهرستاني غلبت شهرة الشهرستاني على أفراد أسرة آل الحكيم، ثم حافظ الذرية من الأولاد و الأحفاد من أسرة الحكيم الحائرية على هذه الشهرة التي زادت تأصلا فيهم من جراء مصاهرة كثير من أفرادها ذكورا وإناثا بأفراد من الأسرة الشهرستانية والعكس بالعكس.
هذا ويستبان من وثيقة مؤرخة في 20 شوال سنة 1293 ه وخاصة ببعض أملاك الأسرة الشهرستانية في كربلاء جرت مصالحتها بين بعض الإخوة والأخوات من ذرية السيد الميرزا كاظم الموسوي الشهرستاني أخي السيد الميرزا صالح الموسوي الشهرستاني. يستبان من هذه الوثيقة (الموجودة في مكتبتي) أن السيد خليل الحكيم عديل السيد الميرزا صالح كان حيا في ذلك التاريخ لأن خطه وختمه مسجلان على تلك الوثيقة المدونة في كربلاء بذلك التاريخ على النحو التالي: (الأمر كما سطر وأنا من الشاهدين الأقل خليل بن إبراهيم الحسيني - رسم الختم خليل بن إبراهيم الحسيني) كما وأن ابنه السيد مهدي وضع شهادته جنب شهادة أبيه على هذه الوثيقة على النحو الآتي: (نعم الأمر كما سطر لدي وأنا الجاني مهدي بن خليل الحسيني - رسم الختم مهدي الحسيني) فيستدل من هذين التوقيعين والختمين أن لقب الحكيم وشهرة الشهرستاني غلبت على أفراد هذه الأسرة الكريمة بعد سنة 1292 ه).
أما المترجم - الطبيب السيد محمد حسن الحكيم المشتهر بالشهرستاني:
فهو حكيم بالمعنيين اللغوي والاصطلاحي، طبيب نطاسي على أسلوب الطب القديم، طريقة ابن سينا والرازي، علوي خلقا وخلقا، دقيق في فحوصه وعلاجاته وصفاته الطبية.
وهو السيد محمد حسن الحكيم المشتهر بالشهرستاني ابن السيد مهدي الحكيم الشهير بالشهرستاني ابن السيد خليل بن السيد إبراهيم بن محمود ابن عبد العزيز بن عمران... إلى أن ينتهي النسب الشريف بالإمام الحسين الشهيد عليه السلام.
ولد صاحب الترجمة في مدينة كربلاء في ليلة الجمعة الثاني من شهر صفر سنة 1294 ودرس على أبيه الطبيب النطاسى المعروف المقدمات في علوم العربية وأصول الدين وقواعد الطب القديم وفقا لعرف زمانه. كما أخذ يتدرب على يده أساليب العلاجات بالعقاقير الطبية والحشائش العلاجية، بالإضافة إلى إكبابه على المطالعة فيما حوته مكتبة والده من كتب طبية خطية قديمة مستعينا بها على دراساته الطبية وواضعا إياها نصب عينيه في علاجاته.
تلك الكتب القيمة التي انتقلت إليه بعد وفاة شقيقه الأكبر السيد أحمد الحكيم الذي اعتنى بصاحب الترجمة بعد وفاة أبيهما سنة 1318 ه وتدريبه على استخلافه في مهنة الطب التي تلقاها هو أيضا من والده السيد مهدي وخلف والده في وسادته الطبية وكان من أشهر أطباء كربلاء. ولم يكد يتوفى شقيق المترجم إلا وجلس السيد محمد حسن الحكيم على وسادة الطب بعد أبيه وشقيقه و أصبح من الأطباء المشار إليهم بالبنان في مدينة كربلاء وما جاورها من القرى و الضياع.
وكان الإقبال عليه كبيرا خاصة من الأسر العريقة المعروفة، لا سيما و قد اشتهر عنه سرعة تشخيص المرض وإتقان العلاج.
وفاته لقد وافت المنية مترجمنا في 24 ذي الحجة سنة 1361 ه في مسقط رأسه (كربلاء) ودفن في مقبرة أسرة الحكيم الحائرية الواقعة في الجهة الشمالية من الصحن الحسيني وقد ترك مجموعة خطية نفيسة ضخمة باللغتين العربية والفارسية على شكل مذكرات أو كشكول ضمت بين دفتيها كل شاردة، وواردة من المسائل العلمية والنبذ الأدبية والمقطوعات الشعرية والنكت المفيدة والقواعد الطبية والتجاريب العلاجية والوصفات الصحية والحوادث التاريخية.
والده السيد مهدي الحكيم الشهير بالشهرستاني:
كان أستاذا لكثير من الأطباء الذين زاولوا مهنة الطب بعده في مدينتي