لم يك العلم أداة للفنا * ولتحطيم الدنى دارا فدارا ببنات الجو قد سدوا الفضا * وبنات الماء قد رجوا البحارا ههنا سرب من الآجال طارا * وهنا فوج من الأقدار سارا سادت البحر فأضحى مكمنا لجنود عجبا فيه توارى كم ترى غواصة تحسبها * تبتغي القعر لمن فيها قرارا هي تحت الماء تجري خلسة * ثم لا ترجع أو تلقى انتصارا راعت الحيتان في مسبحها * حين كاد البحر ينشق انفجارا وترى بارجة تلقاءها * أختها تعدو لتوليها اندحارا تلطم الموج حواليها، وما * لطمت إلا هضابا لا غمارا وهي بينا تزدهي ماخرة * إذ بها عادت على الأمواج نارا سل: إلى أين مضى ربانها * وإلى أين بها التاريخ صارا؟
أمم قائدها الأعلى بها * ملأ الأبحر جندا والقفارا قد حداها للردى مذعنة * وبها حاد عن القصد وجارا كلما أرعد من ناحية * مدفع أمطرها الموت انهمارا وإذا ما زحفت دبابة * نحوها لم تهدها حتى الفرارا وإذا ما قصفتها من عل * طائرات هدت الصف انهيارا وإذا ما حجب الليل الضحى * عاد من نيرانها الليل نهارا فمن المسؤول عن مال لها * قد تلاشى، ودم ضاع جبارا أمم غضبى لأخرى مثلها * تحمل الموت حديدا وبخارا أضمروا العزم بحرب بدعة * ودعوا للسلم في الناس جهارا بعثوها من جديد، أو ما * أبقت الأولى لواعيها اعتبارا؟
إن تسوء تلك فاجدر أن يروا * هذه أسوأ غرسا وثمارا قال وقد زار بغداد سنة 1940:
جئت " دار السلام " أرجو الفرارا * من أسى لم أجد عليه انتصارا فإذا بي أضيف للحزن حزنا * وكأني أضيف للنار نارا أين وجهت مقلتي لم تزدني * نظراتي إلا جوى وأوارا لا أرى غير ما يؤرق جفني * من مراء تقذي عيون الغيارى ونفوس لم تدر إلا امتهانا * جنب أخرى لم تدر إلا اغترارا جمع الياس والرجاء ببغداد * كما تجمع الدجى والنهارا سر قليلا معي لتبصر ما لم * يستطع شاعر عليه اصطبارا غص من كل شارع جانباه * بشيوخ، وصبية، وعذارى كلهم يشتكي إلى الله حكما * " تتريا " زاد النفوس انفجارا هم وقوف، وبالكرام بنات النار * كالبرق بينهم تتجارى كل سيارة تمر عليهم * أتبعوها القلوب والأبصارا كاد أن يذهب النهار، وكادوا * أن يذوبوا مع النهار انتظارا أي دور هذا الذي نحن فيه * لم يشاهده " اردشير " و " دارا " ما العصور التي استبدت تضاهي * ظلم عصر سام الضعاف احتقارا ألف سيارة تمر بفرد وألوف على الرصيف حيارى فئة أطلقت لها الحكم فانظر * زمر الناس بينها كالأسارى كل يوم لها نظام جديد * لم يحقق إلا لها الأوطارا أغرت الشعب بالوعود فمهما * رغبت أن يهيج هاج وثارا إن تكن هكذا الولاة فجاور * في الشري الأسد فهي خير جوارا أو تكن هكذا العدالة فاحذر * عن قريب يا ابن البلاد الدمارا خبثت منهم السرائر حتى * ما أجنوا لصالح أسرارا وأمان ما تدخل القلب إلا * مثلما تدخل الأفاعي الوجارا ليتهم حين لم يجيدوا صنيعا * لبني شعبهم أجادوا اعتذارا وإذا شئت أن ترى الوضع أجلى * طف ببغداد وائت دارا فدارا واسأل القوم عن بلاد تمنت * أن ترى منهم لها أنصارا هل أعدوا لها المشاريع تجني * الخير منها، أو تدفع الأضرارا ستراهم ما هيأوا وأعدوا * للعراق المسكين إلا البوارا ما أروه غير المآسي، كأن * القوم عند العراق تطلب ثارا وتأمل بما ترى من نعيم * إن يزد زادت البلاد افتقارا نعم بلدت طباع ذويها * فاختبرهم لم تلق إلا حمارا ليس يدرون غير أن يتهادوا كل آن بين الزواني سكارى أيهم زاد في الملاهي انغماسا زاد * إخوانه علا وفخارا إن أرتنا الآثار مجد ذويها * فهم أسوأ الورى آثارا أيها الكادح المرزأ عيشا * خل هذي البلاد وأو القفارا خلها هازئا بها، وبمن فيها * عبيدا تستخدم الأحرارا خلها وانتزع هوى لك فيها * من قديم، واسدل عليه الستارا خلها فالكهوف أرحب صدرا * لك منها، والوحش أوفى ذمارا خلها ساعة ليعلم أهل * البذخ أن الثراء عنهم توارى وارح ما استطعت يمناك مما * أغدقته على الجناة يسارا أنت إذ تستدر منهم حنانا * مثل من بات يستدر جدارا لست حرا إن ترض أن تلبس القوم * حريرا، وتلبس الأطمارا لست حرا إن ترض أن تجني الشوك *، ويجنوا مما غرست الثمارا لست حرا إن ترض أن تحسو الرنق *، ويحسوا على يديك العقارا نشر الفجر نوره فتيقظ * وأجل عن عينك القذى والغبارا ليس في هذه الحياة نصيب * لجبان فلا تخف جبارا لك حق كما لغيرك فادأب * بتقاضي حقوقك استمرارا وأعدها كما اشتهيت، وإلا * فلم العزم، واعذر الأقدارا محمود بن علي بن الحسن الحمصي مر ذكره في المجلد العاشر الصفحة 105 ونزيد هنا ما يلي:
هو سديد الدين محمود بن علي الحمصي الرازي الحلي. قال فيه صاحب لؤلؤة البحرين: كان هذا الشيخ علامة زمانه في الأصولين ورعا ثقة، له تصانيف منها: التعليق القصير والتعليق الكبير، وكتاب المنقذ من التقليد والمرشد إلى التوحيد المسمى بالتعليق العراقي، وكتاب المصادر في الأصول.
وكتاب التبيين والتوضيح في التحسين والتقبيح. وكتاب بداية الهداية. وكتاب نقض الموجز للنجيب أبي المكارم اه وقال منتجب الدين بن بابويه القمي في فهرسته: حضرت درسه سنين وسمعت أكثر هذه الكتب. اه.
وقال محمد بن إدريس الحلي في كتابه السرائر في كتاب القضاء: سألني