نشأ في أحضان أسرة علمية عريقة، فوالده الميرزا أبو طالب كان من أبرز علماء يزد.
يرجع بنسبه إلى الشيخ الصدوق صاحب كتاب " من لا يحضره الفقيه ".
بدأ دراسته على علماء يزد ثم هاجر إلى أصفهان فواصل دراسته فيها، ثم انتقل إلى قم متابعا الدراسة، ثم صار مدرسا بارزا بين مدرسي الحوزة العلمية في قم. وهناك توثقت الصلة بينه وبين السيد الخميني ثم دعاه أبناء مدينة يزد إلى العودة.
ولما نفي السيد الخميني إلى النجف الأشرف، ثم انتقل بعد ذلك إلى قرب مدينة (باريس) كانت نداءاته وبياناته تصل أكثر ما تصل إلى صديقه القديم (الصدوقي) في يزد، ومن هناك تنتشر في أنحاء إيران ولما بدأت حركة الثورة الاسلامية تشتد داخل إيران، أصدرت حكومة الشاه في أحد الأيام أمرا بمنع التجول فتحدى الشيخ الصدوقي امر المنع وخرج متجولا مع جماعة من الناس.
ولما هاجم النظام العراقي إيران تولى المترجم توعية الناس وإثارة الحماسة في نفوسهم لصد العدوان الغادر. ثم اخذ يتنقل في مناطق العمليات العسكرية حاضا المجاهدين على الثبات والصمود لا سيما في عمليات (بيت المقدس) التي انتهت بتحرير مدينة (خرمشهر).
ولما هاجمت إسرائيل لبنان سنة 1982 كان مما قاله: لقد سمعنا صوت الشعب اللبناني المظلوم ولبينا النداء لمساعدته فورا في قتال الصهيونية العالمية، رغم استمرار الحرب المفروضة علينا، ونعلن أننا لن يهدأ لنا بال ما لم نقض على جذور الظلم والبغي في المنطقة.
الشيخ محمد علي الأردوبادي مرت ترجمته في المجلد التاسع الصفحة 438 ونضيف إليها ما يلي:
هو الشيخ محمد علي بن الميرزا أبي القاسم بن محمد تقي بن محمد قاسم الأردوبادي التبريزي النجفي.
ونسبته إلى أردوباد، مدينة تقع على الحدود بين آذربايجان والقفقاز، قرب نهر أرس.
وكانت ولادته في تبريز في 21 رجب سنة 1312 هجرية.
وأتى به والده إلى النجف بعد عودته إليها في حدود سنة 1315 فنشأ عليه ووجهه خير توجيه.
قرأ مقدمات العلوم على لفيف من رجال الفضل والعلم، وحضر في الفقه والأصول على والده، وشيخ الشريعة الإصفهاني - وقد أخذ عنه الحديث والرجال أيضا - والسيد ميرزا علي الشيرازي، وفي الفلسفة على الشيخ محمد حسين الإصفهاني، وفي الكلام والتفسير على الشيخ محمد جواد البلاغي، ولازم حلقات دروس مشايخه الثلاثة المتأخرين أكثر من عشرين سنة. وبرع في الشعر والأدب العربيين وتضلع في التاريخ والسير وأيام العرب ووقائعها. توفي سنة 1380 في النجف الأشرف.
له: كتاب ضخم في ست مجلدات على نهج الكشكول، فيه الكثير من الفوائد التاريخية والرجالية والتراجم والتحقيقات.
و " حياة إبراهيم بن مالك الأشتر " مختصر نشر في آخر مالك الأشتر للسيد محمد رضا بن جعفر الحكيم المطبوع في طهران سنة 1365 ه.
و " حياة سبع الدجيل " في ترجمة السيد محمد ابن الإمام علي الهادي عليه السلام صاحب المشهد المشهور في الدجيل قرب بلد، طبع في النجف أيضا.
و " سبيك النضار في شرح حال شيخ الثار المختار ".
و " الرد على ابن بليهد القاضي " وهو رد على الوهابيين طبع.
و " الأنوار الساطعة في تسمية حجة الله القاطعة ".
و " منظومة في واقعة الطف ".
و " منظومة في مناضلة أرجوزة نير " جارى بها ألفية الشيخ محمد تقي التبريزي المتخلص بنير، وقد بلغت " 1651 " بيتا.
و " علي وليد الكعبة " طبع في النجف عام وفاته 1380 مع مقدمة لسبطه السيد مهدي ابن الميرزا محمد ابن الميرزا جعفر ابن الميرزا محمد الشيرازي.
و " حياة الإمام المجدد الشيرازي " في ترجمة السيد الميرزا محمد حسن المتوفى سنة 1312، وهو يشتمل على تراجم كثير من تلاميذه ومعاصريه.
و " سبك التبر فيما قيل في الامام الشيرازي من الشعر " في " 600 " صفحة، ترجم فيه لشعرائه ومادحيه مع إيراد قصائدهم مرتبة على حروف الهجاء.
و " ديوان شعر " عربي، معظمه في مدح آل البيت ورثائهم، ومراثي العلماء والعظماء وفي سائر الأغراض الأخرى، ويبلغ مجموع نظمه أكثر من ستة آلاف بيت.
و " التقريرات " في الفقه والأصول وغيرهما، كتبها من تقريرات مشايخه وآخر آثاره " تفسير القرآن " خرج جزؤه الأول فقط.
الشيخ محمد علي بري ابن الشيخ أحمد ولد في بلدة تبنين (جبل عامل) وهاجر قبيل الحرب العالمية الأولى إلى ديترويت ميشغن في الولايات المتحدة الأمريكية والتحق للعمل في معامل فورد للسيارات وظل هناك حتى مطالع شيخوخته فعاد إلى بلده تبنين وفيها توفي.
قال يصف حياته في معامل فورد:
معامل " فورد " قد طويت بها عمرا * الأهل أرى بعد الزوال له نشرا قطعت بها العشرين كرها كأنني * أسير يمج الماء من فمه صبرا وقاسيت اتعابا بصدري مريرة * وهيهات أشفي من مرارتها الصدرا وما مر يوم في الزمان مساعف * على اليسر الا قد لقيت به عسرا تخال شباب العرب قبل وصولها * إلى النار تشوى من مداخنها الصفرا فهذا عليل يائس من شفائه * وذاك يداوى من أذاها ولا يبرا وقالوا اصطبر بعد العناء لمهجر * لعلك تثرى أو تنال به اجرا صبرت على ضيمي وصبري وراءه * معاول شقت في التراب لي القبرا محمد بن علي الشيباني (1) عماد الدين أبو جعفر وأبو الفضل محمد بن علي بن حمد بن علوان بن علي بن حمدون بن علوان بن المرزبان بن طارق بن يزيد بن قيس بن جندب بن عمرو بن يحيى ابن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة، الشيباني السورائي، الفقيه الشاعر المقرئ.
هكذا عنونه ابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ج 4 ق 2 ص 831 رقم 1218 وقال في ترجمته:
كان أديبا فاضلا وفقيها شاعرا، حسن الشعر، طيب الإنشاد، فصيح الإيراد، كريم الأخلاق والشيم، ممتع المحاضرة والمذاكرة، كثير المحفوظ،