الهجري. وهو الجد الأعلى لفرصة الدولة الشيرازي صاحب كتاب آثار العجم.
ولد المترجم في (جهرم) من محافظة فارس وانتقل إلى شيراز وأصفهان لدراسة علوم اللغة العربية والأدب والحكمة الإلهية والعلوم الطبيعية والرياضية.
له من المؤلفات: كتاب في الحكمة الإلهية بالفارسي (جام گيتي نما)، وكتاب أساس الصحة، وكتاب حل التقويم في النجوم (فارسي)، ورسالة في حل مشكلات القانون لابن سينا، ورسالة في الموسيقى وربطها بعلم الطب، ومرآة الحقيقة، وشفاء الأسقام (في الطب).
وكان يزاول نظم الشعر باللغة العربية، ومن طرائف ما نظم هذه الأبيات:
ألا يا طبيب الناس دعني ودائيا * علاج مريض العشق ليس التداويا نسيم نواحي أصفهان دوائيا * ووصل أحباء العراق شفائيا أيا حارسي شيراز خلوا عن الصبا * إذا جاوزت في السير تلك النواحيا بريد الحمى إن كنت تأتي ديارهم * فبلغ إليهم ثم بلغ سلاميا سلام اشتياق من أسير مهاجر * يكون عن الأحباب والأهل نائيا محمد مهدي حجاب الشيرازي ولد سنة 1224 في شيراز.
درس اللغة العربية والآداب والمنطق والكلام والحكمة، وكان شاعرا معروفا.
سافر إلى بمبئ في الهند وعمل في التجارة ثم رجع إلى شيراز. ترك ديوانا شعريا.
محمد بن يوسف به شهاب الشيرازي المتخلص في شعره ب (أهلي) ولد في شيراز سنة 858 وتوفي فيها سنة 942 ودفن بجوار الشاعر حافظ الشيرازي.
من شعراء العرفان وله في ديوانه الكثير من الشعر في مدح ورثاء النبي (ص) والأئمة (ع) وهو يذكرهم واحدا واحدا.
ويخلط بعض المؤرخين بينه وبين (أهلي) الخراساني. عاصر المترجم عددا من الملوك التيموريين، وملوك آق قوينلو، وقره قونيلو، والشاه إسماعيل والشاه طهماسب الصفويين.
يقول سام ميرزا في (تحفة سامي): كان أهلي من كرام الشعراء الفضلاء العظام، وكان فقيرا مسكينا قليل الاختلاط مع أهل الدنيا، وكان أحسنهم وأفضلهم بلاغة وشعرا، ينظم في جميع أنواع الشعر.
عاصر أهلي كلا من: جامي وهلالي أسترآبادي وبابا فغاني الشيرازي وشهيدي القمي ومكتبي الشيرازي وأهلي الخراساني وأميدي الطهراني وهاتفي خرجردي.
وجاء في كتاب (هدية العارفين) أن للمترجم اثني عشر مؤلفا:
تحفة السلطان في مناقب النعمان، وترجمة مواهب الشريعة إلى اللغة الفارسية، وديوان، شعر ورباعيات أهلي، ورسالة، والعروض والقافية، وزبدة الأخلاق، ومثنوي السحر الحلال، وسر الحقيقة، والقصائد المصنوعة في مدح الأمير علي شير، ومجمع البحرين، ومخزن المعاني، والديوان المشتمل على الغزل والقصائد والتركيب والترجيع والقطعات والتاريخ والمخمس.
كانت طريقة أهلي الشعرية على نمط الشعراء العراقيين، ولم تكن هذه الطريقة رائجة في ذلك الزمن، وهي البساطة وكثرة استعمال الكلمات العربية وترك الكلمات الفارسية القديمة، وكان ابتداء الأخذ بهذه الطريقة في القرن الخامس وانتشرت بشكل واسع. ومعظم الشعراء مثل سعدي وحافظ ومولوي وخاقاني وأنوري وغيرهم نظموا أشعارهم بهذه الطريقة.
محمد بن الحسين الشيخ البهائي مرت ترجمته في الصفحة 234 من المجلد التاسع ونزيد عليها هنا ما يلي:
من شعره، ما نظمه من قصيدة يذكر فيها مدينة هرات التي كان والده شيخ الاسلام فيها، وكان له هو بعض الإقامة فيها مع والده:
ان الهرات بلدة لطيفة * بديعة شائعة شريفة أنيقة أنيسة بديعة * رشيقة أنسة منيعة خندقها متصل بالماء * وسورها سام إلى السماء ذات فضاء يشرح الصدورا * ويورث النشاط والسرورا حوت من المحاسن الجليلة * والصور البديعة الجميلة ما ليس في بقية الأمصار * ولم يكن في سالف الأعصار لست ترى في أهلها سقيما * طوبى لمن كان بها مقيما ما مثلها في الماء والهواء * كلا ولا الثمار والنساء كذلك الباحات والمدارس * فما لها فيهن من مجانس هواءها من الوباء جنة * كأنه من نفحات الجنة فيبسط الروح وينقي الكربا * ويشرح الصدر ويشفي القلبا لا عاصف منه تمل الحرة * ولا بطئ السير فرد مرة بل وسط يهب باعتدال * كغادة ترفل في أذيال فمن رماه الدهر بالافلاس * حتى على المسكن واللباس فلا يصاحب بلدة سواها * لأنه يكفيه في هواها لو قيل إن الماء في الهرات * يعدل ماء النيل والفرات لم يك ذاك القول بالبعيد * فكم على ذلك من شهيد تراه في الأنهار جار صاف * كأنه لآلئ الأصداف لا يحجب الناظر عن قراره * بل يطلعنه على اسراره تظن غور عمقه شبرين * من الصفا وهو على رمحين خفيف وزن رائق الأوصاف * ما مثله ماء بلا خلاف يهضم ما صادف من طعام * كأنما أكلته من عام نساؤها مثل الظباء النافرة * ذوات الحاظ مراض ساحره يسلبن حلم الناسك الأواه * يسلمن جسمه إلى الدواهي من كل حور عذبة الألفاظ * تقتل من تشاء بالألحاظ أضيق من عيش اللبيب ثغرها * أضعف من حال الأديب خصرها قاتله قد شهدت حداها * بما بنا تفعله عيناها ترنو بطرف ناعس فتاك * يفسد دين الزاهد النساك والصدغ واو ليس واو العطف * والثدي رمان عزيز القطف والجسم في رقته كالماء * والقلب مثل صخرة صماء ولفظها وثغرها كالردف * سحر حلال أقحوان قحف وقدها ونهدها والخد * غصن ورمان طري وورد والشعر والرضاب والأجفان * صوارم مدامة ثعبان