السيد علي ابن السيد إبراهيم آل شبانة.
قال في (أنوار البدرين) عنه فيما قال نقلا عن ولده صاحب تتمة الأمل:
شاعر في زمانه ورئيس هذه الصناعة في وقته وأوانه اخذ عن الفضلاء ولازم الأدباء حتى صار لأهل هذه الصناعة سيدا واماما ولكن حوادث الأهوال الواقعة على (اوال) قد فرقت ما نظم وأذهبت منه الجزء الأعظم واني وقت اشتغاله بالعلوم والآداب لم اخرج من الأصلاب فلما من الله علي بالابراز من العدم إلى الوجود وألهمني شيئا من معرفة هذه الصناعة تتبعت أشعاره واستقفيت لآثاره فلم أعثر بعد تتبع كثير إلا على شئ يسير فمنه قوله:
ضاق النطاق وأحكمت حلقاتها * فالنفس لا تختار طول حياتها بلغ الزبا سيل الهموم ولا أرى * من يزجر الأيام عن نكباتها فلذاك خاطبت الزمان وأهله * بشكاية الشعراء في أبياتها قد قلت للزمن المضر بأهله * ومقلب الدولات عن حالاتها ان كان عندك يا زمان بقية * مما تهبن به الكرام فهاتها وله من قصيدة:
أن تقعد العيس بي من دون حيهم * أو يعتريهن من طول المسير حفا فلا رعين الكلى غضا ولا وردت * من الموارد إلا موردا خسفا بلى إذا قعدت بي في منازلهم * وقمت أسحب أذيال الهنا شغفا فلا ذوى لهم فزع ولا برحت * تسقي السما طرفا إن امحلت طرفا وقوله وهو يومئذ بمدينة شيراز:
يا بارقا في أفقه متعرضا * إن جزت يوما بالمنامات ومنها:
والى أوال تروع قلبي كلما * سرت الصبا من تلكم الساحات والى نواحي أرضها وربوعها * ولما بها قد مر من أوقات وعراصها الفيح التي قد طرزت * أطرافها ببواسق النخلات وعلى عشيات حسوت مكررا * فيها كؤوس الوصل في الخلوات من كل شهدي المذاق تديره * من ريقها وردية الوجنات حوراء فاترة اللحاظ كأنما * رضوان أبرزها من الجنات عذراء ناحلة الوشاح بطيئة * الحركات آرامية اللفتات أن حدثتك ارتك عند حديثها * دررا ولكن غير منتظمات فإذا هي ابتسمت ارتك بثغرها * في السلك در الحب ملتئمات هي روضة العشاق إلا انها * تصمي القلوب باسهم اللحظات السيد علي البهبهاني ولد سنة 1304 في مدينة بهبهان وتوفي فيها سنة 1400 درس المقدمات في إيران وفي سنة 1322 سافر إلى النجف الأشرف فحضر درس الآخوند الخراساني وبعد وفاته حضر على شيخ الشريعة الأصفهاني وغيره. ثم عاد إلى إيران فأقام بضعة شهور في رامهرمز، ثم عاد إلى كربلا فبقي فيها سنتين ومنها انتقل إلى النجف ثم عاد إلى رامهرمز. وأخيرا قسم وقته بين أصفهان ومنطقة خوزستان فكان يقيم في الصيف إلى انقضاء ستة أشهر في أصفهان وفي الشتاء إلى انقضاء ستة أشهر متنقلا بين رامهرمز وعبادان والأهواز.
وفي أصفهان كان يلقي الدروس في الفقه والأصول في مدرسة الصدر، ويقيم الجماعة ظهرا في مسجد الامام وعشاء في مسجد السيد.
ترك من المؤلفات: مصباح الهداية في إثبات الإمامة، شرح وحاشية على العروة الوثقى، كشف الأستار في الحديث، أساس علم النحو، بحث الألفاظ، بحث الاشتقاق، القواعد الكلية، الفوائد الثماني عشرة وغير ذلك.
السيد علي خان الشيرازي مرت ترجمته في المجلد الثامن الصفحة 152 وذكر فيها أبيات من قصيدته الرائية وأبيات من قصيدته السينية، وقد وجدنا بعد ذلك منهما ما يزيد عما هو منشور وهو مدح أمير المؤمنين عليه السلام من القصيدة الرائية وبقية القصيدة السينية، كما وجدنا أبياتا غير القصيدتين، وهو ما نأخذه فيما يلي:
هيهات يأبى الغدر لي نسب * أعزى به لعلي الطهر خير الورى بعد الرسول ومن * حاز العلى بمجامع الفخر صنو النبي وزوج بضعته * وأمينه في السر والجهر إن تنكر الأعداء رتبته * شهدت بها الآيات في الذكر شكرت (حنين) له مساعيه * فيها وفي (أحد) وفي (بدر) سل عنه (خيبر) يوم نازلها * تنبيك عن خبر وعن خبر من هد منها بابها بيد * ورمى بها في مهمه قفر والطير إذ يدعو النبي له * من جاءه يسعى بلا نذر وفراش أحمد حين هم به * جمع الطغاة وعصبة الكفر من بات فيه يقيه محتسبا * من غير ما خوف ولا ذعر والكعبة الغراء حين رمى * من فوقها الأصنام بالكسر من راح يرفعه ليصدعها * خير الورى منه على الظهر والناكثين غداة أمهم * من رد أمهم بلا نكر والقاسطين وقد أضلهم * غي ابن هند وخدنه عمرو من فل جيشهم على مضض * حتى نجوا بخدايع المكر والمارقين من استباحهم * قتلا فلم يفلت سوى عشر و (غدير خم) وهو أعظمها * من نال فيه ولاية الأمر واذكر مباهلة النبي به * وبزوجه وابنيه للنفر واقرأ (وأنفسنا وأنفسكم) (1) * فكفى بها فخرا مدى الدهر هذي المفاخر والمكارم لا * قعبان من لبن ولا خمر وله أيضا في مدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
أمير المؤمنين فدتك نفسي * لنا من شانك العجب العجاب تولاك الأولى سعدوا ففازوا * وناواك الذين شقوا فخابوا خفيت عن العيون وأنت شمس * سمت عن أن يجللها سحاب وليس على الصباح إذا تجلى * ولم يبصره أعمى العين عاب