شئ من شعره ننشره هنا، ونقول إنه كان في عصره من أبرز علماء جبل عامل:
قال في إحدى المناسبات:
أمصابيح تجلى أن بدور * هذه الأوجه أم روض نضير سبح الكون لها مبتهجا * فهو نور وابتهاج وعبير أوجه تبتسم الدنيا لها * زين الأوجه إشراق ونور زينوها حفلة رائعة * أكذا الأنجم تزهو وتنير أتراها كيف تختال بهم * ولو أسطيع لها كانت تطير ملك لبنان هم التاج له * درة التاج أجل هذا الأمير صاحب الدولة حامي مجدها * عشقته وهو حاشاه صغير مهرها علم وبأس وحجا * وسخاء ووفاء وضمير بك لبنان بما بوأته * شامخ الذروة تياه فخور قمت في أعبائه مضطلعا * تابت العزمة والله النصير بضمير يبصر الغيب به * عظم الخالق ما هذا الضمير كم صعاب رضتها فاستوسقت * أحوذي عنده العسر يسير وإذا ما المعضلات استعرت * فهو في إخمادها الفذ البصير لا تروني غاليا في مدحه * أنا فيما خصه الله خبير سل به مؤتمرات الغرب كم * بز من أقطابها هذا القدير بجنان ثابت يبعثه * ثابت الرأي وذياك الزئير تلك نفس كلفته ذروة * دونها العيق والشعرى العبور يمعن الشاعر في تعريضه * فإذا في نعته الباع قصير فهنيئا لك ما أعطيته * ساعد تقوى به هذا الوزير من يجاريه بأشواط العلى * وله القدح المعلى والسرير يخفق النصر على رايته * أبدا يتبعه حيث يسير هذه أعماله شاهده * أنه ليس له قط نظير يا رعاك الله ما أجملها * طلعة كم تتمناها البدور يطفح البشر بها في هيبة * ووقار ملئت منه الصدور هو قطب الكون موتا وحيا * وعلى محوره الخير يدور رو هذا النش ء من ينبوعه * حبذا منهلك العذب النمير وقال:
سرب يصطادك أغيده * ودموع عيونك مورده فوقت الطرف لأقنصه * بالقوم فراح يسهده وأحر القلب لريم نقا * أعيا القناص تصيده نشوان اللحظ رشيق القد * أسيل الخد مورده قسما بالكوثر من فيه * وبدر فيه ينضده وبقد راح يثنيه * فضح الأغصان تأوده ما طل دمي إلا سهم * لحظات الغيد تسدده ظبي بمثقف قامته * يسطو واللحظ مهنده والخال الآه الحسن على * كرسي جمالك مقعده ترنو الألباب لعزته * فتسبحه وتمجده ودنا فتدلى قرطك حتى * عانق جيدك فرقده ترنو الجوزاء ومقلتها * حولاء عليه فتحسده كم عقدة صبر حل نطاقا * بعد بخصرك يعقده أمقلب قلب الصب على * جمر في خدك توقده ضللت العرب به فغدت * كالفرس مجوسا تعبده الله بناحل عطفك هذا * باهظ ردفك يجهده ما خف وقام لحاجته * إلا وثناه فيقعده ما الراح سوى معسول * الريق بثغرك راق مبردة كم صب هام وقلب حام * عليه فينأى مورده يحمي رمان نهودك من * منساب جعودك أسوده والورد بجنات الوجنات * بعقرب صدغك ترصده السيد عبد الرؤوف الأمين بن علي بن محمود ولد سنة 1318 في شقرا (جبل عامل) وتوفي سنة 1390 في بيروت ونقل جثمانه إلى (الصوانة) فدفن فيها.
كان من الأوائل الذين أخذوا يجددون في الشعر العاملي سواء في موضوعاته أو أسلوبه أو أهدافه فنظم في الأمور الاجتماعية والسياسية والوطنية وغير ذلك.
تولى التدريس في ثانوية مدينة الناصرية في العراق ثم كان مفتشا في وزارة التربية الوطنية في لبنان ثم في وزارة الشؤون الاجتماعية حتى احالته على التقاعد طبع في أواخر عشر العشرين ديوانا صغيرا باسم (العواطف الثائرة) وفي سنة 1996 طبع ديوانه كاملا.
شعره قال:
يوم ساروا أتبعتهم نظراتي من مهاة تقتص إثر مهاة أكبر الصحب مذ رأوني معيرا لفتاتي يوم النوى لفتاتي عجبوا من دمي المراق وعيني نثرته طلا على وجناتي ليس هذا المحمر إلا دموعا صعدتها من الجوى زفراتي عددت في الهوى ذنوبي وقالت إن وجدي بها من السيئات وعدتني وما وفت بوصال هل تفي بالوصال قبل وفاتي لست أنسى وقد تثنت دلالا بين خمس من صحبها خفرات هي بدر الدجى سنا وسناء قد تبدت وهن كالنيرات نفحات من النسيم اتتني فعرفت الديار بالنسمات وامتطيت الظلام سرا وحقا إن سر الهوى لفي الظلمات أوقفتني هنا هواجس فكر من وراء الظنون والشبهات سائرا والغرام رائد نفسي شاكيا والحنين بعض شكاتي