منذ حوالي (40) سنة. إلى غيرها من المؤلفات المشحونة بها مكتبته القيمة التي تركها لورثته.
" ملخص عن مقال للسيد صالح الشهرستاني ".
السيد صادق الفحام مرت ترجمته في المجلد السابع الصفحة 360 ونزيد عليها هنا ما يلي:
قيل في وصف ديوانه المخطوط: ان الاستفادة بالديوان تاريخيا لا تقل عن الاستفادة به أدبيا فإنه وثيقة تاريخية ثمينة توقفنا على تاريخ كثير من الأحداث العراقية في دور المماليك وقبله وتسمي كثيرا من اعلام ذلك العصر في العلم والأدب والإدارة ممن لم نجد لهم ذكرا في غيره من الدواوين وكتب التراجم المتأخرة.
ولما كان المترجم لم ينقطع عن التردد على الحلة فقد مدح جماعة من أشرافها وكبرائها بقصائد مثبتة في الديوان كالسيد سلمان الكبير وآل النحوي وآل الحاج علي شاهين. عدا عن مراسلاته مع آل فتلة ورؤساء خزاعة ذوي السلطة والنفوذ يومئذ في الفرات الأوسط.
وللمترجم عقب في الحلة والنجف والشامية من ولده أحمد أما الباقون من أولاده فقد درجوا.
السيد صالح الشهرستاني ابن السيد إبراهيم ولد سنة 1325 في كربلاء وتوفي سنة 1395 في طهران ونقل جثمانه إلى كربلا ودفن في المقبرة الخاصة بالأسرة الشهرستانية الواقعة في باب السدرة للروضة الحسينية المقدسة كان كاتبا باحثا مؤرخا محققا متتبعا على جانب كبير من نبل الأخلاق وطيب الذات وحسن المعشر، وقد استعنت به في كتابة بعض التراجم عندما بدأت باخراج (أعيان الشيعة) بعد وفاة المؤلف، فكتب عدة تراجم كانت من أحسن ما يكتب في موضوعها يراها القارئ خلال مطالعاته للأعيان.
كانت دراسته الأولى في كربلا ثم انتقل إلى بغداد حيث التحق بجامعة آل البيت وتخرج منها. ثم أصدر سنة 1926 م في بغداد مجلة المرشد فاستمرت اربع سنوات، وفي أواسط سنة 1932 م ترك بغداد إلى طهران وفيها تخرج من كلية الحقوق والعلوم السياسية. واستقر فيها حتى وفاته.
وكان في طهران يتابع كتابة بحوثه باللغتين العربية والفارسية في أمهات الصحف وقد استعانت به السفارة العراقية في طهران ثم السفارة الأردنية فعمل فيهما غير منصرف عن دراساته الأدبية والتاريخية والسياسية، ومما أخرجه:
1 - كتاب عن السيد جمال الدين المشتهر بالأفغاني لا يزال مخطوطا وقد نشر بعض فصوله في مجلة العرفان وفي (أعيان الشيعة) 2 - دليل العتبات المقدسة باللغة الفارسية 3 - تاريخ الأسرة الشهرستانية في ثلاث مجلدات باللغتين العربية والفارسية (مخطوط) 4 - مجموعة الشهرستاني مذكرات باللغتين 5 - (من عاصرتهم) بالعربية يتضمن تراجم من عاصرهم واتصل بهم من الرجال 6 - كلمات فارسية الأصل استعربت باللغتين العربية والفارسية، وقد نشرت كل من مجلة (ماه نو) في طهران ومجلة (ناصر) في يزد فصولا من هذا الكتاب بقسمه الفارسي 7 - رسالة بالعربية حقق فيها شخصية أحد أولاد الأئمة المعرف بإمام زاده يحيى المدفون في أحد أحياء طهران (مخطوطة) 8 - رسالة كبيرة في ترجمة السيد حسين البروجردي الطباطبائي (مخطوطة) 9 - مجموعة أدبية تضم بين دفتيها بضعة ألوف من القصائد القصيرة والرباعيات والأبيات الشعرية والأمثال والحكم باللغتين العربية والفارسية.
وقد كانت لديه مكتبة عامرة بالكتب العربية والفارسية وفيها بعض الكتب الخطية النادرة وكتب الأنساب، وبعض المؤلفات باللغة الإنكليزية التي كان يلم بها، وتنفيذا لوصيته اهدى ولده السيد عباس محتويات تلك المكتبة إلى (مكتبة ملك) الأهلية في طهران التي تعتبر ملحقا لمكتبة الإمام الرضا في (المشهد).
السيد صدر الدين الصدر بن السيد إسماعيل ولد في الكاظمية سنة 1299 وتوفي في مدينة قم سنة 1373 ودفن فيها في بقعة العلماء في رواق حرم فاطمة ابنة الإمام موسى الكاظم عليه السلام.
انتقل مع أبيه إلى سامراء فتلقى تعليمه الأول فيها، ثم هاجر أبوه إلى كربلا فدرس فيها ما يعرف في الاصطلاح العلمي بالسطوح، ثم سافر إلى النجف الأشرف فتابع دراسته هناك وكان من أساتذته فيها الشيخ محمد كاظم الخراساني. وفي سنة 1339 بعد وفاة والده بسنة سافر إلى إيران واستقر في مدينة (مشهد) وفي سنة 1344 عاد إلى النجف الأشرف ولازم درس الشيخ محمد حسين النائيني. وفي سنة 1349 عاد إلى إيران وأقام في مدينة قم حيث كان الشيخ عبد الكريم الحائري قد أسس جامعتها الكبرى فكان المترجم من مدرسيها البارزين، ولم يلبث أن سافر إلى مدينة (مشهد) وبقي فيها واخذ يقيم الجماعة في (مسجد كوهر شاد) وأقبل عليه الناس. وكانت الشيخوخة قد أدركت الشيخ عبد الكريم عميد الحوزة العلمية في قم فخشي أن ينفرط عقدها بعد وفاته، فرأى في السيد محمد الحجة الذي كان يقيم في قم، وفي المترجم خير من يعهد إليهم بالقيام بأمر الحوزة بعده، فأرسل يستدعيه من مشهد فلبى دعوته، فجعل الشيخ الحائري منه ومن السيد الحجة معاونيه الفاعلين في الاشراف على شؤون الحوزة ثم توفي الحائري فانضم إليهما السيد محمد تقي الخونساري فتالفت منهم قيادة جماعية لحوزة قم. وكانت شهرة السيد حسين البروجردي ومكانته العلمية موضع تقدير الجميع، فاجمع الكل على توليته الأمر فاستدعي من بلدته بروجرد فأشرف بشخصه على شؤون الحوزة وتصريف أمورها فنهضت على يديه نهضتها المعروفة وظل المترجم مقيما في قم حتى وفاته.
مؤلفاته المطبوع منها: 1 - المهدي 2 - خلاصة الفصول، وهو في علم الأصول ملخص من كتاب الفصول للشيخ محمد حسين الأصفهاني 3 - الحقوق 4 - التاريخ الاسلامي، وهو كتاب مدرسي موجز. وله غير ذلك بعض الآثار التي ظلت مخطوطة.
شعره كان شاعرا وكان له ديوان شعر لا ندري إلى أي مصير انتهى. وبقي محفوظا من شعره القصيدة التالية التي أرسلها إلى مؤلف (أعيان الشيعة) عندما اطلع على الجزء الأول منه. وكان المؤلف قد حل عليه ضيفا عندما تشرف بزيارة الإمام الرضا عليه السلام وقد ذكره في رحلته العراقية فقال فيما قال:
"... وكان يقيم أولا في قم حيث مدرسة الشيخ عبد الكريم، وكان وجهها ومقدمها، ثم انتقل إلى المشهد الرضوي فكان من مقدمي علمائه "، ويقول