لسر ما دعاك أبا تراب * محمد النبي المستطاب فكان لكل من هو من تراب * إليك وأنت علته انتساب وفيك وفي ولائك يوم حشر * يعاقب من يعاقب أو يثاب فوا عجبا لمن ناواك قدما * ومن قوم لدعوتهم أجابوا أزاغوا عن صراط الحق عمدا * فضلوا عنك أم خفي الصواب أم ارتابوا بما لا ريب فيه * وهل في الحق إذ صدع ارتياب وهل لسواك بعد (غدير خم) * نصيب في الخلافة أو نصاب ألم يجعلك مولاهم فذلت * على رغم هناك لك الرقاب لئن جحدوك حقك عن شقاء * فبالأشقين ما حل العقاب فكم سفهت عليك حلوم قوم * فكنت البدر تنبحه الكلاب وقال لما زار النجف الأشرف في طريقه إلى حج بيت الله الحرام:
يا صاح هذا المشهد الأقدس * قرت به الأعين والأنفس و (النجف الأشرف) بأنت لنا * أعلامه والمعهد الأنفس والقبة البيضاء قد أشرقت * ينجاب عن لألائها الحندس (1) حضرة قدس لم ينل فضلها * لا المسجد الأقصى ولا المقدس حلت بمن حل بها رتبة * يقصر عنها الفلك الأطلس تود لو كانت حصى أرضها * شهب الدجى والكنس الخنس وتحسد الأقدام منا على * السعي إلى أعتابها الأرؤس فقف بها والثم ثرى تربها * فهي المقام الأطهر الأقدس وقل صلاة وسلام على * من طاب منه الأصل والمغرس خليفة الله العظيم الذي * من ضوئه نور الهدى يقبس نفس النبي المصطفى أحمد * وصنوه والسيد الأرأس العلم العيلم بحر الندى * وبره والعالم النقرس (2) فليلنا من نوره مقمر * ويومنا من ضوئه مشمس أقسم بالله وآياته * إليه تنجي ولا تغمس إن علي بن أبي طالب * منار دين الله لا يطمس ومن حباه الله أنباء ما * في كتبه فهو لها فهرس هذا أمير المؤمنين الذي * شرايع الله به تحرس وحجة الله التي نورها * كالصبح لا يخفى ولا يلبس تالله لا يجحدها جاحد * إلا امرؤ في غيه مركس والمقحم الخيل وطيس الوغى * إذا تناهى البطل الأحرس جلبابه يوم الفخار التقى * لا الطيلسان الخز والبرنس يرفل من تقواه في حلة * يحسدها الديباج والسندس يا خيرة الله الذي خيره * يشكره الناطق والأخرس عبدك قد أمك مستوحشا * من ذنبه للعفو يستأنس يطوي إليك البحر والبر لا * يوحشه شئ ولا يؤنس طورا على فلك به سابح * وتارة تسري به عرمس (3) في كل هيماء يرى شوكها * كأنه الريحان والنرجس حتى أتى بابك مستبشرا * ومن أتى بابك لا ييأس أدعوك يا مولى الورى موقنا * أن دعائي عنك لا يحبس فنجني من خطب دهر غدا * للجسم مني أبدا ينهس (4) هذا ولولا أملي فيك لم * يقر بي مثوى ولا مجلس صلى عليك الله من سيد * مولاه في الدارين لا يوكس (5) ما غردت ورقاء في روضة * وما زهت أغصانها الميس علي بن الحسن الملقب شميم الحلي مرت ترجمته في المجلد الثامن الصفحة 182 ونزيد عليها هنا ما يلي:
قال عنه ابن خلكان: كان أديبا فاضلا خبيرا بالنحو واللغة وأشعار العرب، حسن الشعر، وكان اشتغاله ببغداد على أبي محمد بن الخشاب ومن في طبقته من أدباء ذلك الوقت، ثم سافر إلى ديار بكر والشام، ومدح الأكابر وأخذ جوائزهم واستوطن الموصل وله عدة تصانيف. كان جم الفضائل إلا أنه كان بذئ اللسان كثير الوقوع في الناس ولا يثبت لاحد من الفضل شيئا. ذكره أبو البركات ابن المستوفي في تاريخ اربل، وفتح ذكره بأشياء نسبها إليه من قلة التدين ومعارضة القرآن. اه.
نقول: من المؤسف اسراع هؤلاء إلى الوقيعة بالناس دون تحرج ولا تأثم!.
وقال عنه ياقوت في معجم الأدباء: هو من أهل الحلة المزيدية قدم بغداد وبها تأدب ثم توجه تلقاء الموصل والشام وديار بكر وأظنه، قرأ على أبي نزار ملك النحاة. وكنت وردت إلى آمد في شهور سنة 594 فرأيت أهلها مطبقين على وصف هذا الشيخ فقصدته إلى مسجد الخضر ودخلت عليه فوجدته شيخا كبيرا في حجرة من المسجد وبين يديه (جامدان) مملوء كتبا من تصانيفه فحسب، فسلمت عليه وجلست بين يديه، فاقبل علي وقال من أين؟ قلت من بغداد، فهش بي وأقبل يسألني عنها وأخبره. ثم قلت انما جئت لأقتبس من علوم المولى شيئا، فقال لي: واي علم تحب؟ قلت أحب علوم الأدب، فقال إن تصانيفي في الأدب كثيرة، وذلك أن الأوائل جمعوا أقوال غيرهم واشعارهم وبوبوها وأنا كل ما عندي من نتائج أفكاري وكنت كلما رأيت الناس مجمعين على استحسان كتاب في نوع من الأدب استعملت فكري وأنشأت من جنسه ما ادحض به المتقدم، فمن ذلك أن أبا تمام جمع أشعار العرب في حماسته وانا عملت حماسة من أشعاري، ثم رأيت الناس مجمعين على تفضيل أبي نؤاس في وصف الخمر فعملت كتاب الخمريات من شعري، لو عاش أبو نواس لاستحى ان يذكر شعر نفسه لو سمعها ورأيت الناس مجمعين على خطب ابن نباته فصنفت كتاب الخطب. قلت له: أنشدني شيئا مما قلت فابتدأ وقرأ علي خطبة كتاب الخمريات، ثم أنشدني من هذا الكتاب:
امزج بمسبوك اللجين * ذهبا حكته دموع عيني لما نعى ناعي الفراق * بين من اهوى وبيني كانت ولم يقدر لشئ * قبلها ايجاب كوني