الشويكي: نسبة إلى الشويكة، قرية بقرب مدخل مدينة القطيف. ذكره السيد علي العدناني في نشرة (ثقافتنا) التي تصدر في مدينة (قم) وقال أنه تلمذ على الشيخ حسين آل عصفور، وانه كان من العلماء الأدباء البارزين في عصره، وله في أهل البيت عليهم السلام مرات كثيرة، وأنه اختار له القصيدة الآتية في رثاء الحسين عليه السلام، وأنه اقتطفها من مجموعة خطية تضم مراثي ومدائح أهل البيت ع لشعراء معدودين. وأنه ورد للمترجم ذكر في " أنوار البدرين " ضمن ترجمة ابنه الشيخ مرزوق، وفي " شعراء القطيف " القسم 1 ج 1 ص 79. وهذا ما أخذناه نحن من القصيدة:
حنانيك لا تصبو وإن هصر الصبا * قوامك مرتاحا إلى زمن الصبا ولا تك صبا يستفزنك الهوى * فتحسو كؤوس الشوق من مورد الصبا وأنى وقد ولى شبابك مدبرا * وعارض ليل العارضين ضيا الصبا فدع ذكر لذات بأيام وجرة * مضت ولييلات تقضت على قبا وإن صرمت يوما حبالك زينب * بعيد وصال فاصرمن حبل زينبا فليس احتسا اللذات ينجع مطلبا * وليس وصال الغيد ينفع مأربا وسالف عصر مر باللهو لم تنل * به شامخ العليا ولا نلت منصبا سطحت به شرخ الشبيبة إذ غدا * قوامك ريانا ووقتك طيبا فصيرت شرب الإثم أعذب مشربا * لديك وكسب الإثم أعذب مكسبا فيا ويح نفسي كم تقاسي من الدنا * بلايا أعادت ليل فودي أشيبا وذلك من فعل الزمان فكم رمى * بزاوية الهجران شهما مجربا وسكن أهل الجهل مرتفع البنا * ووطن أهل الفضل منخفض الربا بكلكله ألقى على كل ذي حجى * فحمله عبئا من الخطب متعبا وبث على أهل المعالي صروفه * فأبدع في سبط النبي وأغربا أناخ به في عرصة الطف بعدما * أضاقت عليه الأرض شرقا ومغربا وقد كان في ربع المدينة آمنا * فأخرج منها خائفا مترقبا كأني به يفلي الفلاة بعيسه * إذا سبسبا وافاه جاوز سبسبا فحط على تلك السباسب رحله * وخط على تلك المضارب مضربا ومنها:
أيا راكبا علياء حرف متى سرى * بها مدلج قدت بأخفافها الربى متى شمت أطلال الغري فعج به * ولاتك عن سمت به متنكبا فإن بمثواه ابن عمران خير من * سما وعلى هام المجرة طنبا علي أمير المؤمنين وإنه * أجل الورى قدرا وأرفع منصبا فإن لزمت كفاك سامي ضريحه * فقل بعد ما تقري السلام تقربا ألا يا ولي الله جئتك مخبرا * وعما رأى طرفي أتيتك معربا تركت حسينا في ثرى الطف ضارعا * له كبد حرى تزيد تلهبا تلبس سافي عثير العفر إذ غدا * عفيرا ومن أثوابه قد تسلبا وقد صار للبيض الصفاح ضريبة * وللصافنات الجرد أصبح ملعبا وأصحابه من حوله وبناته * أيادي سبا تعنو إلى من لها سبى ومنها:
ودونك يا رب الفخا فريدة * إذا ما تلاها منشد القول أطربا قلائد در في رثاك نقبتها * وتأبى لغيري في الرثا أن تنقبا جعلتك في الدارين ذخري ومن تكن * ذخيرته عن مطلب لن يخيبا فكن لي معينا في زماني فإنني * وحقك قد أمسيت في الدهر متعبا وجد لي ببسط من ندى كفك التي * إذا ما همى في مجدب آب مخصبا وخذ بيدي ذات اليمين بمحشري * وكن شافعي فيه وإن كنت مذنبا عليك سلام الله ما هطل الحيا * فأحيا رياض الممحلات وأعشبا محمد شرارة ابن الشيخ علي ولد في بنت جبيل (جبل عامل) سنة 1906 م وتوفي في بغداد سنة 1979 م ودفن في النجف الأشرف.
درس دراسته الأولى في بنت جبيل وكان لوالده العالم الشاعر الأثر الكبير في تكوينه الأدبي، فقد درس عليه علوم اللغة العربية وكان يجبره على حفظ غرر من قصائد الشعر العربي وهو لما يبلغ العاشرة من عمره ويعاقبه عقابا صارما إذا أخطأ، وعند ما بلغ الرابعة عشرة أرسله والده إلى النجف الأشرف لمتابعة دراسته فيها فانتمى إلى الحلقات العلمية مواظبا فيها على تلقي علوم اللغة وعلوم الشريعة، وفي الوقت نفسه عكف على دراسة اللغة الانكليزية وتلقي العلوم الحديثة من المجلات والكتب وتتبع نتاج الفكر الأوروبي وما حققه في ميادين العلم والأدب والشعر. ثم اخذ يواصل نشر المقالات في الصحف العربية مركزا في بعضها على الهجوم على آفات الوضع الاجتماعي وعيوبه بعيدا عن التطرف والمغالات في النظر إلى الأمور، ومحاكمتها بروية وهدوء. فهو يقول مثلا في احدى مقالاته: " وعلى دعاة التجدد أيضا أن يفهموا أن في القديم روعة تتضاءل امامها روعة كثير من جديدهم الذي يدعون إليه ويبشرون به ".
وهكذا مضى يعالج جميع القضايا الاجتماعية والدينية واللغوية التي دعا إلى اصلاحها وتخليصها من شوائب العادات وغبار الركود.
وثمة ألوان أخرى من المقالات استقى مواضيعها من الحياة اليومية المألوفة. وكتب بعضها تحت عنوان " من صور الحياة " وهي صور أدبية تحمل انطباعاته وخواطره عن مجرى الأيام التي يحياها، وهي تمضي بين العناء والرتابة وغضب الطبيعة وجمالها وسكون الحياة ويبوستها.
وأولى مقالاته كانت سنة 1928 في مجلة العرفان. وكذلك فقد نشر أولى قصائده في المجلة نفسها في العام نفسه. وكانت أشعاره لونا من ألوان الشعر الوجداني العامر بالحب السامي، المحاط بهالة من الخيال والمفعم بالنزعة الرومانتيكية المعبرة عن روحه الظمأى للجمال والأماني الحلوة والعواطف الرقيقة.
ويؤسفنا ان مجموعة شعره ليست الآن بين أيدينا لنعطي القارئ نماذج كاملة عن شعره في مختلف أدوار حياته، وما سيراه القارئ بعد هذا الكلام منشورا من شعره ليس هو الذي كان يمكن أن نختاره، ولكن كان مفروضا علينا اخذه لأنه وحده الشعر الذي وجدناه ونحن نقلب الصحف تفتيشا عن شعره.
ونحب هنا ان لا يفوتنا ذكر هذين البيتين الذي قرأناهما خلال دراسة عنه:
هي نظرة أخفت وراء طيوفها * ليلى وعفراء الهوى ولداتها رفعتك للملأ العلي بلحنها * وعن الورى شالتك في نغماتها ويتعالى في أجواء شعره صوت يشبه الألم والتأسي من الركود والجهل اللذين يسيطران على الناس، وترفع المناداة لتنبيه قومه وايقاظهم من السبات الذي