شيخنا محمود بن علي بن الحسين الحمصي الرازي رحمه الله عن معنى هذا الحديث وكيف القول فيه: روى محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قضى أمير المؤمنين عليه السلام برد الحبيس وانفا المواريث، فقلت له: الحبيس معناه الملك المحبوس على بني آدم من بعضنا على بعض مدة حياة الحابس دون حياة المحبوس عليه، فإذا مات الحابس فإن الملك المحبوس يكون ميراثا لورثة الحابس وينحل حبسه على المحبوس عليه، فقضى عليه السلام برده إلى ملك الورثة لأنه ملك مورثهم. فأما ان كان الحبيس على مواضع قرب العبادات مثل الكعبة والمساجد فلا يعاد إلى الأملاك ولا ينقد فيه المواريث لأنه بحبسه على هذه المواضع خرج من ملكه عند أصحابنا بلا خلاف بينهم فيه فأعجبه ذلك. وقال أنت كنت اطلع إلى المقصود فيه وحقيقة معرفته، وكان منصفا غير مدع لما لم يكن عنده معرفة حقيقته ولا هو من صنعته، وحقا أقول لقد شاهدته على حلق قل ما يوجد في أمثاله من عوده إلى الحق وانقياده إلى ربقته وترك المراء ونصرته كائنا من كان صاحب مقالته وفقه الله وإيانا لمرضاته وطاعته.
وقد تلمذ عليه جماعة منهم الشيخ ورام بن أبي فراس ومنتجب الدين القمي وموفق الدين الحسين بن الفتح الواعظ البكرابادي الجرجاني، ويروي عنه بالإجازة أو القراءة برهان الدين محمد بن محمد بن علي الهمذاني القزويني المشتهر بنزيل الري.
وله شعر ينحو فيه منحى أهل العرفان من ذلك قوله:
قد كنت أبكي ودار منك دانية * فحق لي ذاك إذ شطت بك الدار أبكي لذكرك سرا ثم اعلنه * فلي بكاءان اعلان واسرار أما نسبته (الحمصي) فيقال أنها إلى النبات المعروف، ويقال انها نسبة إلى البلد الشهير في بلاد الشام.
وجاء في (الكنى والألقاب) عن خط البهائي أنه قال: وجدت بخط بعضهم ان سديد الدين الحمصي الذي هو من مجتهدي أصحابنا منسوب إلى حمص قرية بالري (1).
السيد محمود الشاهرودي ابن علي ولد سنة 1301 في قرية من قرى شاهرود وتوفي سنة 1394 في النجف الأشرف.
تلقى دراسته الأولى في شاهرود ثم سافر إلى النجف الأشرف فأقام هناك ولم يعد إلى بلده واستقل في التدريس وبعد وفاة السيد محسن الحكيم كان من ابرز المراجع.
السيد محمود الطالقاني ابن السيد أبو الحسن ولد سنة 1329 في قرية من قرى طالقان وتوفي في طهران سنة 1399 ودفن في مقبرة جنة الزهراء.
درس في قم وفي سنة 1357 ه. ش وهو فيها دخل السجن لأول مرة دفاعا عن الحريات في عهد الشاه رضا البهلوي وظل مسجونا ستة أشهر، ثم أفرج عنه.
ثم اتهم في عهد الشاه محمد رضا بأنه اخفى نواب صفوي رئيس جمعية فدائيان اسلام، ثم أفرج عنه بعد شهور، وظل صامدا في مكافحة الحكم فسجن للمرة الثالثة. وبعد الاحداث الدموية التي عرفت باحداث (15 خرداد) (2) التي كانت انتفاضة شعبية كبرى حكم عليه بالسجن عشر سنوات.
وفي سنة 1390 وبعد أن قضى في السجن ثماني سنوات أفرج عنه.
ولما أقيمت الاحتفالات الملكية بمناسبة مرور 2500 سنة على قيام الإمبراطورية الإيرانية كان من الناقمين على ما رافقها من بذخ واسراف بالغين، فنفي إلى مدينة ذابل ومدينة بافت في كرمان، ثم أعيد إلى طهران وظل ثائرا ناقما لا يهدأ فادخل السجن من جديد، وسجنوا معه بعض أقربائه وأهل بيته، وظل مسجونا حتى نجاح الثورة الاسلامية فافرج عنه مع من أفرج عنهم من ضحايا (السافاك). ولكن لم يلبث إلا قليلا حتى توفي.
له من المؤلفات: 1 - تفسيره للقرآن باسم (أنوار القرآن). 2 - نسلك الطريق إلى أنفسنا. 3 - الملكية والاسلام.
عماد الدين محمود بن مسعود الشيرازي كان حيا في أوائل القرن الحادي عشر.
كان طبيبا ومؤلفا مشهورا في القرن العاشر الهجري في إيران، معاصرا للشاه طهماسب الصفوي وطبيبا في قصره.
له: الينبوع، منه نسخة خطية في المكتبة الوطنية في باريس، ورسالة في خواص ومنافع الخشب الصيني، وقلع الآثار في رفع الألوان عن الملابس والورق وغيرهما، والرسالة الأفيونية، ورسالة المفرح الياقوتي، وكتاب التشريح.
الشيخ محيي الدين شمس الدين ابن الشيخ محمد حسين ولد في بلدة مجدل سلم (جبل عامل) سنة 1911 م وتوفي فيها سنة 1976 م هو ابن الشيخ محمد حسين شمس الدين شاعر جبل عامل في عصره وسليل أسرة علمية ينتهي نسبها بالشهيد الأول محمد بن مكي تسلسل فيها العلم والأدب حتى العصر الحاضر.
درس في مدرسة القرية ثم اتصل بابن بلدته السيد علي طالب بدر الدين وكان شاعرا أديبا فوجهه في طريق النظم ولقنه ما يجب تلقينه للإجادة فكان أستاذه الأول.
ثم أنشأ مدرسة أهلية في قريته لتعليم القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن ثم تركها وانتقل إلى بلدة شقرا حيث درس علوم اللغة العربية على السيد محمد حسن الأمين، ثم واصل هذه الدراسة على السيد حسن محمود الأمين في بلدة خربة سلم. وفي سنة 1944 تولى التدريس في مدرسة الإمام زين العابدين عليه السلام في صالحية دمشق وهي احدى المدارس الذي كان قد أنشأها مؤلف (أعيان الشيعة). وفي سنة 1948 عينته وزارة التربية اللبنانية معلما في ملاكها الابتدائي فتنقل بين مجدل سلم وقبريخا وبرعشيت وميس الجبل. ثم استقال وتولى التعليم الديني والارشاد في بعض مدارس ضاحية بيروت الجنوبية.