فوضى تسود على * الشؤون جميعها بجميعنه وقال:
سائل الناس في الجنوب علام * سودوا بالعيوب وجه الجنوب أضرموا نارها بكل مكان * وأتى الغر يرتمي باللهيب ثم جاءوا وهم يقولون إنا * قد ملأنا الدنا بنفح الطيوب أيها القوم إنكم لأناس * نهض العيب فيكم للمعيب إنما الناس كالنبات فهذا * طيب طعمه وذلك مر وكذا الناس في الحقيقة هذا * عبد قوم وذاك في القوم حر إن تخفيت في صفاتك يوما * سوف يبدو لثاقب الفكر سر ليس يزري بصاحب الفضل زور * لا ولا يبلغ الكرامة غر قد عدونا على الطريق جميعا * كلنا نبتغي بلوع الأماني وانتهينا إلى الحمى وأخذنا * نتجارى بحلبة الميدان ثم عدنا وفاز هذا وهذا * لم ينل غير صفقة الخسران وأرى الكل في الربوع سواء * ذاك عيب في كفة الميزان نحن أولى بأن نكون مثالا * فائق الوصف في بديع المعاني نحن أولى بأن نبث أريجا * من زهور الهدى بكل مكان نحن أولى بأن تنظم فينا * ألسن المدح رائعات البيان نحن أولى بكل هذا فهذا * أثر الدين في بني الإنسان إن في عالم النفوس نفوسا * كالدجى وحشة وكالنتن ريحا لم يكن للجميل فيها محل * قد أبت أن تحل إلا القبيحا أنهكت روحها القبائح حتى * لم تبق لها وعينيك روحا في مطاوي اللئيم نار تلظى * ليس تبقي مهشما وصحيحا كم ترائي ولا يفيد رياء * هتك الستر عن خفايا المرائي ميت أنت في الحقيقة لكن * بقيت فيك صورة الأحياء يسطع النور في الظلام ويبدو * ما تخفى بحالك الظلماء يا مقيم البناء فوق رماد * سوف تنهار شامخات البناء أنت في ثروة الاباء غني * قد تجملت بالصفات الرضية وهو في ثروة النقود فقير * دنس الروح بالأمور الدنية يا أخا اللؤم والنوايا مطايا * سوف ترميك بالمهاوي الخفية ظهرت منك للعيان مطاو * سوف تطويك طية بعد طية لا تسلني فكم يثير سؤال * في محاني الأريب نار الأذية همج أقلقوا البلاد وزاحوا * كيف شاء العمى لكل دنية يا عصي الرعاع وعرك أضحى * مصدر الفضل للأكف قوية لا تشاء الرعاع إلا شذوذا * وانبعاثا بحالك الهمجية هذه نهضة البيان وهذا * أثر الفن في وجوه الطروس يا يراع البيان منك عرفنا * كامنات تغلغلت بالنفوس إن يوما به ولدت عبوس * ليته لم يكن بيوم عبوس قد حسبناك بالسعود محاطا * فإذا أنت بالنحوس الشيخ خليل ياسين ابن الشيخ إبراهيم ولد في بلدة العباسية (جبل عامل) سنة 1328 وتوفي سنة 1405. تعلم على والده القراءة والكتابة وقرأ القرآن. ثم درس على الشيخ حسين مغنية في بلدة طير دبا حتى بلغ كتاب اللمعة ثم سافر سنة 1353 إلى النجف فتابع هناك دراسته على علمائها ثم عاد إلى جبل عامل سنة 1365 واقام في بلدة العباسية إلى أن عين في القضاء الشرعي قاضيا ثم مستشارا في المحكمة العليا له من المؤلفات المطبوعة: اثبات الصانع، حل مشكلات القرآن، محمد في نظر علماء الغرب، الإمام علي عدالة ورسالة.
وله من غير المطبوع: المفردات الأجنبية في اللغة العربية، شرح الكفاية، رسالة في العلم الاجمالي، شرح على طهارة العروة الوثقى وغير ذلك.
وله ديوان شعر مخطوط.
ومن غير ما نشر في ترجمته: أرسل لوالده جوابا على رسالة منه:
تقول سوى العلياء لا تتطلب * وجد وكاس الصاب دونك فاشرب وأوصيك لا تنفك ربك مرضيا * فذاك وأيم الله أعظم مكسب أجيبك سمعا وامتثالا وطاعة * فلست سوى العلياء بالمتطلب ولست أرى الا رضاك وسيلة * وارضاء ربي في بلوغي ماربي وقال يعلق على قصيدة لأحد أصدقائه المصابين بمرض السل سنة 1366:
عواطف قد ضاق الفسيح بها صدرا فنظمها في السلك شاعرها شعرا ولحن آلام الكئيب مغرد * فنبه بالألحان عاطفة سكرى وراح من الآلام يبعث زفرة * تلظى وأنفاسا رماها لنا حرى وأرسلها من فيه عقدا منضدا * كما صاغها من فيض فكرته درا شكا الشاعر السل الذي اجتاح جسمه * وطار به للشيب يستبق الدهرا وود " بان الموت يسرع نحوه * ولكنه يأبى الدنو له حذرا " شكا مستغيثا من زمان رمى به * إلى غمرة الأسقام فاستوقف الفكرا ورددها شكوى تعاظم وقدها * بطي الحشا إذ راح يقذفها جمرا ودوى بارجاء البسيطة من أسى * نداء تعالى ليت في مسمعي وقرا فأجج نيرانا بشكواه يصطلي * بها القلب وانهلت لها أدمع حمرا لئن كان داء " السل " سلطان قوة * غزاكم فرحتم منه في سجنه أسرى وبزكم الآمال في ميعة الصبا * يسومكم ضعفا ويوسعكم قسرا ويذوي من الروض البهيج نديه * وراحت عليكم منه آلامه تترى وباتت أمانيكم لديه صريعة * وصرتم بحال لم تطيقوا لها صبرا فهذي سلاطين النوائب جمة * تهاجمنا لا نستطيع لها قهرا أطلت على الدنيا فمدت رواقها * وها كل من تلقاه يشكو لك الدهرا فما الدهر والأيام إلا مصائب تعض على الأحرار في سيرها جهرا تراها إذا ما امتد طرفك حلقت * عقابا فتلوي الجيد منقضة صقرا على الروضة الغنا فتنهب ما بها * وقد تخذت غض الغصون لها وكرا رويدك ما الإنسان إلا بعزمه * ينال به المجد المؤثل والفخرا فإن هو أولاه الذميم رمى به * سحيقا وإلا كان مقعده الشعرى وما هي إلا النفس إن أنت رضتها * تجدها على الآفاق عباقة نشرا وإن هي طارت بالكمال إلى الذرى * فما ضرها الجسم الذي يجرع الصبرا