الشاعر أدام الله عزه مني أنا أبا منصور علي بن أحمد الأسدي الطوسي كتاب لغة يضم... ".
فأخذ دهخدا هذه التسمية البسيطة وأطلقها على كتابه الكبير فأسماه (لغت نامه دهخدا)، أي (كتاب لغة) دهخدا.
وشغل إلى جانب تدوين لغت نامه بتصحيح المتون والكتب والأشعار التي كان يرجع إليها في تحضير عمله، وكان يكتشف كذلك أخطاء في الكتب التي صححها علماء غربيون مدققون.
ويضم هذا المعجم الضخم جميع الكلمات التي تحويها كل المعاجم والقواميس العربية والفارسية الهامة، وهي منقولة نقلا في غاية من الدقة خشية أن تتكرر أخطاء المؤلفين السابقين. وبالإضافة إلى ذلك يشمل آلاف الكلمات والتراكيب والكنايات والأمثال المأخوذة من بطون الدواوين الشعرية والكتب النثرية وسواها من مصنفات العلماء والأدباء الأقدمين والتي لا يوجد مثلها في أي من القواميس اللغوية الفارسية أو العربية، وبذا يصبح معجم (لغت نامه) مفتاحا لحل المعضلات الواردة في المتون القديمة، وسيكون دليل الطلاب والمحققين إلى السبيل الصحيح للاستفادة من منتجات الماضين، ولتوضيح المصنفات التي يكثر فيها الغموض والتعقيد بسبب الخطأ في النسخ الناتج عن فقدان القواميس اللغوية الجامعة، ثم إن آلاف الكلمات التي كانت لا تزال مغلوطة ومتفرقة في العديد من الكتب المختلفة حتى اليوم أصبحت مصححة ومجموعة في مرجع واحد.
وهناك من ناحية ثانية كميات ضخمة من الكلمات التركية والمغولية والهندية والفرنسية والإنكليزية والألمانية والروسية المتداولة في اللغة الفارسية والتي لم تذكر في أي من المعاجم اللغوية، ولكنها مدونة في هذا السفر الضخم وموضوعة أمام المراجعين.
ان لمعجم لغت نامه ميزة هامة أخرى هي أنه يردف أكثر الكلمات بشواهد و أمثال شعرية أو نثرية مأخوذة من الكتب المعتبرة. هذه الشواهد عدا أنها تكون مستندا للكلمة المدروسة فإنها تشرح المعنى الصحيح للكلمة في عبارات مختلفة و كيفية استعمالها في عدة صور بين مجازية وحقيقية. وقد روعي في مواضع الشك ان يرجع إلى أصح النسخ وأقدمها ومقابلتها مع سواها لتؤخذ أصح العبارات أو الأبيات الشعرية، وقد ساعد هذا العمل على تصحيح متون الماضين أو ضبطها.
ومن فوائد معجم (لغت نامه) كذلك أنه يوجد مجموعة قواعد كاملة للصرف و النحو في اللغة الفارسية، إذ من نواقص اللغة الفارسية المتداولة اليوم أن قواعد الصرف والنحو فيها ليست مأخوذة من خصائص اللغة نفسها أو مقتبسة من خلال كتابات القدامى، بل هي في معظمها ترجمة أو تقليد لأساليب اللغات الأوروبية أو قواعد الصرف والنحو العربية. ولئن كانت كتبت قواعد قليلة مستمدة من خصائص اللغة الفارسية نفسها، فإنما هي إلباس ثوب جديد لمقدمات المعاجم القديمة أو التي وردت في علوم العروض والقوافي نظير (المعجم في معايير أشعار العجم) أو هي مقتبسة من مؤلفات بعض أفاضل الهند، هذا ولا نكران أن الدراسات التي نشرها عدد من العلماء المعاصرين في هذا السبيل قيمة كلها مفيدة، ولكن مصنفات فضلاء الهند لا يعتمد عليها ولا يطمأن إلى كفايتها، كما هو الحال في (نهج الأدب). والخلاصة أننا لا نملك في الوقت الحاضر كتابا يجمع الشروط المتقدمة في الصرف والنحو الفارسيين، فحسنة معجم (لغت نامه) أنه أوجد قواعد مفصلة للصرف والنحو في اللغة الفارسية من خلال تفسيره للحروف المفردة.
ومما لا تنكر الحاجة إليه جمع الكلمات المتداولة اليوم في اللغة الفارسية في مصطلحاتها الحديثة مع ضبطها وذكر معانيها من حقيقي ومجازي. فالقواميس الفارسية التي كتبت حتى اليوم اهتمت بجمع الكلمات القديمة أو الحوشية غير المألوفة التي وردت في كتابات الماضين وأشعارهم، ولما كانت هذه القواميس لا تلحظ خاصة اللغة الفارسية بتقبل الكلمات الغريبة فإنها تكتفي بذكر جذور الكلمات ومصادرها وتهمل عشرات الكلمات التي تشتق من كلمة واحدة بزيادة الحروف السوابق les prefixes أو اللواحق Les suffixes، ولا تقدر ان كثيرا من الكلمات العربية أو الأجنبية الأخرى اتحدت مع أداة أو كلمة فارسية فاتخذت معنى جديدا وصارت تعد كلمة فارسية، من قبيل ذلك:
نصيحتگر، ملامتگر، نصيحت پذير، نصيحتگو، حقرو، حقگو، حقشناس، ناحق، حرف زدن، مطالعه كردن، غم خوردن، طلبيدن، غارتيدن وأمثالها من الكلمات المركبة التي لم يهملها قاموس لغت نامه بل أوردها مع شواهد.
وكذا ذكر الكثير من الكلمات المحلية في مختلف نواحي إيران _ في حدود الإمكان _ مع شرحها.
ولمعجم دهخدا خاصة أخرى هي انه قد أولى اعلام الرجال والأماكن عناية وتحقيقات ودقة فأوجد، بذلك لكل قسم من البطاقات (الفيش) دراسات ومراجع قيمة. وهنا يجب أن نذكر أن دهخدا قد أولى عظماء بلده عناية خاصة وعمل على تبيان الآثار الإيرانية القديمة واظهار خصائصها البارزة. ومما يلاحظ أنه فصل تراجم كثير من الشخصيات كما فعل في ترجمة أبي الريحان البيروني وأبي علي ابن سينا وأردشير واردوان وسواهم.
علي أكبر نواب، المتخلص ب (بسمل) ولد سنة 1187 في شيراز وتوفي فيها سنة 1263.
درس في مدرسة حكيم. كان شاعرا خطيبا عالما. له: تذكرة دلگشا، وشرح الثلاثين، وتعليقات على مدارك الشرائع، وسفينة النجاة، ورسالتان في الأخلاق، وتفسير للقرآن الكريم، وحاشية على تفسير القاضي البيضاوي.
علي بن حسين الأنصاري الشيرازي المعروف ب (حاج زين العطا) ولد سنة 730 في شيراز وتوفي فيها سنة 806.
ترعرع وتعلم في شيراز فكان من العلماء الأطباء، معاصرا للملوك المظفرية وطبيبا في قصورهم، موثوقا عندهم لا سيما الشاه شجاع.
له: أثر الاختيارات البديعة. وهو في مفردات الطب.
سيف الدولة الحمداني علي بن حمدان يضاف إلى ترجمته المنشورة في الصفحة 269 من المجلد الثامن ما يلي:
حرص الإخشيديون أثناء ولايتهم على مصر على توطيد نفوذهم بولاية الشام التي تقلدوا حكمها، فلما علم محمد بن طغج الاخشيد أن الخليفة العباسي الراضي قلد محمد بن رائق الخزرى هذه الولاية، كتب إلى نائبه ببغداد