قلت: وينبغي القطع به إذا كان من مأكول اللحم، بل في المنتهى الاجماع عليه في الدجاج، للأصل والعمومات السالمة عن معارضة ما دل على نجاسة الميتة، لعدم شموله لذلك قطعا، مضافا إلى التعليل السابق في صحيحة الحلبي وغيره من العمومات السابقة، وإلى خصوص نفي البأس من الصادق (عليه السلام) في صحيح زرارة (1) عن بيض الدجاجة، وعن أكله في خبري ولده حسين (2) عنه (عليه السلام) أيضا، ونحوهما خبر الثمالي (3) عن الباقر (عليه السلام) وغيره (4) ويتم الجميع بعدم القول بالفصل بين الدجاج وغيره من المأكول، فضلا عما دل على طهارة مطلق البيض من حسنة حريز السابقة وخبر إسماعيل بن مرار (5) عن يونس عنهم (عليهم السلام) قالوا: " خمسة أشياء ذكية مما فيها منافع الخلق: الإنفحة والبيض والصوف والشعر والوبر " وخبر ابن زرارة (6) قال: " كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) وأبي يسأله عن السن من الميتة واللبن من الميتة والبيض من الميتة وإنفحة الميتة، فقال: كل هذا ذكي " ومرسل الصدوق (7) عن الصادق (عليه السلام) بل عنه في الخصال، أنه رواه مسندا إلى ابن أبي عمير رفعه إليه (عليه السلام) قال: " عشرة أشياء من الميتة ذكية: القرن والحافر والعظم والسن والإنفحة واللبن والشعر والصوف والريش والبيض ".
ومنها مع ما تقدم عدا الأخبار الخاصة بالدجاجة (8) يستفاد طهارته وإن كان من غير المأكول، كما هو قضية إطلاق الأصحاب وتصريح بعضهم عدا العلامة في المنتهى