أول يوم من فروردين ماه، وهو أول شهور الفرس.
قلت: والمشهور المعروف في زماننا هذا إنما هو يوم انتقال الشمس إلى الحمل، بل لا يعرف غيره كما عن المجلسين النص عليه في الحديقة وزاد المعاد، والشهيد الثاني في روضته والفوائد الملية، وعلى شهرته في زمانه، والشيخ أبي العباس بن فهد أنه الأعرف بين الناس والأظهر في الاستعمال، ويؤيده مع ذلك ما يومي إليه خبر المعلى بن خنيس (1) أنه " يوم طلعت فيه الشمس، وهبت فيه الرياح اللواقح، وخلقت فيه زهرة الأرض، وأنه اليوم الذي أخذ فيه العهد لأمير المؤمنين (عليه السلام) بغدير خم " فإنه على ما قيل قد حسب ذلك فوافق نزول الشمس بالحمل في التاسع عشر من ذي الحجة على حساب التقويم، ولم يكن الهلال رأي ليلة الثلاثين، فكان الثامن عشر على الرؤية، وكذا صب الماء على الأموات، فإن وضع العيد على الاعتدال الربيعي، إلى غير ذلك من المؤيدات الكثيرة، ولولاها لكان القول بالأخير متجها، وأما باقي الأقوال فهي ضعيفة، بل ربما احتمل في أولها أنه مصحف " آذار " فيوافق المشهور، ولبسط الكلام في ذلك محل آخر.
وأما الغسل للتاسع من ربيع الأول فقد حكي أنه من فعل أحمد بن إسحاق القمي معللا له بأنه يوم عيد، لما روي (2) ما اتفق فيه من الأمر العظيم الذي يسر المؤمنين ويكيد المنافقين، لكن قال في المصابيح: إن المشهور بين علمائنا وعلماء الجمهور أن ذلك واقع في السادس والعشرين من ذي الحجة، وقيل في السابع والعشرين منه، قلت: لكن المعروف الآن بين الشيعة إنما هو يوم تاسع ربيع، وقد عثرت على خبر مسندا إلى النبي (صلى الله عليه وآله) (3) في فضل هذا اليوم وشرفه وبركته وأنه يوم