فنحتج بقول الله عز وجل (1): " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " فيقولون نزلت في مودة قربى المسلمين، فنحتج بقول الله عز وجل (2) " إنما وليكم الله ورسوله " فيقولون نزلت في المؤمنين، فلم أدع شيئا مما حضرني ذكره من هذا وشبهه إلا ذكرته، فقال لي: إذا كان ذلك فادعهم إلى المباهلة، قلت: فكيف أصنع؟ قال: أصلح نفسك ثلاثا وأظنه قال: وصم واغتسل وابرز أنت وهو إلى الجبان، فشبك أصابعك اليمنى في أصابعهم ثم أنصفه وابدأ بنفسك وقل اللهم رب السماوات ورب الأرضين عالم الغيب والشهادة الرحمان الرحيم إن كان أبو مسروق جحد حقا وادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما، ثم رد الدعاء عليه. فقل وإن كان فلان جحد حقا وادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما، ثم قال: فإنك لا تلبث إلا أن ترى ذلك، فوالله ما وجدت خلقا يجيبني إلى ذلك " وقول الراوي: " وأظنه قال " يختص بالصوم ولا يعم الاغتسال كما هو الظاهر.
ثم إنه يستفاد من خبر العنبري السابق زيادة على استحباب الغسل إن يوم المباهلة الرابع والعشرون من ذي الحجة، وهو المشهور كما في الذكرى والروض وفوائد الشرائع والذخيرة والكشف وغيرها حكايتها عليها، وعن إقبال ابن طاووس نسبته إلى أصح الروايات بعد أن حكى قولا بالسابع والعشرين، وآخر بالواحد والعشرين، ولم ينقل عنه ذكر الخمس والعشرين قولا لأحد، لكن ذهب إليه المصنف في المعتبر، ولعل الأول أقوى.
قلت: وقد بقي زيادة على ما ذكرته وذكره المصنف بعض الأغسال الزمانية كغسل يوم دحو الأرض ويوم نيروز الفرس ويوم تاسع ربيع، فأما الغسل لدحو