والخامس: أنه جاءه سائل يوما، فسرق شيئا، فأعطاه السائل، فعيروه بذلك. وفي ذلك الشئ ثلاثة أقوال:
أحدهما: أنه كان بيضة، قاله مجاهد.
والثاني: أنه شاة، قاله كعب.
والثالث: دجاجة، قاله سفيان بن عيينة.
والسادس: أن بني يعقوب كانوا على طعام، فنظر يوسف إلى عرق، فخبأه، فعيروه بذلك، قاله عطية العوفي، وإدريس الأودي. قال ابن الأنباري: وليس في هذه الأفعال كلها ما يوجب السرقة، لكنها تشبه السرقة، فعيره إخوته بذلك عند الغضب.
والسابع أنهم كذبوا عليه فيما نسبوه إليه، قاله الحسن. وقرأ أبو رزين، وابن أبي عبلة:
" فقد سرق " بضم السين وكسر الراء وتشديدها.
قوله تعالى: (فأسرها يوسف في نفسه) في هاء الكناية ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها ترجع إلى الكلمة التي ذكرت بعد هذا، وهي قوله [تعالى]: (أنتم شر مكانا)، روى هذا المعنى العوفي عن ابن عباس.
والثاني: أنها ترجع إلى الكلمة التي قالوها في حقه، وهي قولهم: " فقد سرق أخ له من قبل "، وهذا معنى قول أبي صالح عن ابن عباس، فعلى هذا يكون المعنى: أسر جواب الكلمة فلم يجبهم عليها.
والثالث: أنها ترجع إلى الحجة، المعنى: فأسر الاحتجاج عليهم في ادعائهم عليه السرقة، ذكره ابن الأنباري.
قوله تعالى: (أنتم شر مكانا) فيه قولان:
أحدهما: شر صنيعا من يوسف لما قدمتم عليه من ظلم أخيكم وعقوق أبيكم، قاله ابن عباس.
والثاني: شر منزلة عند الله، ذكره الماوردي.
قوله تعالى: (والله أعلم بما تصفون) فيه قولان:
أحدهما: تقولون، قاله مجاهد.
والثاني: بما تكذبون، قاله قتادة. قال الزجاج: المعنى: والله أعلم أسرق أخ له أم لا.
وذكر بعض المفسرين أنه لما استخرج الصواع من رحل أخيه، نقر الصواع، ثم أدناه من أذنه، فقال: إن صواعي هذا يخبرني أنكم كنتم اثنى عشر رجلا، وأنكم انطلقتم بأخ لكم فبعتموه، فقال ابن يامين: أيها الملك، سل صواعك عن أخي، أحي هو؟ فنقره، ثم قال: هو حي، وسوف