وسأله أن يأذن له، فأذن له، فهبط عليه، فوجده قاعدا في قفرة من الأرض.. " (1) الحديث.
وفي أخبار أخر: أن جنة آدم كانت في السماء (2).
فبحمد الله نجد تقارن العقل والنقل إلى الآن.
وأما ما يستفاد من طائفة من الآيات، فقبل الإشارة إليها لابد وأن يعلم كل ذي شعور: أن كل فرد من أفراد الإنسان مخلوق من التراب والنطفة...
وهكذا، ولا يخص آدم خاص باختلاقه من التراب، ضرورة أن النطفة حاصلة من الأغذية، وجميع الأغذية تتكون من التراب على وجه يصح استناد كل إنسان إلى التراب. فعلى هذا ما ترى في الآيات من خلق آدم من التراب لا يورث اختصاص آدم خاص شخصي بذلك، وأظهر الآيات في هذه المسألة قوله تعالى: * (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب) * (3) ولا شبهة في أن عيسى ليس خلقه من التراب كخلق الظروف والأواني التي تطبخ من التراب، بل هو موجود تربى في بطن مريم حسب الحركات والحرارة اللازمة إلى أن تجسدت بالجثمان المشتمل على تلك الدقائق التي روعيت في بدن كل إنسان من العروق الشعرية إلى العظائم وسائر العضلات والأمعاء والأجزاء الاخر الداخلية والخارجية التي تبلغ عددها إلى أكثر من بليون جزء صغيرا وكبيرا، كما تحرر في علم تشريح الأجساد في هذه الأعصار.
فخلق آدم مثل خلق عيسى، وكما لا يجوز أن يتوهم خلاف السنة الإلهية