تفسير القرآن الكريم - السيد مصطفى الخميني - ج ٥ - الصفحة ١٧٤
الشخصي، وقد ذهب مثل الشيخين (1) - بهمنيار (2) وأبو العباس اللوكري (3) - إلى أنه تعالى يعلم الأشياء بالصور المرتسمة على نعت الكلي، وأما الأقوال الاخر المنتهية إلى أن مناط علمه تعالى هي الوجودات المفارقة (4) أو المنحازة عن الذات كالإشراقيين (5)، أو الصور المتحدة مع الذات ك‍ " فرفوريس " مقدم المشائين (6) وغير ذلك، فكله من الأغلاط، ضرورة أن الذات الأحدية علة، فلابد من كونها عالمة في مرحلة الذات، وأنها ذات بسيطة، فلا معنى لاتحاد الصور معها، ولا معنى لكون الأعيان الثابتة أو الأشياء المعدومة غير الموجودة مناط علمه تعالى، كما تخيله جماعة من الصوفية (7) والمتكلمون (8).
نعم للقائلين بالأعيان الثابتة مسيرة أخرى، غير ما هو ظاهر كلماتهم، وهو الحق عندنا الراجع إلى أنه تعالى يعلم الأشياء علمه بذاته من غير إجمال فيه كشفا وإن كان في نهاية البساطة، ضرورة أن بسيط الحقيقة

١ - راجع فصوص الحكم، الفارابي: ٩٧ - ١٠٠، الشفاء (قسم الإلهيات): ٤٩٨، والإشارات والتنبيهات، ضمن شرح الإشارات ٣: ٣١٥.
٢ - راجع التحصيل: ٥٧٤ - ٥٧٧.
٣ - راجع بيان الحق بضمان الصدق: ٣٠٩ - ٣١٤.
٤ - راجع الأسفار ٦: ١٨١.
٥ - راجع حكمة الإشراق، مجموعة مصنفات شيخ إشراق ٢: ١٥٠ - ١٥٤، والأسفار ٦:
١٨١.
٦ - الأسفار ٦: ١٨١.
٧ - راجع مصباح الانس: ٨٢ - ٨٦، وشرح فصوص الحكم، القيصري: 17 - 22، والأسفار 6: 181.
8 - راجع الأسفار 6: 181.
(١٧٤)
مفاتيح البحث: الصدق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست