فالإبل قال تلك عناجيج الشياطين العنجوج من الخيل والإبل الطويل العنق فعلول من عنجة إذا عطفه لأنه يعطف عنقه لطولها في كل جهة ويلويها ليا وراكبه يعنجها إليه بالعنان والزمام يريد أنها مطايا الشياطين ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم إن علي ذروة كل بعير شيطانا عنتر أبو بكر رضي الله تعالى عنه سب ابنه عبد الرحمن فقال يا عنتر وروى غنثر وغنثر (بالفتح والضم) العنتر الذباب الأزرق شبهه به تحقيرا والغنثر من الغثارة وهي الجهل وقيل هو من الغنثرة وهي شرب الماء من غير عطش وذلك من الحمق.
عنن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال إن رجلا كان في أرض له إذ مرت به عنانة ترهيأ فسمع فيها قائلا يقول ائتي أرض فلان فاسقيها قيل للسحابة عنانة كما قيل لها عارض وحبي وعن وعرض وحبا بمعنى والجمع عنان ومنه الحديث ولو بلغت خطيئته عنان السماء.
وفي كتاب العين عنان السماء ما عن لك أي ما بدا لك منها إذا رفعت بصرك إليها وروى: أعنان السماء والأعنان والأعناء والأحناء بمعنى، وهي النواحي، يقال نزلوا أعناء مكة الواحد عنو، وقيل عنا ويجوز أن يكون الأعنان جمع عنان كأساس وأجواد في أساس وجواد.
ترحيأت السحابة إذا سارت سيرا رويدا وقال يعقوب تمخضت قال فتلك عنانة النقمات أضحت ترهيأ بالعقاب لمجرميها فالهمزة فيه مزيدة لقولهم ترهيأت وترهيت إذا تبخترت فكأنه من قولهم رها الطائر يرهو إذا دوم ورنق في الهواء وهو أن ينشر جناحيه ولا يخفق بهما على معاقبة الياء الواو في البناء كقولهم أتيت وأتوت وعزيت وعزوت.
عنش ابن معد يكرب رضي الله عنه قال يوم القادسة: يا معشر المسلمين كونوا أسد عناشا، فإنما الفارسي تيس إذا ألقى نيزكه.