فأكل منها جماعة السرية شهرا حتى سمنوا.
هي سمكة بحرية تتخذ الترسة من جلدها، فيقال للترس عنبر قال العباس بن مرداس:
لنا عارض كزهاء الصريم فيه الأسنة والعنبر عنو اتقوا الله في النساء، فإنهن عندكم عوان.
جمع عانية من العنو وهو الإقامة على الإسار يقال عنا فيهم أسيرا والعنوة القهر والذل ومنه قوله تعالى وعنت الوجوه وفي حديثه صلى الله عليه وسلم عودوا المريض وأطعموا الجائع وفكوا العاني عنن سئل صلى الله عليه وسلم عن الإبل فقال أعنان الشياطين لا تقبل إلا مولية ولا تدبر إلا مولية ولا يأتي نفعها إلا من جانبها الأشأم، الأعنان: النواحي جمع عنن وعن يقال أخذنا كل عن وسن وفن أخذ من عن كما أخذ العرض من عرض.
وفي الحديث أنهم كرهوا الصلاة في أعطان الإبل لأنها خلقت من أعنان الشياطين قال الجاحظ: يزعم بعض الناس أن الإبل فيها عرق من سفاد الجن وذهبوا إلى هذا الحديث وغلطوا ولعل المراد والله ورسوله أعلم أن الإبل لكثيرة آفاتها، وأن من شأنها أنها إذا أقبلت أن يعتقب إقبالها الإدبار وإذا أدبرت أن يكون إدبارها ذهابا وفناء مستأصلا ولا يأتي نفعها يعني منفعة الركوب والحلب إلا من جانبها الذي ديدن العرب أن يتشاءموا به وهو جانب الشمال ومن ثم سموا الشمال الشؤمى قال يصف حمارا وأتانا:
فأنحى على شؤمي يديه فذادها فهي إذن للفتنة مظنة وللشياطين فيها مجال متسع حيث تسببت أولا إلى إغراء