وعن أبي خيرة الأعرابي: الأعور واحد الأعاور وهي الصئبان كأنه قال يا صؤابة، استصغار له واحتقار عوه لا يوردن ذو عاهة على مصح عين العاهة وهي الآفة واو لقولهم: أعاه القوم وأعوهوا، إذا أيفت دوابهم أو ثمارهم وقرأت في مناظر النجوم للقتبي في ذكر الثريا ويقال ما طلعت ولا فاءت إلا بعاهة في الناس وغربها أعيه من شرقها.
ومنها حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أنه نهى عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة والمعنى لا يوردن من بإبله آفة من جرب أو غيره على من إبله صحاح لئلا ينزل بهذه ما نزل بتلك من أمر الله فيظن المصح أن تلك أعدتها فيأثم عود قال صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة بنت قيس لما طلقها لزوجها انتقلي إلى أم كلثوم فاعتدى عندها ثم قال: لا إن أم كلثوم يكثر عوادها ولكني انتقلي إلى عبد الله، فإنه أعمى فانتقلت إليه حتى انقضت عدتها، ثم خطبها أبو جهم ومعاوية فأتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم تستأذنه فقال لها: أما أبو جهم فأخاف عليك قسقاسة العصا، وأما معاوية فرجل أخلق المال قال فتزوجت أسامة بن زيد بعد ذلك.
العواد الزوار، وكل من أتاك مرة بعد أخرى فهو عائد وروى: إنها امرأة يكثر ضيفانها.
القسقاسة: العصا نفسها، وإنما ذكرت على إثرها تفسيرا لها، قال أبو زيد القسقاسة والقساسة العصا، من قس الناقة يقسها إذا زجرها وعن أبي عبيدة يقال فلان يقس دابته أي يسوقها وروى أن أبا جهم لا يضع عصاه عن عاتقه والمعنى أنه سئ الخلق سريع إلى التأديب، والضرب قيل ويجوز أن يراد أنه مسفار لا يلقى عصاه، فلا حظ لك في صحبته ومن فسر القسقاسة بالتحريك فلي فيه نظر.
أخلق من المال أي خلو عنه عار وأصله من قولهم: حجر أخلق أي أملس لا يقر عليه شئ لملاسته، وهذا كقولهم لمن أنفق ماله حتى افتقر: أملق فهو مملق، فإن أصله من الملقة وهي الصخرة الملساء وروى فإنه رجل حائل، أي فقير، من العيلة.
عور أبو بكر رضي الله تعالى عنه: قال مسعود بن هنيدة مولى أوس بن حجر:
رأيته قد طلع في طريق معورة حزنة وإن راحلته قد أذمت به، وأزحفت فقال: أبن أهلك