الفوقية أوله (طائفة) قال القرطبي الطائفة الجماعة وقال في النهاية الطائفة الجماعة من الناس وتقع على الواحد وكأنه أراد نفسا طائفة (منصورين) أي غالبين على أعداء الدين لا يضرهم من خذلهم أي ترك نصرتهم ومعاونتهم حتى تقوم الساعة أي تقرب الساعة وهو خروج الريح قاله النووي وقال القسطلاني في شرح البخاري واستشكل بحديث مسلم عن عبد الله بن عمر ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس الحديث وأجيب بأن المراد من شرار الناس الذين تقوم عليهم الساعة قوم يكونون بموضع مخصوص وبموضع اخر تكون طائفة يقاتلون عن الحق وعند الطبراني من حديث أبي أمامة قيل يا رسول الله وأين هم قال ببيت المقدس والمراد بهم الذي يحصرهم الدجال إذا خرج فينزل عيسى إليهم فيقتل الدجال ويحتمل أن يكون ذلك عند خروج الدجال أو بعد موت عيسى عليه السلام بعد هبوب الريح التي تهب بعده فلا يبقى أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته ويبقى شرار الناس فعليهم تقوم الساعة وهناك يتحقق خلو الأرض عن مسلم فضلا عن هذه الطائفة الكريمة وهذا كما في الفتح أولى ما يتمسك به في الجمع بين الحديثين المذكورين انتهى (قال محمد بن إسماعيل) يعني الامام البخاري رحمه الله تعالى (قال علي بن المديني) هو علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم أبو الحسن البصري ثقة ثبت إمام أعلم أهل عصره بالحديث وعلله حتى قال البخاري ما استصغرت نفسي إلا عنده وقال فيه شيخه ابن عيينة كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلمه مني وقال النسائي كأن الله خلقه للحديث (هم أصحاب الحديث) وقال البخاري في صحيحه وهم أهل العلم وقال الحافظ في الفتح وأخرج الحاكم في علوم الحديث بسند صحيح عن أحمد إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم ومن طريق يزيد بن هارون مثله انتهى قال القاضي عياض إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث وقال النووي ويحتمل أن هذه الطائفة متفرقة بين أنواع المؤمنين منهم شجعان مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض قوله (وفي الباب عن عبد الله بن حوالة وابن عمر وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو)
(٣٦٠)