المبشرة بالجنة فأخرجه مسلم وفيه سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها وأما حديث ابن عمر فلينظر من أخرجه قوله (عن أبي أسماء) الرحبي اسمه عمر بن مرثد الدمشقي ويقال اسمه عبد الله ثقة من الثالثة (عن ثوبان) الهاشمي مولى النبي صلى الله عليه وسلم صحبه ولازمه ونزل بعده الشام ومات بحمص قوله إن الله زوى لي الأرض أي جمعها لأجلي قال التوربشتي زويت الشئ جمعته وقبضته يريد به تقريب البعيد منها حتى اطلع عليه اطلاعه على القريب منها (فرأيت مشارقها ومغاربها) أي جميعها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها قال الخطابي توهم بعض الناس أن من في منها للتبعيض وليس ذلك كما توهمه بل هي للتفصيل للجملة المتقدمة والتفصيل لا يناقض الجملة ومعناه أن الأرض زويت لي جملتها مرة واحدة فرأيت مشارقها ومغاربها ثم هي تفتح لأمتي جزأ فجزأ حتى يصل ملك أمتي إلى كل أجزائها قال القاري ولعل وجه من قال بالتبعيض هو أن ملك هذه الأمة ما بلغ جميع الأرض فالمراد بالأرض أرض الاسلام وأن ضمير منها راجع إليها على سبيل الاستخدام (وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض) بدلان مما قبلهما أي كنز الذهب والفضة قال التوربشتي يريد بالأحمر والأبيض خزائن كسرى وقيصر وذلك أن الغالب على نقود ممالك كسرى الدنانير والغالب على نقود ممالك قيصر الدراهم (بسنة عامة) أي بقحط شائع لجميع بلا المسلمين قال الطيبي السنة القحط والجدب وهي من الأسماء الغالبة (وأن لا يسلط عليهم عدوا) وهم الكفار وقوله من سوى أنفسهم صفة عدوا أي كائنا من سوى أنفسهم فيستبيح أي العدو وهو مما يستوي فيه الجمع والمفرد أي يستأصل (بيضتهم) قال الجزري في النهاية أي مجتمعهم وموضع سلطانهم ومستقر دعوتهم وبيضة الدار وسطها
(٣٣٢)