الحالة التي تكون بعد النوم وهي غالبا تقع عند الصبح والمعنى أن الأمانة تذهب حتى لا يبقى منها إلا الأثر الموصوف في الحديث (مثل الوكت) وفي رواية البخاري مثل أثر الوكت وهي بفتح الواو وسكون الكاف بعدها مثناة فوقية الأثر في الشئ كالنقطة من غير لونه يقال وكت البسر إذ بدت فيه نقطة الارطاب (ثم ينام نومة) أي أخرى (فتقبض الأمانة) أي ما بقي منها من قلبه (فيظل أثرها مثل أثر المجل) بفتح الميم وسكون الجيم وقد تفتح بعدها لام هو أثر العمل في الكف قال في الفائق الفرق بين الوكت والمجل أن الوكت النقطة في الشئ من غير لونه والمجل غلظ الجلد من العمل لا غير (كجمر) بالجيم المفتوحة والميم الساكنة أي تأثير كتأثير جمر وقيل أبدل من مثل أثر المجل أي يكون أثرها في القلب كأثر جمر أو خبر مبتدأ محذوف أي هو يعني أثر المجل كجمر (دحرجته) أي قلبته ودورته (على رجلك فنفطت) بكسر الفاء بعد النون المفتوحة قال في القاموس نفطت كفرحت نفطا ونفطا ونفيطا قرحت عملا أو مجلث (فتراه منتبرا) بنون ثم مثناة مفتوحة ثم موحدة مكسورة أي منتفخا وتذكير الضمير على إرادة الموضع المدحرج عليه الجمر قيل المعنى يخيل إليك أن الرجل ذو أمانة وهو في ذلك بمثابة نفطة تراها منتفطة مرتفعة كبيرة لا طائل تحتها (وليس فيه شئ) أي صالح بل ماء فاسد وفي شرح مسلم قال صاحب التحرير معنى الحديث أن الأمانة تزول عن القلوب شيئا فشيئا فإذا زال أول جزء منها زال نورها وخلفته ظلمة كالموكت وهو اعتراض لون مخالف للون الذي قبله فإذا زال شئ اخر صار كالمجل وهو أثر محكم لا يكاد يزول إلا بعد مدة وهذه الظلمة فوق التي قبلها ثم شبه زوال ذلك النور بعد وقوعه في القلب وخروجه بعد استقراره فيه واعتقاب الظلمة إياه بجمر يدحرجه على رجله حتى يؤثر فيها ثم يزول الجمر ويبقى النفط انتهى (قال فيصبح الناس) أي يدخلون في الصباح (يتبايعون) أي السلع ونحوها بأن يشتريها أحدهم من الاخر (لا يكاد أحد يؤدي الأمانة) لأن من كان موصوفا بالأمانة سلبها حتى صار خائنا (وحتى يقال للرجل) أي من أرباب الدنيا ممن له عقل في تحصيل المال والجاه وطبع في الشعر والنثر وفصاحة وبلاغة وصباحة وقوة بدنية وشجاعة وشوكة (ما أجلده) بالجيم (وأظرفه) بالظاء المعجمة (وأعقله) بالعين المهملة والقاف تعجبا من كماله واستغرابا من مقاله واستبعادا من جماله
(٣٣٧)